بكفيا أمّ المصايف، هي في قلب المتن الشمالي على مسافة أقل من عشرين كلم من العاصمة بيروت وبكنف طبيعة أخّاذة ومناخ معتدل وينابيع وعيون رقراقة لا سيما نبع نعص بكفيا، وقِدم تاريخها وأبنيتها الأثرية (سرايا بكفيا) ومجموعة الكنائس والأديرة التاريخية فيها وكثرة المطاعم والمقاهي والفنادق الراقية، كل ذلك جعل منها بلدة سياحية بامتياز، يقصدها السياح من الشرق والغرب. بكفيا بلدة كبار الأدباء والشعراء والفنانين، وبلدة المعالم السياحية التي تولي البلدية فيها أقصى اهتماماتها لجهة إعادة تأهيل معالمها والمحافظة على البيئة العامة وجعلها من أجمل وأرقى المناطق. وقد التقت مجلة "رانيا" برئيس البلدية المحامي فيليب السبعلي وكان معه هذا الحوار:
تولي بلدية بكفيا المحيدثة السياحة أقصى اهتماماتها، هل لنا بفكرة عن مهرجانات قد تقام بمناسبة عيد الميلاد؟ وماذا عن زينة بكفيا؟
المهرجانات التي تقام بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة، في كل عام تتظافر فيها جهود البلدية مع جهود فعاليّات البلدة من جمعيات وأندية بإحياء حفلات وإقامة قرية ميلادية تتوزّع فيها محال تجارية تقدّم للزائرين أطيب المأكولات وهدايا للأولاد. تمتدّ الحفلات كل أيّام العيد، تتمّ إضاءة الزينة بحضور رؤساء وأعضاء المجالس البلدية في المتن وعدد كبير من المدعوّين الرسميين. أمّا عن زينة بكفيا فالكلام لا يكفي لنقل جمالها وتميّزها إذ لا بد من مشاهدتها مضاءة في الشارع الرئيسي لبكفيا وفي الأحياء الداخلية حيث سيجد الزائر أكثر من خمسين شجرة أرز مزروعة في ساحة البلدة وعلى جانبي شارعها الرئيسي مكسوّة بالزينة والإضاءة.
تشتهر بكفيا بعيد الأزهار تحت عنوان "لنجعل شرفاتنا وحدائقنا تزهر"، هل ما زلتم تحتفلون بهذا العيد السنوي، وهل من تنسيق مع البلديات بهذا الخصوص؟ وهل تتأثر مهرجاناتكم الموسمية بالأوضاع الأمنية؟
عيد الأزهار هو العيد التقليدي الأهم الذي عرفت به بكفيا، بدأ عام 1934 واستمرّ إحياؤه سنوياً ومن دون انقطاع لغاية عام 1975، تقليدياً كان يُحتفل بهذا العيد في الأسبوع الأخير من شهر آب والأسبوع الأوّل من شهر أيلول من كل عام، ويحدّد له موضوع معيّن تضعه اللجنة المشرفة وتفرض مواصفات على من يرغب بدخول مسابقة السيارات المزينة. وهكذا يتنافس ويتسابق عدد كبير من المشتركين الذين يسهرون على تجسيم فكرة ما لسيارة مغلّفة بالكامل بآلاف الأزهار التي تتناسب ألوانها مع فكرة السيارة. هذا العيد توقّف قصرياً في بداية الحرب عام 1975، وحاولت بلدية بكفيا- المحيدثة إعادة إحيائه في السنوات الخمس الماضية، لكنها كانت تصطدم في كل مرة بالحالة الأمنية، ولا سيما أن أعداد الزائرين في هذا الحفل يناهز الـ 50 ألف زائر، لهذا السبب الأمني استعاضت البلدية والجمعيات الأهلية في البلدة عن العيد التقليدي باحتفالات تقتصر على أنشطة ترفيهية يتخللها سوق للأزهار في شهر أيار وفي شهر تموز وإلى حين تسمح الظروف الأمنية بإعادة إحياء هذا العيد سنبقى نزهّر بلدتنا وشرفاتنا وشوارعنا بأجمل الأزهار ونتشارك بذلك مع بلدية ساقية المسك وبلدية بحرصاف.
هل من مشاريع تخطط لها بلدية بكفيا؟
على أجندة بلدية بكفيا، العديد من المشاريع الإنمائية، بعضها باشرنا بتنفيذه، والبعض الآخر قيد التحضير، المجلس البلدي الحالي أنجز مشروع ترقيم الشوارع، والأبنية، وأنجز بناء المدينة الرياضية ويقوم حالياً باستكمال أشغالها الداخلية وأنجز ترميم وإعادة تأهيل سرايا بكفيا بالتعاون مع مؤسسة بيت المستقبل. والمجلس البلدي سيضع قريباً حجر الأساس لبناء مجمّع يطلق عليه "مجمّع بيار أمين الجميّل الجامعي" والمجلس سيباشر أيضاً بإعادة تأهيل وترميم المبنى البلدي الحالي ليصبح مع الحديقة العامة بجانبه معلماً إنمائياً لبكفيا وأبنائها هذا بالإضافة إلى مشاريع أخرى سيتم التعريف عنها حال انتهاء دراستها وسبل تمويلها.
ماذا تطلبون من الدولة؟
نطلب إقرار مشروع اللامركزية الإدارية والإفراج عن أموال البلديات.
لاحظنا في بلدة بكفيا عدم وجود نفايات في الشوارع وأمام المنازل، هل تقوم البلدية بعمليات الفرز؟ وأين ترمون نفايات البلدة؟
بلديتنا هي من أولى البلديات التي اعتمدت فور وقوع أزمة النفايات الفرز من المصدر، أي فرز النفايات في المنازل إلى نفايات قابلة للتدوير ونفايات عضوية. والملفت أن الأهالي في بكفيا قد تجاوبوا مع هذا الإجراء وهم يفرزون نفاياتهم وفقاً لتعليمات البلدية التي تقوم بالفرز مرة ثانية في قطعة أرض تملكها وتتدبّر أمر النفايات العضوية بجعلها طعاماً للحيوانات كما باشرت البلدية ببناء وتأهيل معمل صغير للنفايات وهي ماضية قدماً بالمحافظة على نظافة وأمن أبناء بكفيا الكبرى والجوار. شوارع بكفيا وساحاتها خالية تماماً من النفايات منذ شهر آب الماضي.
تعليقات الزوار