علاج الوخز بالإبر الصينية ليس بسحر بل يتطلّب إرادة قوية وإلتزاماً تاماً
قد تحمل الإبر خطر العدوى في حال استخدمها الهواة
شقّ العلاج الصيني طريقه مجدّداً ضمن العلاجات المطلوبة في مجتمعنا، وبدأنا نلتمس اليوم إقبال الناس عليه بعدما ذاع صيته نتيجة شفاء عدد كبير من المرضى بعد الخضوع إلى جلسات الإبر الصينية. هذا النوع من العلاجات يحتاج إلى دراسة وتخصّص لمعرفة كيفية استخدام الإبر، وهذا ما أخذه د. بيتر استالو بعين الاعتبار خلال مسيرته الأكاديمية حيث أنهى مرحلة دراسته في مدرسة Sainte Famille ودخل كلية الطبّ في جامعة القديس يوسف - بيروت ونال شهادة جامعية في العلاج الفيزيائي، وشهادة عليا في الطب الصيني وعلاج الوخز بالإبر الصينية، ليكون متخصّصاً أكثر في هذا الحقل الطبي وتحديداً في مجال Kinesio Tapingوهي عبارة عن أشرطة للرياضيين يتم استخدامها لعلاج الألم والإصابات الرياضية والاضطرابات الجسدية الأخرى.
ما هو الدافع الرئيسي لإختيارك هذا الإختصاص بالذات؟
لدي شغفٌ كبير في مجال الطبّ وأحبّ مدّ يد العون والمساعدة لمن يحتاجها خصوصاً وأنه كان لديّ تجربة خاصة في السابق مع رجل كسيح أشرفت على خدمته وقمت بالإعتناء به. ومنذ ذلك الوقت وضعت نصب عينيّ هدفاً سامياً بأن أصبح طبيباً في هذا المجال وبالفعل حقّقت مرادي، واليوم أسعى جاهداً إلى تنمية قدراتي ومهاراتي الطبية والعلاجية وسأبدأ في القريب العاجل بالتحضير لرسالة الدكتوراه في العلاج الفيزيائي، ليتسنّى لي افتتاح مركز كبير يقدّم مختلف الخدمات الصحية للمرضى سواء في مجال العلاج الفيزيائي المتعارف عليه أم في الطبّ الصيني.
أخبرنا عن علاج الوخز بالإبر الصينية والحالات التي يعالجها؟
يتضمّن هذا العلاج إدخال إبر معدنية رقيقة صلبة لاختراق الجلد بهدف التخفيف من حدّة الآلام،وتعمل الإبر الصينية على تحرير طاقة الجسم عند غرزها في نقاط معينة لإطلاق مادة "الإندروفين" وهي مسكّن طبيعي للألم. والجدير بالذكر أنه لا يوجد بروتوكول موحّد لعلاج المرضى فكل منهم يشكّل حالة على حدة، وأثناء العلاج يؤخذ بعين الاعتبار وزن المريض وطوله وبيئته لا سيما أنّ هدف الإبر الصينية يرتكز على توازن الطاقة المُسمّاة بـ "تشي qi" أيّ تعديل الطاقة الداخلية في الجسم بالتوازي مع البيئة والمحيط، وبناءً عليه فإنّ أي خلل أو فقدان في توازن هذه الطاقة يؤدّي إلى ظهور المرض وذلك بسبب العجز في الطاقة qiأو فائض بها.أمّا الحالات التي تتمّ معالجتها باستخدام الوخز بالإبر الصينية فهي: التشنّجات وعلاجات قطع الشهية لتخفيض الوزن، الخصوبة لدى الرجل أو المرأة، الصداع النصفي، أمراض الدم والأوعية الدموية، آلام العضلات والظهر، أمراض الجهاز التنفسي والهضمي والأمراض النفسية حيث تعالج الإبر الصينية المدمنين على الكحول والمخدرات والمدخنين من خلال حقن الإبر بالأذن، بالإضافة إلى مشاكل ظهور الحبوب في الوجه والجسم التي ترتبط غالباً بمشاكل صحية داخلية فتظهر على سطح الجلد كونه مرآة الداخل.
ما هي مراحل هذا العلاج وأبرز فوائده الصحية؟
تبدأ مرحلة العلاج الأولى بملء بيانات كاملة عن المريض وتقييم حالته الصحية، إلى جانب معرفة هدفه وتوقعاته المرجوّة من استخدام الإبر الصينية وعليه يتمّ تحديد العلاج المناسب.وبعد الإنتهاء من مرحلة التشخيص يتمّ وضع نقاط معينة تسمّى Numbering Points(نقاط الترقيم)على الجسم لوخز الإبر في المناطق المحدّدة للحصول على النتيجة المرجوّة، لا سيما أنّ إلتزام المريض بفترة العلاج له أثر بالغ على نتائجه الإيجابية باعتبار أنّ علاج الوخز بالإبر الصينية ليس بسحر بل يتطلّب إرادة قوية واستعداداً تاماً للتقيّد بالتوجيهات والتعليمات اللازمة التي من الممكن أن ترافق المريض في أوقات معينة خارج إطار الجلسة، فعلى سبيل المثال: خلال علاج قطع الشهيّة يتمّ تحديد نقاط معينة تلامس خلايا الأذن حيث يتوجّب على المريض تفعيلها في وقت محدّد. أما بالنسبة إلى الفوائد الصحية لعلاج الوخز بالإبر الصينية فتتفاوت نسبتها حسب الحالة المرضية، فمن الممكن أن يلتمس المريض نتائج إيجابية في الجلسة الأولى ومن المحتمل أن يتأخّر ظهور تلك البوادر إلى الجلسة الخامسة أو السادسة، وهنا تكمن صعوبة الحفاظ على إيمان المريض وأمله في الحصول على نتيجة جيدة بعد الانتهاء من مراحل العلاج.لكن الإبر الصينية عموماً مفيدة للمرضى الذين لا تستجيب أجسامهم للمسكنات وقد أثبتت التجارب فوائدها الجمّة على الجسم.
هل هنالك أي اثار سلبية لهذا النوع من العلاج؟
بالرغم من أنّ الإبر الصينية ليس لها آثار جانبية تُذكر لكنها قد تحمل خطر العدوى في حال إستخدم بعض الهواة إبر غير معقّمة أو تمّ غرزها خلافاً للنقاط المحدّدة، وهنا تكمن أهمية الذهاب إلى طبيب مختصّ في علاج الوخز بالإبر الصينية. وأودّ أن أشير إلى أنّ العوارض السلبية لهذا النوع من العلاجات غالباً ما تصبّ في مصلحة المريض خصوصاً في حالتي الإقلاع عن التدخين وقطع الشهية، فمن الممكن أن يشعر المريض بتغيّرات طفيفة في حاسة الذوق على سبيل المثال لحثّه على عدم تقبّل السيجارة أو لزيادة الإحساس بالشبع، فضلاً عن حدوث بعض العوارض الخفيفة كالصداع وأوجاع في المعدة، لكن ذلك يدلّ بشكل أساسي على استفادة المريض من ماهية العلاج المعتمد.
تعليقات الزوار