تُعدّ المتين أكبر بلدة في جبل لبنان، تبلغ مساحتها 90 مليون متر مربع تقريباً، يصل امتدادها إلى بسكنتا، مزرعة كفرذبيان، شمسطار، قاع الريم، ترشيش وعينطورة، يبدأ ارتفاعها عن سطح البحر من 600م وحتى 2200م. المتين بالسريانية "ماتينو" أي الهادئ والساكن وهي باللغة العربية تصغير المتن وهو الصلب المرتفع من الأرض .كانت المتين فيما مضى عاصمة المتن، ومركز الأمراء اللمعيين حيث كانت مزدهرة زراعياً، تجارياً وصناعياً، وكانت من أهم مراكز صناعة الحرير. تربو المتين على تلة خضراء محاطة بالوديان المكسوّة بغابات الصنوبر والسنديان، ما يمنحها جواً مفعماً بالهواء النقي،وتتميز البلدة بآثارها التي تعود إلى أكثر من 2000 سنة أيإلى العصر الروماني والبيزنطي منها برج المسيقى، المعابد والمدافن. مجلة "رانيا" التقت رئيس بلدية المتين ومشيخا زهير أبي نادر في ولايته الثالثة التي استحقّهابعد معركة انتخابية كان فيها 50 مرشحاً ضمن أربع لوائح. علاقته جيدة مع أبناء بلدته ومع كافة الأحزاب المتواجدة فيها. وعن أسلوبه المتّبع في العمل البلدي قال أبي نادر: "توجّهاتي واضحة وآرائي ثابتة فأنا أعرف ما أريد وأعرف الصالح العام وأعمل له إلاّ أنّ البعض يتهمني بأننيأتفرّد برأيي، لكن كل من يعرفني ويتعامل معي يلاحظ خلاف ذلك، وتاريخي خير دليل، فأنا نشأت على احترام الآخر وتقبّل رأيه، و خلال أعوام دراستي في فرنسا اختبرت المعاني والقيم الحقيقيةللديمقراطية وأنا أمارسها فعلاً وليس قولاً فإنني أتقيّد بالصلاحيات التي يسمح بها القانون ولا أتخطاها، ولا أتعدَّى على صلاحيات ودور المجلس البلدي ولا أتخطاه". أما عن أبرز الإنجازات التي تحقّقت، فقال الرئيس أبي نادر: "تمكّنا من إعادة الألفة للبلدة ونشر مفهوم العيش المشترك والخروج من أجواء التشنّج التيخلفتها الحرب اللبنانية. بعدها، توجّهنا إلى المشاريع الإنمائية بما يعيد الأمور الحياتية إلى نصابها. من الأمور المهمّة في المتين هي أنها الوحيدة في المنطقة التي تشرب مباشرة من ينابيع في الجرد العالي مملوكة من الأهالي وتقوم البلدية بإدارتها وصيانتها، لذا قمنا بإنشاء محطة لتكرير مياه الشرب بمساعدة أحد سكان البلدة روجيه صروف رحمه الله. من بعدها كانت الأولوية في إيجاد مصادر مياه إضافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة،فقمنا بتنفيذ 4 مشاريع، واليوم لدينا ما يناهز عن 800 متر مكعب". وعن تقييمه للعمل البلدي خلال عام 2017 تابع: "قمنا بالعديد من الإنجازات إلاّ أنّ ما يؤخر أو يحدّ دائماً من قدرة البلدية على الاهتمام بمشاريع الإنماء والتنظيم هو بالأساس إمكانيات البلدية المادية وأيضاً الأشغال التي هي من مسؤولية الوزارات والإدارات المختلفة. وهنا، أوجّه العتبواللوم للبعض منهم الذين يولون اهتمامهم بمناطقهم حصراً، بدل أن يكون الإنماء متوازناً، علماً أننا نطالبهم أقلّه بأعمال الصيانة العادية على أن يأتي الإنماء من بعدها. لذلكنتمنّى من جميع الوزارات أن يكون لديهم عدل أكبر في توزيع اهتمامهم". وعن أبرز المشاريع الملحّة الواجب تنفيذها قال زهير أبي نادر: "ساحة المتين الأثرية من أهم الساحات العامة في المنطقة التي يمرّ بها الطريق الذي يربط المتنين الشمالي بالجنوبي. هذه الساحة لم تنل حقها الكامل في إظهار جمالها، لذا أخذنا على عاتقنا إكمال ما بدأناه". أما عن خطة البلدية لموسم الأعياد فأوضح الرئيس بالقول: "سنقيم للسنة الثانية Marché de Noëlفي ساحة المتين بالتعاون مع جمعيات وأهالي البلدة، وستقوم بعض الجمعيات بتوزيع الهدايا. ما زالت اللجنة الفنية التابعة للبلدية تعمل على إعداد جدول برنامج الأعياد، حيث ستشهد ليلة الافتتاح احتفالاً كبيراً وكذلك عطلة نهاية كل أسبوع حتى انتهاء الأعياد". وعن توقعاته للعام القادم على الصعيدين السياسي والاقتصادي قال أبي نادر: "أنا بطبيعتي متفائل سواء بحياتي الخاصة أو العامة، وأخطط وأعمل وكأنّ البلد وأموره بألف خير وينعم بالسلام ومستقبله مزدهر، وهذا درس تعلمته من والدي رحمه الله ولو كانت الأمور غير ذلك لضربني اليأس وما فعلت شيئاً. إن العمل العام عمل تجرّد وإخلاص ومن أراد دخولهعليه الالتزام بهذه المبادئ. أمنيتي أن أتابع مهامي الموكلة لي من أبناء بلدتي الذين شرّفوني بثقتهم ومحبتهم،كما أتمنّى الخير والازدهار لبلدتي الحبيبة ولسكانها".
تعليقات الزوار