منذ أن تأسّست جامعة سيدة اللويزة، وضعت شعاراً وهدفاً لديمومتها لتحقيق الفرح والبحث عن الحقيقة كمصدر ورابط أساسي بينهما للتفاعل والتكامل مع الإيمان. وقد آلت على نفسها خدمة المجتمع اللبناني ومحيطه العربي من خلال التفاعل مع مختلف الثقافات.
وبعد أكثر من ربع قرن على تأسيسها، أصبح للجامعة 3 فروع أولّها الحرم الجامعي الأساسي في زوق مصبح، والثاني في برسا- الكورة، والثالث في دير القمر- الشوف. وتضمّ الجامعة طلاباً من أكثر من 45 دولة في العالم بمختلف طوائفهم وثقافتهم، من منطلق أنّ الجامعة ليست جامعة للتعليم العالي فحسب، بل جامعة للتفاعل مع المحيط والمجتمع.
مجلة "رانيا" التقت رئيس جامعة سيدة اللويزة في لبنان الأب وليد موسى، وكان معه الحوار التالي:
بعد مرور أكثر من ربع قرن على تأسيس جامعة سيدة اللويزة، ما هي المراحل المفصلية في تاريخ الجامعة؟
مرّت جامعة سيدة اللويزة في مراحل عدّة، بدأت بمرحلة التأسيس فالترخيص ثم التطوير المستمرّ. لقد تأسّست الجامعة عام 1978 حين بدأت كمشروع مركز اللويزة للتعليم العالي في فترة الحرب بالتعاون مع جامعة BUCالتي كانت تؤمّن الغطاء الأكاديمي، فيما نحن أمنّا الموقع والمبنى والإدارة، وكانت الإنطلاقة على هذا النحو واستمرّت لمدة 9 سنوات حيث حصلنا عام 1987 على ترخيص أدّى إلى متابعتنا باستقلالية عنها.
بدأ مشروع الجامعة فعلياً عام 1994 حين باشرنا بالحفريات والبناء إلى أن انتقلنا من المجمّع القديم عام 1998، ومع هذا التوسّع في البناء بدأنا بالتركيز على الاكاديميات حيث باشرنا بعد عام 2000 بالتطبيقات.
تعدّ مرحلة ما بعد عام 1996 انطلاقة توسعية للجامعة، ما هو عدد الكليات والإختصاصات المُستحدثة حالياً؟
الجامعة تضمّ حالياً 7 كليات هي: كلية إدارة الأعمال والإقتصاد، كلية العمارة والفن والتصميم، كلية الهندسة، كلية العلوم الإنسانية، كلية الحقوق والعلوم السياسية، كلية العلوم الطبيعية والتطبيقية، وكلية التمريض والعلوم الصحية. علماً أنّ كلية الحقوق والعلوم السياسية بدأنا بمنهاج التعليم فيها باللغة الإنكليزية الذي يُعدّ تميّزاً للجامعة، كما نحضّر لافتتاح كليّة جديدة للهندسة البترولية في العام القادم.
على الصعيد الاكاديمي، لامست الجامعة عتبة الإعتماد العالمي، كيف تنظرون إلى مستقبل الجامعة وتعزيز مستواها الاكاديمي؟
نحن نستشرف مستقبل الجامعة من خلال ما يجري في العالم، مع عولمة جميع القطاعات، وقطاع التربية والتعليم العالي جزء من هذه العولمة، ويبدو جلياً ما يجري في أوروبا من تنقلات في ما بين الجامعات والإستفادة من نقل الثقافات واكتسابها. وقد حضّرنا ذاتنا لمواكبتها، ومنذ عام 2005 استطعنا من خلال المعايير العالمية الإندماج فيها وتطبيق الإعتماد المؤسّسي والإعتماد في البرامج.
تعتمد الجامعة فلسفة معايير النموذج الأميركي في مناهجها التعليمية. كيف تقوّمون تفاعل الطلاب مع المناهج؟
تتميّز المنهجية الأميركية في التعليم العالي بالمرونة التي تساعد الطالب وتفتح له المجالات واسعاً حسب قدراته الاكاديمية والمالية، والأهمّ من ذلك هو نهج الأعمال الحرةLiberal Acts Approachلتكوين إنسان متكامل يمتلك الثقافة العامة إلى جانب التركيز على الإختصاص.
تحتضن الجامعة جميع الثقافات وتوفير التعليم الشامل والجودة التي تعزّز التميّز، كيف تقوّمون التعاون مع المنظّمات الدولية وهيئات المجتمع المدني لنشر هذه المفاهيم؟
معايير الجودة هي أساس نريد تفعيله لتسهيل العلاقات، ونعمل على تحقيقه من خلال علاقتنا وتعاوننا مع المنظّمات العالمية، إن في أميركا أو أوروبا أو غيرها، وبإنتمائنا كجامعة كاثوليكية ومن ضمن إتحاد الجامعات العربية، وكذلك من خلال التفاعل مع بعض المؤسسات وتبادل الطلاب والأساتذة في ما بيننا، وخلق برامج مشتركة، ما يعزّز الآفاق المستقبلية لطلابنا، خاصة وأنّ مستوى التعليم في الجامعة لا يتعدّى الماجستير، مع نيّتنا بإضافة فرع جديد للدكتوراه. إلاّ أننا نركّز حالياً على مساعدة الطلاب على استكمال دراستهم في الأكاديميات العالمية، والإنخراط في أسواق العمل.
تشهد مرافق وكليات الحرم الجامعي العديد من المؤتمرات والمعارض وورش العمل المتخصّصة، ما هو المعتمد منها سنوياً؟
لدينا العديد من النشاطات والمؤتمرات الثابتة، منها المهرجان السينمائي السنوي الدولي، الذي بدأ منذ 8 سنوات كمهرجان سينمائي طلابي، يشمل طلاباً من الجامعات في لبنان كافة، وقد تحوّل إلى مهرجان سنوي دولي متخصّص وتعتمد أنشطة الجامعة على نوادي الطلاب التي تضمّ 22 نادياً وجمعية طلابية من مختلف الإختصاصات، وهم ينظّمون أنشطتهم بالتعاون مع أساتذتهم.
أعيد انتخابكم مؤخراً رئيساً لرابطة جامعات لبنان، ما هو دور الرابطة في تعزيز وتطوير الجامعات في لبنان بشكل عام؟
تهدف الرابطة إلى التعاون الجامعي إلى جانب المؤسسات التربوية والمساهمة في إنماء التعليم العالي في لبنان، وتقديم الإقتراحات، ونحن نقوم بهذا الدور وتطويره إن على صعيد التعاون والتفاعل في ما بين جامعاتنا من خلال عقد المؤتمرات والندوات المشتركة، أو على صعيد مشاركتنا كرابطة في مراحل الإعداد لقانون التعليم العالي الخاص في لبنان وذلك من خلال النقاشات مع لجنة التربية في مجلس النواب.
كذلك تشارك الرابطة في إعداد قانون هيئة ضمان الجودة الذي يتمّ تحضيره، وكل ذلك للمساهمة في تطوير قطاع التعليم العالي، من خلال التعاون في ما بين جامعاتنا حيث شكّلنا لجاناً مشتركة من مختلف الجامعات ويتمّ عقد اللقاءات في ما بينها والبحث في شؤون وشجون الجامعات.
علماً أنّ الرابطة التي تأسّست عام 2004 تضمّ 17 جامعة إلى جانب العديد من طلبات الإنتساب لجامعات أخرى تتمّ دراستها حالياً.
تعليقات الزوار