أن تنجح فيالحياة شيءٌ وأن تتفوّق شيءٌ آخر. هو شخصية متفوقة،متوقّدة بالعزيمة الجبّارة والدراية العالية، شخصية قوية لا تعرف الإنكسار، لا بل هو شخص مغامر يدخل التحديات بثقة كبيرة ويحقّق الانتصارات.عمد رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت منذ توليه مهامه في الشركة الى إرساء روح المبادئ الوطنية ونشر عامل الثقة، لتصبح فيما بعد هذه الشركة الحيوية من العلامات الفارقة في عالم الطيران. استطاع بفضل دبلوماسيته أن يجذب الأقطاب السياسية كافة إليه وأن يوحّد الصفّ السياسيين تجاه هذا المرفأ الحيوي على الرغم من كل التجاذبات والخصام.
تأسّست شركة طيران الشرق الأوسط العام 1945 وتولّى محمد الحوت مهام إدارة الشركة وفي العام 1988 كانت تعاني الشركة من مشاكل مالية وخسارات خطيرة، مع ذلك حمل ملف الطيران اللبناني بجدية وأسّس خطة عملية لإنقاذ الشركة من الخسارة، دخل معركة التحديات الكبرى والمخاطرة المهنية، فسعى أولاً إلى وضع خطة متوازية ما بين الأقطاب السياسية والوطنية تجاه الشركة وهذا ما خفّف من الإحتقان وبالتالي أبعد الشركة عن سهام ومرمى التجاذبات السياسية، فكانت ميكانيكية جهده ظاهرة منذ العام الأول حيث حقّق إنجازاً في الشركة واستطاع تخفيض نسبة كبيرة من الخسائر.بعد هذا الإنجاز مضى الحوت برفع الشركة الى أسمى المراتب، فأقام هيكلية شاملة للشركة استطاع من خلالها تحقيق أرباح صافية وكانت نسبة هذه الأرباح تتصاعد عاماً تلو الآخر رغم الأوضاع السياسية غير المستقرّة في البلد وهذا ما أثبت كفاءته العالية في إدارة الشركة، فقادها الى برّ الامان وجعل منها شركة رائدة في فضاء السياحة والسفر وجسر عبور ما بين لبنان والعالم بكل فخر. صمد في وجه العاصفة متحدّياً الظروف القاهرة والصعبة ونهض بالشركة وطار بها الى أعلى المراكز والمناصب لتكون موقع ثقة عند المسافر. حافظت الشركة على ديمومتها فعمدت إلى تأجير طائراتها وتبادل موظفيها مع شركات دولية. وبعد عودة الحياة الطبيعية إلى الوطن عقب انتهاء الحرب قامت الشركة بتطبيق أكبر مشروع لإعادة هيكلية شاملة سمحت بتصحيح الوضع المالي القائم، وفي العام 2007 أعلن الحوت عن زيادة رأسمال الشركة من 279 مليار ليرة لبنانية إلى 550 ملياراً أي ما يوازي 367 مليون دولار أميركي وقام بشراء 10 طائرات، 4 من طراز 330Aو6 طائرات من طراز 320A. تابعت الشركة تقدّمها وتوسّعها بفضل قيادة الحوت الحكيمة، فانضمت في العام 2012 رسمياً إلى تحالف "سكاي تيم العالمي". كما وسّعت الشركة اسطولها فاشترت (10) طائرات جديدة من طراز ايرباص (321-320) Aمن المتوقع استلامها في العام 2018، كذلك افتتحت في العام 2015 أكاديمية الشرق الاوسط للطيران.عمد الحوت إلى وضع خطط مستقبلية طويلة الامد، تحمي الشركة من الإنزلاق في هوّة التراجع أو السقوط في براثن العجز، فكانت اتفاقية "سيتا" لمدّة خمس سنوات وهي متخصّصة في تزويد خدمات الاتصالاتالعالمية لقطاع الطيران إضافة الى حصول الشركة على نظام Sita Connectكما توسّعت الشركة باستخدام نظام Community Messagingثم باشرت الشركةعن تسيير طائرتها الخاصة "ليجاسي 500" المخصّصة لرجال الاعمال وكبار الشخصيات بعد ان أكّد محمد الحوت ان الشركة اعتمدت هذه الطائرات بعد طلب من رجال الاعمال والمسؤولين، وهي تتسع لتسعة ركاب وهي مزوّدة بأحدث التقنيات المتوفرة حالياً من بينها تقنية التحكّم الإلكتروني، وبإمكانها الطيران على ارتفاع 45000 قدم وبسرعة 0.82 ماخ وتطير باتجاه اوروبا والخليج العربي وبعض الدول الآسيوية.
بفضل هذه الحرفية العالية، تمكّنت الشركة من تقديم أفضل الخدمات لزبائنها وتقدّمت لتكون بين الشركات الكبرى حيث تميزت بالراحة والرفاهية وحسن الضيافة، فكانت واحدة من المؤسسات الوطنية الخالية من "فيروس" التجاذب السياسي ومرجعاً لكل مواطن لبناني.
تعليقات الزوار