بين خطط طارئة تنقذ الموقف حالياً وتحمي لبنان من الغرق الكامل، وبين حلول مستدامة مطروحة على طاولة علاج أزمة تتلاطمها الجهات السياسية بحثاً عن حصة الأسد فيها، لا تزال قضية النفايات بين أخذٍ ورد، ولا يزال البحث جارياً عن أرضٍيُجمع فيها شتات ما نستخدم. إلاّ أنّنا لسنا الوحيدين في قائمة الإنتظار هذه، فالبيئة أيضاً تنتظر فرجاً قريباً، يحمل خلاصاً مستقبلياً لصحتنا، وغير هذا نتيجة لا تُحمد عقباها. قضية النفايات بحاجة إلى حلّ متكامل تتضافر فيه جميع الجهود من كل الأطراف، فلا فائدة تُرجى من تنظيف منطقة على حساب أخرى، فسماء لبنان واحدة، وما يشوب شمالها يؤثّر في جنوبها وشرقها. آمالٌ كثيرة تعلّق على من شغل كرسي قصر بعبدا بأن يكون عوناً لها في الخلاص من نقمةٍ دامت قرابة السنتين.انطلاقاً من مقولة "كل راعٍ مسؤول عن رعيته"، نجد أن شغله الشاغل خدمة أبناء بلديته،فلا أحلام سياسية تراوده، بل مشاريع واعدة لهذا العام تنتظر بين أروقة روتين الإدارات المحلية،كل هذه الأمورحدّثنا عنها رئيس بلدية الجديدة أنطوان جبارة في هذا اللقاء.
بدأت بعض البلديات بمعالجة مشكلة النفايات، إلى ماذا توصّلت بلدية الجديدة في هذا الموضوع؟
حتى الآن لم يحصل أي جديد، هناك بلديات كبيرة، إذ انّ هناك 36 بلدية وكل واحدة منها ستعمل على التخلّص من النفايات عبر 36 معملاً، وبالتالي حجم التسمّم البيئي سيزداد، وتزداد معه مشكلات الناس. هذا الموضوع يتعلّق أكثر بالدولة أو بالإتحادات وليس بالبلديات. حتى اللحظة، تعاني الإتحادات من مشكلة "عويصة" في هذا الموضوع، فلا أحد يقبل بإعطائنا أرضاً، وهذه القضية بحاجة إلى حلّ جذري تتوفّر فيه ثلاثة عوامل: أهمّها، أن تكون هناك خطة مدروسة ومموّلة بشكلٍ كبير لحلّ هذه المشكلة، فإذا كان هناك نفايات في بلدتي وعند جيراني من البلديات الأخرى لا يوجد، ستكون النتيجة واحدة وسيتضرّر الجميع والعكس صحيح. حاولنا أن نجد مكاناً ولكننا لم نتوصّل إلى أيّة مساحة يمكن وضع النفايات فيها. ماذا نفعل بها؟ أين نضعها؟
بلديتا جبيل وبيت مري وجدتا الحلّ عبر فرز وبيع النفايات، فماذا عنكم؟
نحن أيضاً لدينا معمل فرز ونعمل على تقليص حجم النفايات قدر الإمكان.
من المسؤول عن نفايات بلدية الجديدة وعن فرزها؟
التزمت شركة "سوكلين" بأخذها أمّا بالنسبة إلى الفرز، فقد بدأنا أولاً بأن يعمل كل منزل على فرز نفاياته ذاتياً، ثم تأتي شركة "سوكلين" وتأخذها، كما أننا نقوم بإعادة الفرز، فهناك مكان مخصّص للكرتون والبلاستيك إلاّ أنّهم يكتفون بأخذ الكرتون فقط.
سمعنا بأنّ شركة "سوكلين" ستتوقّف عن أخذ النفايات، هل هذا صحيح؟
في حال توقّفت الشركة عن أخذها، فإنّ "جهاد العرب" هي من ستلتزم بأخذها، او أشخاص من بيت "رشام"، كما أنّ هناك شركة أخرى ستحلّ محلّ "سوكلين" لكن حتى هذه الشركة ليست حلاً كافياً. عندما كنت لا أزال موظفاً في البلدية كنّا نأخذ النفايات مباشرة من أمام المنازل ونضعها في "البيك آب" ومن ثم إلى "مكبّ برج حمود الذي بقي 44 سنة عشوائياً، أمّا الآن فتؤخذ النفايات والحاويات وتبقى ملقاةً على الأرض وهذا ما يؤدّي إلى الإصابة بالأمراض بسبب البرغش والجرذان. بإمكان الدولة أن تعالج ثلاث مشاكل (النفايات، المجارير والكهرباء) دفعة واحدة. فمن الممكن أن تجمع النفايات مع المجارير ما يولّد الغاز وبالتالي يعطي الكهرباء هذا المشروع كلفته 300 مليون دولار.
كإتحاد، هل عقدتم اجتماعات حول هذا الموضوع؟
عقدنا العديد من الاجتماعات كما أجرينا مجموعة اتصالات، وأتت شركة أسترالية ووضعت أسعاراً، إلاً أنّ كل شيء مرتبط بالأرض التي يجب علينا تأمينها.
هل أنت متفائل، بخاصة بعد أن أصبح لدينا رئيس للجمهورية؟
نعم أنا متفائل بوجود رئيس الجمهورية، ومعلوماتي أنّ لدى الجنرال "عون" خطة معيّنة ويريد حلّ الأمور، ولأول مرة أشعر بأنّه سيحلّ هذه المشكلة، ولا أعتقد أنّه سيلوّث عهده بالنفايات فهو شخص رصين وجديّ ويعطي أهمية كبيرة لحلّ هذا الموضوع بأسرع وقت ممكن.
هل تحضّرون لمشاريع جديدة في العام 2017؟
بالطبع. لديّ مشروع كبير للمواقف أمام السراي ويوجد دفتر شروط أقوم بتلزيمه، وهناك مشروع مستشفى ومشروع قيد الدراسة لتكملة مجمّع "ميشال المرّ الرياضي" وهذا يتطلّب مبالغ كبيرة. كما ان المعاملات الإدارية تأخذ وقتاً وعملاً أكثر من المشروع نفسه. فعندما نقوم بمعاملة ما يجب أن يكون دفتر الشروط حسب قانون البلديات، وهذا ما لا يقوم به الجميع، فهناك بلديتان فقط لديهما مكاتب فنية في بيروت وطرابلس، أما ما تبقى من البلديات فهي تخضع بمعاملاتها الفنية إمّا للتنظيم المدني أو لإتحادات البلديات. نحن قرّرنا أن يكون لنا دفتر شروط حتى نقوم بمشروع تجمّع سكني للناس، وقمنا بتقديم الطلب وكتاب إلى إتحاد البلديات نوضح فيه، أنّ التنظيم المدني ليس له اتحاد، كما طلبنا منهم تحضير دفتر شروط كي نتمكّن من القيام بالمجمّع السكني. لكن ما بين الدروس ودفتر الشروط ننتظر على الأقلّ ثلاثة أشهر. دعيني أكرّر، في حال انتهاء دفتر الشروط سيتمّ إرساله إلى سعادة المحافظ كي يصدّقه، وستأخذ هذه العملية أسبوعاً، شهراً أو أكثر، وبعد ذلك يجب أن يُصدّق ثم تأتي مرحلة التلزيم. وفي حال الموافقة على التصديق والتلزيم يُرسل إلى المجلس ويصدر القرار، بعدها يرسل إلى ديوان المحاسبة كي يوافق عليه، ليعود إلى البلدية، وليصدّق مرة ثانية من المحافظ، وبعدها يأتي إلى البلدية كي نرسله إلى اتحاد البلديات ويسلّم مواقع العمل.
هل وزارة الأشغال ومجلس الإنماء والإعمار يقدّمان مساعدات إلى بلدية الجديدة؟
حتى اللحظة لا. لم تقم وزارة الأشغال بتقديم أيّ مساعدة، أما مجلس الإنماء والإعمار فقدّم مساعدات في الماضي قبل تسلّمي رئاسة البلدية.
لماذا، هل يعتبرون بلدية الجديدة غنيّة وليست بحاجة إلى المساعدة؟
لا أعلم. لا أحد يردّ أكرّر لك، الدراسة والمعاملات تأخذ لدينا من الوقت ثمانية أشهر أو سنة تقريباً. ونحن إذا أردنا القيام بمشروع ما، ستقوم البلدية بدراسته، وبإمكاننا أن نطلب من الدولة تعيين شخص كمُراقب وفي حال الحاجة إلى مهندس تقوم البلدية بتأمينه فوراً ويتم تعيينه عبر القاضي، ولكن هذه الطريقة غير معتمدة، لاعتقادهم بأنّ البلديات قاصرة ولا يمكنها القيام بهذه الأمور. أعتقد أنه يجب تقسيم البلديات إلى (كُبرى، وسطى وصُغرى)، وبهذا الشكل تكون الكُبرى بمثابة الوزارات وتكون لديها استقلالية في قراراتها وتقوم بعملها بنفسها.
تعليقات الزوار