"عَرجِس"، بلدة عريقة بتاريخها، أخاذة بموقعها، تتوالى عائلة خير من الوالد إلى الابن على رئاسة بلديتها بالتزكية، مشدّدين على ضرورة النهوض بالبلدة، وهذا ما ترجمه رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا ورئيس بلدية "عَرجِس" السيد زعني مخايل خير في بلدته التي حوّلها إلى بلدة نموذجية. هو صاحب رؤية ثاقبة وهذا ما خوّله النجاح والازدهار في عمله الخاص في لبنان والخارج، حيث لمع اسمه في دول الاغتراب ما ساهم في انتخابه رئيساً لبلدية "عَرجِس" ولاتحاد بلديات قضاء زغرتا أيضاً، وقد عمل على ازدهار 25 بلدة بالتعاون مع رؤسائها فعملوا كفريق واحد لهدف واحد. وها هو اليوم يعِد أبناء قضاء زغرتا بالمزيد من المشاريع. زعني خير حلّ خير ضيف على صفحات مجلة "رانيا" فكان لنا معه هذا الحوار.
ما الذي دفعك إلى خوض العمل الإنمائي؟
خضتُ العمل الإنمائي تأثراً بوالدي الذي شغل منصب رئيس بلدية لولايتين متتاليتين، وعندما أراد التوقف عن العمل في الشأن البلدي طرِح اسمي لأن أكون رئيساً للبلدية.
كيف هو حال اتحاد بلديات قضاء زغرتا اليوم؟
الاتحاد بات على السكة الصحيحة وهو موجود ضمن الصف الأول في كل المؤتمرات والنشاطات التي تقام، كما أننا على تعاون مستمرّ مع باقي الاتحادات المجاورة ومع الوزارات المعنية والجهات المانحة.
برأيك، ما هي المؤهّلات التي يجب أن يتمتع بها رئيس البلدية كي يقوم بعمله على أكمل وجه؟
عليه أن يكون مُلمّاً بالعمل الإنمائي، نزيهاً، يتمتّع بحُسن الإدارة، لديه حبّ الخدمة العامة، وأن يلامس مشاكل المواطنين ويستوعبها من خلال تواجده في البلدة. كما عليه أن يحمل معه أفكاراً إنمائية وخططاً استراتيجية للنهوض بالبلدة، وأن لا يغفل عن دور المغتربين وضرورة التواصل معهم. والأهمّ من كل ذلك أن يخصّص النفقات للعمل الإنمائي بالدرجة الأولى بعيداً عن الهدر.
بدأتم مشروع الفرز من المصدر المموّل من برنامج إنتاج "ميرسي كور" والمدعوم من الوكالة البريطانية للتنمية، هل لك أن تخبرنا عن المشروع؟
في ظلّ أزمة النفايات التي يعاني منها لبنان وبالتعاون مع جمعية "الميدان"، حصلنا على تمويل من منظمة "ميرسي كور" لعشر بلدات في وسط قضاء زغرتا وهو مخصّص لـ 2000 وحدة سكنية، وأعطينا مستوعباً أحمر اللون لكل بيت وأرشدناهم إلى طريقة الفرز، كل ذلك من أجل المحافظة على البيئة. وبعد أن رصدنا نجاحاً ملموساً أكملنا عملنا وجدّدنا تعاوننا مع "ميرسي كور" ومع بلدية زغرتا - إهدن التي تضمّ حوالي 8000 وحدة سكنية. وكل شهر تقريباً نُدخِل المشروع إلى ضيعة جديدة إلى حين نشره في القضاء ككل. نحن كاتحاد حصلنا على هبة بقيمة 2 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي وسنقوم بإنشاء معمل لفرز النفايات خلال الأشهر المقبلة بالاشتراك مع قضاءي الكورة وبشري اللذين حصلا على هبة مماثلة.
حدثنا عن مشروع الصرف الصحي، ماذا عن تفاصيله؟
وضعنا خطة استراتيجية للصرف الصحي على أن تتمّ معالجتها في كل القضاء وبما فيها نهرا رشعين وشرندي اللذان يعانيان كارثة بيئية منذ سنوات بسبب مياه الصرف الصحي. وبما أننا لا نملك الإمكانيات الكافية لمعالجة المشكلة رفعنا كتاباً إلى الوزارات المعنية، وتمّ تلزيم مشروع نهر رشعين من قبل وزارة الطاقة ومن ثم تمّ تلزيم مشروع نهر الشرندي على أن يصبح خالياً من التلوث خلال عام 2018. كما نحاول أن نجعل لكل ضيعة محطة تكرير للحدّ من مشكلة تلوث المياه الجوفية، وقد قمنا بافتتاح محطتي تكرير الأولى في "عرجس" والثانية لبلدة بنشعي.
هل الوزارات المعنية متجاوبة معكم؟
الوزارات المعنية تقوم بتنفيذ بعض المشاريع، ولكن علينا أن ندرك بأن لديها مشاريع أخرى على صعيد كل لبنان والمشاريع التي نفذتها في القضاء غير كافية.
أنتم بصدد التجهيز لمشروع ضخم عبارة عن سوق للخضار، أخبرنا عنه؟
مشروع سوق الخضار من أهم المشاريع في قضاء زغرتا، سيتمّ افتتاحه في صيف 2018، وسيكون فريداً من نوعه في لبنان. هو سوق مسقوف ومُبلّط وسيتضمّن 40 محلاً تقريباً، منوّعاً منها: خضار وفواكه، ملحمة، مسمكة، صيدلية زراعية، مختبر، محل أجبان وألبان، مدجنة، كافيتيريا، تعاونية زراعية، زيت وزيتون ومنتوجات بلدية وبرّاد للفاكهة ومخمر للموز، ويتميز بطابع غربي يتمّ فيه البيع بالجملة والمفرق، وسيكون بداخله أجهزة رقابة تتابع وتعاين سير العمل.
ما هي أهمية السوق على صعيد التنمية الاقتصادية؟ وهل هناك مشاريع أخرى؟
تكمن أهمية السوق في تحسين الزراعة ضمن قضاء زغرتا والأقضية المجاورة، وخلق فرص عمل جديدة ما يؤدّي إلى تحسين الواقع الاقتصادي للقضاء بشكل عام. وفي حال أثمر المشروع خيراً سنستفيد من الأرباح لدعم المزارعين. أما بالنسبة للمشاريع فهناك سلسلة مشاريع سننفّذها في القضاء ومن بينها حديقة الرئيس سليمان فرنجيه العامة ومبنى الاتحاد.
بالعودة إلى بلدة "عَرجِس"، كيف كانت وكيف عمل زعني خير على تحويلها إلى ما هي عليه اليوم؟
"عَرجِس" اسم يوناني يعني بلدة صغيرة، وهي تتميز ببيوتها القديمة وطابعها التراثي، وعندما استلمت رئاسة البلدية، قرّرت تحسين واقع هذه الضيعة وعملت على تبليط كل شوارعها كي تكون أكثر تميّزاً. اليوم بدأنا مشروع زراعة الأزهار وتزيينها، كما نعمل على مشروع الإنارة لتصبح "عَرجِس النموذجية" من أجمل البلدات في لبنان، وأتمنّى أن تصبح موقعاً سياحياً يقصده اللبنانيون والأجانب، وإن شاء الله سيتحقّق الحلم قريباً، كما نعمل ليتحقق حلمنا الأكبر الوصول إلى قضاء نموذجي.
ما هي تحضيراتكم للأعياد؟
كما عوّدنا أهالي "عَرجِس" سنقوم بتزيين الساحات وإنارتها بطريقة مميّزة تُشعر الأهالي بفرحة العيد. وهنا استغل المناسبة لأتوجه بالمعايدة لكل أبناء قضاء زغرتا بشكل خاص وللبنانيين بشكل عام وأتمنّى أن يحمل العيد الخير والطمأنينة لبلدنا لبنان.
ماذا عن تحضيراتكم للانتخابات النيابية؟
سنصوّت للأشخاص المناسبين الذين يعملون لمناطقهم.
إلى أي مدى سليمان بك فرنجية داعم معنوي ومادي لمنطقته؟
إنّه رجل إنمائي بيئي يحب منطقته وأبناءها ويعمل لصالحهم خاصة وصالح لبنان عامة، وبرغم كل المراحل الصعبة التي مرّ بها بقي رقماً صعباً ما يدلّ على نجاحه وقوته.
كلمة أخيرة...
أشكر قائمقام زغرتا السيدة إيمان الرافعي كما أشكر أعضاء مجلس الاتحاد الذين ساندوني وساعدوني في العمل بطريقة شفافة، وأشكر أيضاً أعضاء مجلس بلدية "عَرجِس" على أمل أن تبقى قوّتنا باتحادنا.
تعليقات الزوار