رئيس بلدية فرن الشباك ريمون سمعان، ليس رئيس بلدية عادياً، وجهه المبتسم والطاقة الإيجابية التي يتمتّع بها يغمران كل المحيطين به. مكتبه شبيه بخلية نحل، والأبواب مفتوحة دائماً امام أهالي المنطقة. رئيس اتحاد بلديات الساحل الجنوبي ريمون سمعان، حاضن المنطقة وأهلها، يراقب تحوّلها وتطوّرها عبر السنين ويدرك مدى الجهد المبذول في شوارعها كافة. استطاع أن يجمع وبتميّز بين العملين البلدي والرياضي وحتى البيئي، فهو رئيس للجنة المسابقات في الاتحاد اللبناني لكرة القدم العام 2005، نائب أول لرئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم العام 2009 لغاية يومنا هذا، ممثل لبنان في اتحاد غرب آسيا لكرة القدم العام 2010. لأنّ في جعبته العديد من النشاطات الإنمائية والرياضية، زرنا مكتبه للإطلاع على أحوال العمل البلدي واتحاد كرة القدم.
بداية، منذ تولّيك منصب رئاسة بلدية فرن الشباك ورئيس اتحاد بلديات الساحل والإنجازات تتمّ تباعاً وبات واضحاً العمل الدؤوب الذي تقوم به، هل يمكن أن نتعرّف الى المشاريع المستقبلية؟
هذه الدورة الرابعة لي كرئيس بلدية منذ العام 1989، أول المشاريع التي نفّذتها وأهمّها البنى التحتية، تعبيد الطرقات طبعاً، وتشجير مساحات عديدة في المنطقة، لكنني أحزن على منطقتي لأنّها كانت كلها وروداً ومساحات خضراء فتحوّلت اليوم الى باطون للأسف، أما المنطقة المجاورة لنهر بيروت، فستتحوّل الى منطقة أبراج، وبلدية فرن الشباك والاتحاد جزء منها، مثلاً البيال أخذ 50 ألف متر، كل المنطقة غير المبنية ستتحوّل الى أبراج ومشاريع كبيرة وضخمة. كما تملّكنا مبنى للبلدية مع موقف خاص بعد أن كان المركز البلدي عبارة عن شقة بالإيجار. واليوم تقوم البلدية بشراء كل الأراضي المجاورة بهدف التوسّع والحفاظ على ملكية المنطقة وهويتها.
لماذا قرّرت تحمّل هذه المسؤولية، أي رئاسة البلدية والاتحاد؟ هل كان هذا الطموح واجباً وطنياً أم سياسياً؟
لقد نشأت في بيت كان والدي رئيس بلدية، وباب بيتنا مفتوح 12 ساعة لكل أهالي المنطقة، أنا تربّيت على هذه الحياة. هدفي خدمة الناس وبرأيي أنّ العمل البلدي أصعب من العمل الوزاري والنيابي، فمكتبي مفتوح أمام الأهالي 19 ساعة في اليوم، البلدية موجودة لخدمة أهالي منطقتها ولمساعدتهم، والعمل البلدي ليس ألقاباً ومقامات. حساباتي بعيدة كل البعد عن السياسة، وأدعو أن أكون "قدّ الحمل بهالمهمتين" وعيناي لا تنظران الى منصب أو كرسي.
ما هي مصادر الدعم لتنفيذ المشاريع على صعيد الاتحاد، وما هي الصعوبات التي تواجهكم؟
لا توجد أي مصادر دعم، نحن من البلديات الكبيرة ولدينا حوالى 120 شخصاً مع عدد كبير من الحراس، لسنا بحاجة الى أي دعم، نحن نكفي أنفسنا بأنفسنا، أما وزارة الأشغال فلها أعمال أخرى تنفذها حالياً وهي تقوم بواجبها على أكمل وجه، ممكن في السابق كانت هناك مماطلة أو تقصير في الوزارة لكن الوضع حالياً أفضل، مثلاً لدينا ثلاث طرقات دولية تمرّ بمنطقتنا والوزارة تهتمّ بذلك.
على ماذا يتوقف برأيك نجاح أو فشل رئيس البلدية والاتحاد؟
عليه أن يكون متفرّغاً، وقريباً من الناس وأنّ يأخذ بآرائهم، ويتواصل مباشرة مع أبناء منطقته أيضاً ويستمرّ بالحوار معهم وطبعاً معرفة آرائهم بالمواضيع المتعلقة بالشأن العام أو بشأن المنطقة. أكرّر، لا يفشل رئيس بلدية اذا وضع كل وقته واهتماماته من أجل أبناء منطقته.
من يتابع سيرتك الذاتية يدرك اهتمامك الكبير بالرياضة، كيف يجمع ريمون سمعان بين العمل البلدي والرياضة؟
أنا نائب رئيس اتحاد كرة القدم منذ 15 عاماً، "كل شي إلو وقتو"، إنّ كلاً من العمل البلدي والرياضي لا يتعارض أحدهما مع الآخر لا بل بالعكس يكمّلان بعضهما. أنا أرعى بطولات آسيوية وعربية مثل البليارد والشطرنج بخاصة أنّ هذه النشاطات تقام ضمن نطاق منطقتي. أنا لا اهمل أيّ عمل أو نشاط رياضي ضمن منطقتي وبلديتي لأنّ لديّ شغفاًَ بالرياضة وأنا حاضر دائماً للدعم.
ما هي المشاريع الرياضية التي ينوي الرئيس ريمون أن يحقّقها لمنطقته وشبابها؟
لدينا ملعب كرة قدم منذ العام 1958، كما أنشأت ملعبين لكرة السلة، طبعاً بضواحي بيروت ليست لدينا مساحات واسعة لنقوم بمشاريع كبيرة كهذه فهي تكلّف أموالاً طائلة وبحاجة الى موازنة عالية. لدينا مجمّع ببلدية الشياح، أيّ ضمن الإتحاد الخاص بالمتن الجنوبي، وهو كبير وجاهز لاستقبال كل البلديات التابعة للإتحاد ولسنا بحاجة إلى مجمّع آخر. من الناحية الرياضية، المنطقة مجهّزة بملاعب ومساحات واسعة للرياضة.
كونك نائبرئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم، كيف تصف صحة الاتحاد؟ وما هي التحديات والصعوبات التي يواجهها؟
يعاني الاتحاد من مشاكل عدة، يجب التحضير للفئات العُمرية، وتنقصنا نظرة مستقبلية للرياضة، علينا التخطيط والتنفيذ، كما ليس هناك أي دعم من الدولة. مثلاً في دولتي الإمارات وقطر يُموّل الاتحاد بملايين الدولارات، ونحن كل 5 سنوات نحصل على 100 ألف دولار فقط، وهذه موازنة قليلة جداً وغير كافية. وزارة الرياضة والشباب اليوم بحاجة إلى موازنة أكبر ونطاق أوسع، للرياضة تأثير كبير في الشباب ومهمة جداً.
هل تتأثر الرياضة بالحالة السياسية والأمنية، وهل هناك خطط لتحسينها في لبنان؟
طبعاً، بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، "ضلينا سنتين بلا جمهور"، هذا الأمر أثّر على اللعبة كثيراً، اذ للجمهور أهميّة كبيرة وقد بذلنا مجهوداً لإعادته إلى الملاعب، للأسف الرياضة في لبنان تأخذ طابعاً دينياً وسياسياً بامتياز ولا نزال لغاية اليوم نواجه مشاكل في الملعب بسبب الطائفية، يجب فصل السياسة والأديان عن الرياضة، واجب علينا التحلّي بروح رياضية لنجتمع كلنا حول اللعبة بعيداً عن المشاكل والخلافات.
لديك إلمام بالسياسة، أنت حائز على شهادة في العلوم السياسية، هل نراك يوماً وزيراً للرياضة مثلاً؟
لا يمكن، أنا أعلم ماذا أريد، فأنا رئيس بلدية منذ 19 عاماً ورئيس اتحاد وأريد أن أبقى بعيداً عن السياسة.
كيف تصف اليوم ما يحصل من مشاحنات حول قانون الانتخاب، وما هو اتجاه الشارع في الساحل الجنوبي عموماً وفرن الشباك والشياح خصوصاً كونك رئيس بلدية ورئيس اتحاد؟
الشعب ملّ السياسة، الوضع الاقتصادي قهر الشعب وظلمه، البلد مذهبي وطائفي، أتمنّى أن نتخلّى يوماً عن المذهبية، كما أنني ضدّ التمديد، أنا مع أي قانون لكن ضدّ التمديد، وطبعاً أدعم التوافق المسيحي، وأفتخر باتحاد المسيحيين، فلنخض الانتخابات، و"من يربح صحتين على قلبو".
ما هي الاستعدادات التي تقوم بها على صعيد الانتخابات في حال حدوثها في موعدها؟
ليس للبلدية أي دور على صعيد الانتخابات، وأعطي الحرية الكاملة حتى لموظفي البلدية باختيار من يمثلهم، وفي يوم الانتخابات مثلي مثل أي مواطن. أنا مع الانتخابات وهي واجب وطني وواجب الإدلاء بأصواتنا واختيار الطاقم السياسي المناسب لوطننا. أخيراً، أودّ توجيه رسالة مهمة الى كل الأهالي، الرياضة هي أوكسيجين الشباب، تبعدهم عن المخدرات والمشاكل، على الأهل دعم أولادهم وتوجيههم باتجاه الرياضة دوماً لتجنيبهم المتاهات، عدا فوائدها الصحية. الشباب هم مستقبلنا والرياضة هي الدواء والضمان لاستمرارية سليمة وصحية لشبابنا.
تعليقات الزوار