نسر من نسور المتن في لبنان وسياسي مخضرم روّض الأسود في فلك سياسته، فكان ركناً من أركان الوطن الخالدين. هو دولة الرئيس ميشال المرّ، صاحب اليد البيضاء في إنعاش المتن وبلداته وصاحب البيت العريق المفتوحة أبوابه على الثقافة والعلم وخدمة الناس.
حمل دولته إرثاً ثقافياً عميقاً بعيد الجذور، فأخذ عن والده متعهّد الأشغال العامة الياس المرّ حب الإحترام والمغامرة وما بين مدرسته للآباء اليسوعيين وجامعة القديس يوسف حمل شهادة في مجال الهندسة المدنية، فكما كان مغامراً في إثبات ذاته مهنياً، كذلك كان حاله في مجال السياسة، حيث خاض غمارها متفرّداً، معتمداً على قدراته، فأجاد داخل حلبة الصراع السياسي وشهدت مواقفه وتحدياته تغيّرات جذرية في مسار السياسة اللبنانية داخلياً وخارجياً. كانت خطوته الأولى في المجلس النيابي عام 1968 وبعد بضعة أشهر حمل لقب معالي الوزير وكان له البروز الكبير على الساحة السياسية.
هذا الزعيم المتني من الزعماء الأوفياء وطنياً، ميزته الصدق والمواجهة وعدم المواربة فكانت له بصمات في الحرب الأهلية تكلّلت بالعدل والحكمة ومساندة الأفرقاء على تضميد الجرح وجمع الشمل، فكان بعيداً بنهجه السياسي عن الطائفية والمذهبية فلم يؤيّد خطوطاً كانت لها صلتها بالحرب الأهلية. فجمع كل التناقضات بشخصيته الإيجابية. لديه سياسة دمج الفرقاء مهما كانت وتيرة الخلافات عالية بينهم.
دولة الرئيس ميشال المرّ من أكثر الشخصيات السياسية شغفاً باكتساب المعرفة. دولته يعشق القراءة وهو صاحب أكبر مكتبة في الشرق الأوسط حتى إنّ المجلس النيابي استعان بمكتبته.
تحدّى دولة الرئيس الوزير المرّ كلالصعوبات التي واجهته فكان مؤتمناً على ميثاق الوطن وصيغة التعايش بين أبنائه، رافضاً رفضاً قاطعاً التصاريح المُبطّنة.
هو رمز من رموز الوطن الأشدّاء وشخصيته ثابتة في ذاكرة التاريخ.
تعليقات الزوار