لم يكن خوضه الشأن العام محض مصادفة، وإنما هو أمر يسير في عروق عائلته تدرُّجاً من الأب أحد الرجال المؤثرين اجتماعياً، وصولاً إلى الابن الذي دفعه حبه لبلدته لدخول المعركة الانتخابية التي شهدتها بلدة بياقوت المتنية في دورتها الأخيرة. فوزه كان نتيجة ثقة سكانها به ولإيمانهم بأنه قادرٌ على التغيير المنتظر للبلدة. إنه الرئيس عصام زينون الديناميكي الذي عمل مع المجلس البلدي بجدٍّ لإنماء البلدة على كافة الأصعدة. مجلة "رانيا" التقته وحاورته حول النهضة الإنمائية التي تشهدها بياقوت.
من يدخل البلدة يلاحظ الحركة الإنمائية الناشطة في عدة مجالات، ما هي المشاريع التي تمّ إنجازها؟
هدفي أن أقدم شيئاً جديداً ومغايراً لما قام به أسلافي في البلدية. فالعمل البلدي عمل استمراري، لذا سأعتمد على ما أنجزه السابقون في بناء بلدة نموذجية، وأبرهن لأبناء بياقوت أنني على قدر ثقتهم. منذ استلامي مهام البلدية وخلال الدورة الأولى قلبت البلدة رأساً على عقب وأعدت تأهيل مداخلها وطرقاتها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى البنى التحتية وسأستمرّ في العمل جاهداً لتحسين وتجميل البلدة بكل ما أوتيت من قوة، فأنا أريد لبياقوت ليس فقط أن تشبه رئيسها وإنما قاطنيها أيضاً.
تهتمّون بتشجير الطرقات وزراعة الأزهار وغيرها، ماذا عن البنى التحتية ؟
منذ البداية كان لدينا خطة عمل واضحة قائمة على مبدأ البناء القوي ويرتكز على أساس صحيح. وعليه، بدأنا العمل على البنى التحتية وكل ما يتعلّق بها من صرف صحي، مياه، كهرباء وأقنية تصريف شتوية، ومنها سننطلق لبناء بياقوت جمالياً وسياحياً. لدينا تعاون مع شركة الكهرباء والمياه فيما يتعلّق بإجراء التصليحات وتقديم الخدمات لسكان البلدة، كما تمّ التعاون مع أصحاب المولدات لتغذية إنارة الطرقات العامة. إذاً، لم يعد هناك ما ينقص بياقوت على صعيد البنى التحتية تقريباً، ونحن نتجه اليوم للتفكير في الشكل العام للبلدة وبالمشاريع التي من شأنها أن ترتقي بها.
برأيكم، ما هي الأولويات التي تحتاجها البلدة ولا يمكن تأجيلها؟
في البلدية ننظر إلى المواطن واحتياجاته المتمثلة بالنظافة والطرقات المعبّدة. إلا أننا نعاني من مشكلة توفير مواقف للسيارات كحال العديد من البلديات الأخرى، والسبب يكمن في عدم توفّر الأراضي، لذا حاولنا التعويض عن هذا النقص بتنظيم السير، عبر جهاز شرطة متكامل وكاميرات مراقبة في الشوارع العامة نتجنب معها أزمة السير ونحافظ على الأمن، وهناك غرفة عمليات لمراقبة سير الأمور.
بالنسبة للنفايات، هل هناك حلول مستقبلية كإنشاء معمل بالتعاون مع البلديات المجاورة؟
ليس لدينا مشكلة نفايات، فنحن نعتمد على شركة "رامكو" لإزالتها، لكن المشكلة تكمن في حال توقفها عن العمل تحت أي ظرف كان. فبلدة بياقوت صغيرة وغير مترامية الأطراف، أي أنها لا تحتوي أراض بعيدة عن المناطق السكنية، لذا؛ لا يمكننا إنشاء معمل للنفايات ولا حتى مكبّ لها. في الحقيقة أنا لا أؤمن بوجود عدة معامل لمعالجة النفايات في لبنان. بل يجب أن يكون هناك معمل مركزي مسؤول عن فرزها ومعالجتها، ويمكننا هنا الاستفادة من تجارب الدول حول العالم، أما التخلّص منها في البحر فهذا أمر غير مقبول، لأنّ ذلك سيؤثّر علينا إن لم يكن في الوقت الحالي سنرى تأثيره مستقبلاً في صحة أطفالنا وشبابنا.
هل لديكم أي توأمة أو نشاطات خارج لبنان، عربياً أو دولياً؟
لا يوجد لدينا أي توأمة، وفي الوقت الحالي ندرس موضوع التوأمة مع عدد من البلديات في فرنسا والبرتغال. بالنسبة للنشاطات، نشارك ضمن المؤتمرات الدولية التي تُعنى بالموضوع البلدي كما في باريس والبرتغال. هذا الأمر مهم للإستفادة من تجارب وخبرات البلديات حول العالم، حيث شاركنا مؤخراً بمؤتمرٍ في البرتغال. واستفدنا الكثير فيما يتعلق بدعم السياحة من تأمين الطرقات الجيّدة والمرافق الصحية والمطاعم...الخ. إذاً، السياحة ليست في الآثار فقط ولكن أيضاً في نوعية الخدمات المقدّمة.
ما هي المشاريع الثقافية والإنمائية التي تعملون عليها؟
نحن بصدد إنشاء حديقة عامة تتضمّن مبنى يشمل مركزاً ثقافياً، مستوصفاً، صالة اجتماعات ومكتبة عامة، بالإضافة الى جوانب رياضية وإضافة لمشروع كبير نخطط للقيام به على أعلى تلة في البلدة، سنطلق عليه اسم NewBiakout،وهو عبارة عن مشروع لإنشاء منطقة متميّزة عمّا حولها من المناطق المجاورة. ولذلك نقوم بدراسات معمّقة للبنى التحتية، الطرقات، الكهرباء، الإنارة والأرصفة.
هل تفكرون في إنشاء مبنى جديد للبلدية؟
قمنا بمشروع استملاك أرض لإنشاء مبنى جديد ونحن بانتظار صدور مرسوم الاستملاك.
كيف تتعامل البلدية مع النازحين السوريين؟
بياقوت بلدة سكنية بامتياز لا يوجد فيها مراكز تجارية أو صناعية كبرى، لذلك لا يوجد عدد كبير من السوريين فمعظمهم عائلات موجودة بطرق شرعية.
كلمة أخيرة...أشكر أهل بلدتي الذين وضعوا ثقتهم بالمجلس البلدي المنتخب وبي شخصياً. كما أتمنى من الجميع أن ينظروا الى مصلحة لبنان أولاً قبل النظر الى لمصالح الشخصية.
تعليقات الزوار