نستخدم تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد وضمانة زراعة الأسنان في عيادتنا تتجاوز الـ 10 سنوات
تُعتبر الأسنان زينة الوجه والمنطلق الوحيد لإبتسامة مليئة بالثقة والجمال، لذا نحرص دائماً على العناية والاهتمام بها جمالياً ونسعى بالمقابل إلى الحفاظ على صحتها لعدم فقدانها في سن مبكرة. يشهد طب الأسنان اليوم تطوّرات على صعيد التقنيات والأجهزة الطبيّة التي سهّلت عمل الطبيب ورفعت من نسبة نجاح العلاجات في آن معاً. هذه التقنيات الجديدة ساعدت الأطباء على إكتشاف حالات مرضية في الفم والفك بدقّة عالية، وساهمت أيضاً في تخفيف حدّة الآلام على المريض وتدارك فقدان الأسنان والعظام جرّاء مشاكل بسيطة. لكن ذلك لا ينفي مهنية الطبيب وتمرّسه في عمله لأنهما يشكّلان الضمانة الأساسية لنجاح علاج الأسنان دون أية مشاكل. لذا، التقينا الأخصائي في أمراض اللثة وزراعة الأسنان الدكتور ناجي عبود، للإطلاع منه على أبرز التقنيات الحديثة في مجال طب الأسنان، وللتعرّف أكثر على عملية زراعة عظام الأسنان.
بدايةً، ما الذي يميّز عيادتكم عن غيرها؟
يشمل مجال طب الأسنان اليوم إختصاصات عدّة، تفرض على الطبيب التفرّد في اختصاص معين ليتقنه على أكمل وجه. لذا، يتوفّر في عيادتنا كادرٌ طبي متكامل يعمل كلّ منهم ضمن اختصاصه وبالتنسيق فيما بينهم، للحصول على عمل متميّز وناجح. على سبيل المثال لا الحصر، يضمّ مركزنا أطباء يحملون شهاداتٍ في اختصاصات مختلفة منها: جراحة وأمراض اللثة وزراعتها، زراعة الأسنان والعظام، تلبيس وتقويم الأسنان، علاج عصب الأسنان، طب أسنان الأطفال، العضّة وإختصاص الحشوات البيضاء، ويضم المركز أيضاً قسم العمليات الجراحية داخل الفم. وما يميّز عيادتنا عن غيرها أننا حريصون دائماً على عرض المريض على مجموعة من المختصّين لتشخيص حالته ووصف العلاج المناسب له، بغية الحصول على نتيجة أفضل، ونقوم في بعض الحالات بإحالة المريض على أطباء متخصّصين خارج عيادتنا.
هل تمّ تطوير الأجهزة والمعدات التي تستخدمها في مركزك؟
بالتأكيد، لأنّ أجهزة طب الأسنان في تطوّر دائم ومستمرّ، والطبيب الناجح هو الذي يخصّص جزءاً من مدخوله لتجديد عيادته، إذ تلعب الأجهزة المتطوّرة دوراً مهماً في تفعيل عمله وتقدّمه. ومن الأجهزة الموجودة في عيادتنا "الكرسي" الذي يعتبر الجزء الأساسي في عمل الطبيب، لكن أهم الماكينات التي يجهل البعض أهمية إستخدامها هو جهاز "التعقيم"، لأنّ التطبيق الصحيح لشروط التعقيم اليوم أصبح مقياساً رئيسياً لانخفاض العدوى وانتشار الأمراض، ويتطلب التعقيم أدواتاً متقدمة جداً يجب تحديثها باستمرار. بالإضافة إلى ذلك، نستخدم في مركزنا أدواتاً حديثة ومتطوّرة في عملية زراعة العظام التي تشهد إقبالاً كثيفاً اليوم، بسبب الخلل الحاصل في بعض علاجات الأسنان وطريقة الزرع من قبل أطباء غير متمرّسين في هذا المجال، ما يؤدي إلى حدوث مشاكل في الأسنان وفقدان جزء كبير من العظام حول اللثة، الأمر الذي يستدعي فيما بعد زراعة عظام الفك.
ما هي أحدث التقنيات في مجال طب الأسنان اليوم؟
للتكنولوجيا دور مهمّ في تطوّر طب الأسنان، فبفضل تقنية Digital Smile Design التي تعتمد على تحليل وجه المريض فوتوغرافياً، ومن خلال كاميرات معينة يستطيع الطبيب استعمال هذه التقنية ودمجها مع قدراته الفنية ليتمكّن من تصميم الأسنان رقمياً، ما يمنح المريض فرصة للسؤال والإستفسار حول جوانب العلاج كافة، والمشاركة في الخطّة العلاجية واتخاذ القرار مع الطبيب لتطبيقها بشكل جيد. بالإضافة إلى أجهزة تصوير الأسنان ثلاثية الأبعاد وتسمّى CBCT، وهي تقنية جديدة تساعد على إنتاج صور واضحة التشخيص، وتعطي كفاءة علاجية عالية الجودة، وتلتقط صورة تشريحية دقيقة تساعد على علاج المريض. وشهد طب الأسنان أيضاً تطوراً في زراعة عظام الفك نتيجة خسارة جزء كبير من العظام، جرّاء حادث ما أو بسبب مرض السرطان أو "خرّاج" كبير في الأسنان أو نتيجة زرعات غير صحيحة تسبّبت بإذابة العظام. في هذه الحالة، نقوم من خلال تقنيتيّ الطباعة والأشعة ثلاثية الأبعاد بإرسال صور عن فك المريض والعظام المفقودة إلى شركات متخصّصة في أوروبا وأميركا، لصناعة عظام بديلة وبالأحجام نفسها وزراعتها في فمّ المريض. قد تُؤخذ هذه العظام من إنسان متوفٍ ويتمّ تعقيمها بأجهزة أشعة نووية متطوّرة جداً التي لا تزال غير متوفرة حالياً في لبنان.
أخبرنا عن تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد...
تعتبر تقنية طباعة الأسنان ثلاثية الأبعاد جديدة نسبياً، إذ ظهرت منذ حوالى 5 أو 6 سنوات تقريباً. تقوم هذه التقنية بمهام ووظائف مختلفة، وتوفّر للطبيب كاميرات صغيرة جداً يستطيع من خلالها أخذ قياس الأسنان دون الحاجة إلى إستخدام المعجون. والتطوّر الجديد لا يقتصر على أخذ صورة ثلاثية الأبعاد فقط، بل يشمل تقنية الـ Ultrasonic Soundالتي تعمل من خلال موجات الرنين المغناطيسي على قراءة اللثة. هذه العملية ما زالت محدودة في عملنا، لأنّ هنالك بعض العلاجات نسبة نجاحها ضئيلة جداً باستخدام هذه التقنية، خصوصاً إذا كان السنّ غير ظاهر وموجود في باطن اللثة، ما يحجب رؤيته بطريقة واضحة عبر الكاميرات، فيضطر حينها الطبيب إلى أخذ القياس بالطرق التقليدية. الجدير بالذكر، أنّ هذه الكاميرات لا تزال تخضع للتطوير لأنها تعاني من بعض الثغرات. وأعتبر شخصياً أن هذه التقنية ستُغني أطباء الأسنان في المستقبل عن استخدام المعجون نهائياً، وبالتالي ستسمح بإرسال قالب الأسنان إلى المختبر عبر البريد الإلكتروني فقط، وتنتفي الحاجة إلى رؤية المريض لصب الأسنان الذي يتمّ عبر جهاز 3D Printer.
عملية زراعة الأسنان... متى تكون الحلّ الأنسب للمريض؟
تطوّرت عملية زراعة الأسنان باعتبارها الحلّ الأمثل لتعويض الأسنان المفقودة والحفاظ عليها داخل الفم، وتعتبر من أنجح أنواع العلاجات ونسبة نجاحها تتراوح بين 96 و 98% وهي نسبة عالية جداً في مجال الطب عموماً. تتمّ زراعة الأسنان على مراحل عدّة ويجب أن يجريها طبيب مختص ومتمرّس في عمله كأخصائي لثّة أو جراحة، لتدوم هذه الأسنان طويلاً. ونحن في عيادتنا نكفل زراعة الأسنان لفترة 10 سنوات تقريباً، شرط أن يتمّ الكشف عليها كل ستة أشهر.
أخبرنا عن عملية زراعة عظام الفكين ما هي أسبابها ومصادرها ومخاطرها؟
عملية زراعة عظام الفكين أو "تطعيم عظام الفك" يتم إجراؤها لزيادة كثافة ومساحة العظام في الفك الذي يثبّت الأسنان باستخدام خيارات وأنواع عدّة في تطعيم العظام المختلفة. هنالك أسباب عدّة تؤدّي إلى فقدان العظام في الفك، منها على سبيل المثال لا الحصر، خسارة أحد الأسنان، مرض اللثة الذي يؤدي إلى تصغير حجم وكثافة العظام، عدم وجود عظام كافية وهو أمر طبيعي، "الخرّاج" الذي يأكل العظام خِلسةً دون شعور المريض بذلك، أو بسبب عملية زرع فاشلة. وتتعدّد مصادر العظام أبرزها: استئصالها من المريض نفسه كعظام الرأس أو الورك، وهذه العملية تمّ استبدالها بعملية استئصال العظام من الفك خصوصاً من السفليّ أو الخلفيّ لجهة اليمين والشمال، وعظام إصطناعية تصنعها شركات معينة، أو تلك المأخوذة من الحيوانات أي الأبقار والأحصنة على وجه الخصوص، أو من إنسان متوفٍ. وتعتبر العظام المأخوذة من الشخص نفسه الأفضل على الإطلاق، لكن في حال عدم توفرها بالكمية المطلوبة، يقوم الطبيب بدمجها مع نوع آخر من العظام. تكمن مخاطر هذه الزراعة في نسبة نجاحها التي تتفاوت من شخص إلى آخر، ويعتمد ذلك بصورة أساسية على خبرة الطبيب وحالة المريض. فإذا كان المريض من المدخنين فنسبة نجاحها تقلّ عن 15 إلى 20% عن غير المدخنين. كذلك بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، إذ تعتبر نسب السكري غير المعتدلة سبباً رئيسياً في عدم إلتحام اللثة بطريقة صحيحة. وتُمنع زراعة عظام الأسنان لمرضى السرطان الذين يخضعون لجلسات العلاج الإشعاعي، لأنه يقتل خلايا العظام ويخفف كمية الدم الموجودة في الفك، ويؤثر أيضاً على الأسنان. لذلك، يتوجب على المريض فحص أسنانه قبل الخضوع لهذه العملية، لكن مع الأسف لا تزال هذه الإجراءات غير مطبّقة في لبنان، لأنّ أهمية طب الأسنان في وطننا تختلف عما هو سائد في أوروبا وأميركا، إذ تنظر الأخيرتان إلى الفم كجزء أساسي من الجسم وأنه عضو يؤثر سلباً أو إيجاباً على حالة المريض وطرق العلاج. ويعود سبب هذا الإختلاف في غالبيته إلى النظام الصحي المتبع في لبنان، فلا يوجد على سبيل المثال عيادات أسنان في المستشفيات كافة، ما يُسبب إحراجاً لدى الطبيب في إرسال المريض إلى خارج المستشفى لفحص أسنانه وعودته مجدداً. بينما في الخارج توجد العيادات في المستشفيات وعلى الطبيب فقط أن يكتب تقريراًعن الحالة ويكون مسؤولاً عنها في حال حدوث أي طارئ.
تعليقات الزوار