حتى اليوم لم يتوصّل الطب إلى علاج نهائي لإعادة البصر
د. روجيه الشويري، نشأ في منزل يحرص على مساعدة الغير ومشاركتهم همومهم. تفوّقه في الدراسة خوّله الدخول إلى عالم الطب والتخصّص في مجال طب العيون. سافر إلى فرنسا فكان بانتظاره العديد من الفرص الذهبية، إلاّ أنه اختار العودة إلى لبنان وتوظيف خبراته في ما يخدم مصلحة ابناء بلده. بعد ترشحه للانتخابات النيابية ولكن للاسف لم يحالفه الحظ في هذه الدورة التقيناه في حديث خاص جمع ما بين الطب والسياسة.
كيف تصف تجربة خوضك الانتخابات النيابية، وما الذي تعلّمته منها، وهل ستكرّرها في الدورة المقبلة؟
كانت تجربة مهمة ومميزة، جعلتني أتقرب أكثر من الناس وأعطتني فرصة للاستماع إلى همومهم ومشاكلهم. هي تجربتي الأولى، تعلمت منها الكثير، وان شاء الله في الدورة المقبلة في حال قرّرت الترشّح من جديد، سأحضّر لهذا الاستحقاق بشكل أقوى وأكثر دقة.
برأيك، هل كانت العملية الانتخابية نزيهة؟
النزاهة كلمة كبيرة جداً. للأسف، لم تتم جميع الأمور بطريقة نزيهة، فقوّة الأحزاب وسيطرتها خصوصاً في دائرة بيروت الأولى، والدور الكبير الذي لعبته الأموال الانتخابية، كل ذلك كان كفيلاً بمنع اللوائح المستقلة ولوائح المجتمع المدني من الوصول إلى البرلمان.
ما الذي جعلك تختار مهنة الطب، ولماذا اخترت اختصاص طب العيون بالتحديد؟
اخترت هذه المهنة لأنها إنسانية بامتياز، كما أنني كنت دائماً أشعر بوجع الناس وحاجتهم للرعاية الصحية التي لم تكن متوفرة بشكل كبير. اخترت اختصاص طب العيون لأن العين من أهمّ الحواس لدى الإنسان وتحتاج إلى اهتمام خاص، كما أن جراحة العين دقيقة جداً وتتطلب مهنية عالية.
حصلت على الجنسية الفرنسية خلال فترة عملك في أحد أهمّ المستشفيات المتخصّصة في باريس، ما الذي جعلك تعود إلى لبنان؟
رغم أنني حصلت على عروض عديدة ومهمة في فرنسا، تخوّلني تولي مناصب عالية كوني مواطناً فرنسياً وأعمل في مجال الأبحاث، إلاّ أنني قرّرت العودة إلى لبنان الذي كان ينفض غبار الحرب عنه تدريجياً، إذ كنت أرغب في المشاركة بإعادة بناء المجتمع خصوصاً من ناحية الطب، من خلال الاستعانة بجميع الكفاءات والمهارات التي حصلنا عليها من الخارج وتطبيقها في بلدنا بهدف تطوير مستوى الطب وخدمة المجتمع بشكل أفضل.
تطوّعت في عدّة جمعيات ومستوصفات، ما هي أهمية العمل التطوّعي وكيف انعكس ذلك عليك كطبيب؟
رافقني العمل التطوعي منذ أيام الدراسة قبل أن أصبح طبيباً، فكنت دائماً إلى جانب الناس وأحاول قدر الإمكان مساعدتهم للحصول على الرعاية الصحية، لذا انخرطت بعدة جمعيات لا تبغي الربح بل كانت تقوم بإجراء عمليات وفحوصات شبه مجانية.
يُشاع بأن النساء هنّ أكثر عرضة للإصابة بأمراض العيون الخطيرة، لماذا؟
هذا الأمر غير صحيح، فالجميع معرّض للإصابة بأمراض في العيون بغضّ النظر عن جنسهم.
يعمد البعض إلى مداواة أورام العين بالأعشاب، هل تنصح بهذا الأمر؟
هناك وصفات قديمة لا تؤذي العيون مثل استخدام الشاي أو ماء الورد لغسل العين وتخفيف حرارتها، لكنها لا تعالج الأمراض الجرثومية، لذا يجب التقيّد بإرشادات الأطباء.
أخبرنا أكثر عن عملية جراحة العين بتقنية الليزك، وما هي الخطوات التي يجب أن يتّبعها المريض قبل إجرائها؟
تُسمّى هذه العملية "الجراحة الانكسارية بواسطة أشعة الليزر" وهي تطال عدة حالات، مثل قصر النظر، طول النظر أو انحراف في قرنية العين. هناك شروط معينة لإجراء هذه العملية يجب توافرها لدى المريض، وإلاّ ستكون هناك مضاعفات قد تؤثر سلباً على نظر الشخص، ومن الشروط أن تكون هناك سماكة محددة في قرنية العين، ويكون سطح القرنية مطابقاً للمواصفات.
تعدّ المياه الزرقاء ثاني مُسبّب للعمى في العالم، ما هو هذا المرض، وكيف يمكن تجنّبه؟
عملية المياه الزرقاء سهلة إذ تتطلّب تخديراً موضعياً وتستغرق حوالي 10 دقائق ليعود المريض إلى منزله بعد وقت قصير. أما الأسباب فتعود غالباً إلى التقدّم بالعمر، أمراض مزمنة كالسكري، التعرّض لضربة مباشرة على العين أو قصر نظر عالٍ.
مع تطوّر الطب، هل توصّلتم إلى علاج يعيد البصر لمن فقده، وما هي نسبة نجاح هكذا عملية؟
يمكننا فقط أن نزرع قرنية وعدسة العين لكن لا يمكننا زرع عصب أو شبكة العين. رغم أن هناك العديد من الأبحاث في هذا الموضوع، لكن الطب لم يتوصّل حتى اليوم إلى علاج نهائي لإعادة البصر لمن فقده بشكل كامل.
كلمة أخيرة..
أنصح الجميع بإجراء كشف سنوي للنظر، والحرص على ارتداء الأطفال نظارات شمسية للحماية من أشعة الشمس وتجنّب تلف العين، كما التخفيف من استعمال وسائل التكنولوجيا التي تؤذي العيون وتسبّب تعباً وإرهاقاً وصداعاً خصوصاً لدى الأطفال في عمر السنة والسنتين.
تعليقات الزوار