تظلّ الأورام من أخبث وأشرس الأمراض التي تصيب الإنسان ويسعى الأطباء جاهدين لاكتشاف كل ما هو جديد من أساليب علاجية رغبة في الشفاء التام وبأقلّ قدر من المعاناة والألم.وكُشف مؤخراً عن تطوّر علمي كبير وهو ظهور علاج جديد مناعي يمكنه تحقيق الشفاء أو حصر الأورام ومنع انتشارها ومنها أورام الرئة، المثانة، واللمفوما وصبغية الجلد وغيرها، فيما أظهرت النتائج الحديثة إمكانية استخدامه فى أورام الثدي، ما يبشر باحتمالية انتهاء عرش العلاج الكيميائي، ولمعرفة تفاصيل هذا العلاج أطلعنا الدكتور الباحث في الأمراض السرطانية ايلي فرح على طريقة الـ Immunotherapyومدى فعّاليتها في علاج الأمراض السرطانية.
ما هي آخر التطوّرات والعلاجات التي وصلت اليها الدراسات المتعلقة بمرض السرطان؟
Immunotherapyأيّ العلاج المناعي وهي طريقة جديدة وفعّالة لعلاج الأمراض السرطانية، تهدف إلى تقوية وتوجيه جهاز المناعة لمحاربة الأورام السرطانية، مقارنة بالعلاج الكيميائي. حيث يعمد الى حثّ الجهاز المناعي لدى المصاب للتخلّص من السرطان. ويقتصر هذا العلاج على توجيه الخلايا المناعية، بحيث تؤدّي وظيفتها في القضاء على الخلية السرطانية. لذا ترتكز بعض العلاجات المناعية على تعديل الروابط التي تحصل بين بروتينات على سطح الخليتين، ما يساعد على تعطيل المكابح التي تشلّ نشاط جهاز المناعة ضدّ الخلايا السرطانية.
كيف يعمل العلاج المناعي؟
يمكّن هذا العلاج دور خلايا Tمن القدرة على حماية الجسم من العدوى من خلال تدميرها للخلايا المصابة بالفيروس، على العكس عند الإصابة بالمرض تقوم الخلايا السرطانية بإنتاج جزئي تمويهي كابح يؤثر سلباً على الخلايا Tما يجعلها غير قادرة على تمييز الخلايا السرطانية الأمر الذي يسمح لها بالنمو، وهنا يقوم العلاج المناعي الجديد وهو أنواع عدة: NivolumabIplilimumab Pembrolizumab Atezolizumab، والذي يعدّل روابط خلايا Tويمنع الخلايا السرطانية من التخفّي، ثم يقوم بمهاجمتها وتدميرها.
هل العلاج المناعي يساعد في زيادة فرص الشفاء من السرطان؟
يساعد العلاج المناعي في زيادة فرص الشفاء من السرطان أو حصر الورم الخبيث بنسبة لا تتجاوز الـ 20% أي من أصل 10 مرضى ممكن أن يستفيد مريضان فقط. واليوم هناك دراسات جديدة تؤكّد استخدام بعض الأدوية المكمّلة الى جانب العلاج المناعي أو استخدام دواءين مناعيين يعملان بطريقتين مختلفتين، قد تؤدّيان الى زيادة فرص الشفاء.
الدراسات الأخيرة أثبتت انّ العلاج الكيميائي يعرّض حياة الانسان في كثير من الأحيان الى الخطر، هل هذا صحيح؟
يعمل العلاج الكيمائي على قتل أو إيقاف أو إبطاء نموّ الخلايا السرطانية التي تنمو وتنقسم بسرعة. لكنّ العلاج يضرّ كذلك الخلايا السليمة التي تنمو بسرعة مثل خلايا الجهاز الهضمي وجهاز المناعة والشعر... وقد يؤدّي الى تدمير الخلايا السليمة وظهور أعراض جانبية. إلاّ اننا في بعض الحالات لا يمكننا الاستغناء عنه خصوصاً اذا كانت حالة المريض متقدّمة فنلجأ إليه لإطالة عمر المريض، ويعطى العلاج الكيميائي وفقاً لحالة المريض ونوع المرض ووضعه الصحي. ولا نستطيع انكار انّ العلاج الكيميائي كان لفترة محدّدة العلاج الوحيد لتحسين نوعية الحياة أو يساعد على الشفاء من بعض أنواع السرطانات. شخصياً، أؤيّد أيّ نوع من العلاجات من شأنها إطالة عمر المريض وتحسين نوعية حياته، واليوم لا توجد طريقة واحدة مثالية في العلاج من السرطان، بل نعتمد طرقاً عدّة من أجل الوصول الى النتائج الفُضلى.
هل من أطعمة تنصح بتناولها للتقليل من الإصابة بمرض السرطان؟
الوقاية خير من علاج، وكل الدراسات أثبتت أنّه لا يوجد مستخرج غذائي معيّن للتقليل من الإصابة بالسرطان، إلاّ أنّ هناك مجموعة عوامل غذائية ونمط حياة يساعدان على الوقاية من السرطان، مثل الابتعاد عن التدخين وعدم الإفراط بأكل اللحوم، وتناول الثمار البحرية والاعتماد على الفاكهة والخضار والحبوب اكثر من الاعتماد على المعلّبات واللحوم المجهّزة. الى جانب اتباع نظام تمارين رياضية يومية.
اليوم نرى العديد من الاعلانات الترويجية والتجارية لبعض الادوية التي تساعد على القضاء على مرض السرطان، كيف نستطيع الحدّ من نشر هذه الثقافات الخاطئة؟
علينا القيام بالبرامج التثقيفية والتوعوية من خلال وسائل الاعلام لتثقيف وتنوير المريض خصوصاً وأنّ المصاب بالسرطان أو أهله يكونون "معلقين بحبال الهواء". لذا يجب الا يُتاجر بآمالهم وان تُطرح من خلال وسائل الاعلام اسئلة وأجوبة دقيقة ومدروسة علمياً.
هل هناك احصاءات تؤكد زيادة نسب الاصابة بالسرطان؟
طبعاً، هناك دراسة تقديرية تقول انّه من المتوقع خلال العام 2018 ان يصاب من بين 100 الف مواطن لبناني 296 رجلاً بالسرطان، مقابل إصابة 330 امرأة. ما يعني انّ النسبة الى زيادة مقارنة مع السنوات السابقة.
ماذا عن آخر دراساتك وأبحاثك التي تحضّر لها؟
أجريت دراسات على الخلايا السرطانية في المخبر كما أجرينا دراسات على الحيوانات المصابة بالمرض، واليوم انتقلنا الى مرحلة phase IIbلإجرائها على الإنسان وحصلنا على موافقة من مركز الأبحاث في الجامعة اللبنانية ومستشفى جبل لبنان وسنعلن عن كل ما هو جديد فور صدوره.
تعليقات الزوار