بعد الانتخابات إيلي ماروني يدخل القفص الذهبي
نخوض الانتخابات في ظلّ فساد مستشرٍ وهيمنة للمال السياسي
ثابت على مبادئه، ولا يخاف في قول كلمة الحق لومة لائم، ومؤمن بأنّ ما قام به صبّ في خانة حماية هذا الوطن وعروبته بكل ما للكلمة من معنى. للنائب إيلي ماروني تاريخ طويل في عالم السياسة، وهو الذي خاض غمارها في أيام السلم والحرب، وفي زمن الازدهار والانحدار، يخوضها اليوم مترشحاً للانتخابات النيابية عن المقعد الماروني في دائرة البقاع الأولى، ضمن لائحة "زحلة قضيتنا". أخبر ماروني "البرلمان" بأنه بصدد إصدار كتاب عن مسيرته النضالية استكمالاً لما كتبه أخوه رحمه الله في مذكراته: "لم أستطع أن أحقق أحلامي، كل آمالي بإيلي".
ما هو رأيك في أجواء الانتخابات العامة؟
كنّا نتمنّى منذ زمن أن يحصل الاستحقاق النيابي، فالتمديد منافٍ للديمقراطية، وتداول السلطات وتجديد ثقة الناس بالنائب أو المرشح أمور ضرورية. لكن للأسف نخوض اليوم الانتخابات في ظلّ فساد مستشرٍ وهيمنة للمال السياسي. برغم أمنياتنا لهذا العهد أن يشهد انتخابات نزيهة تتيح المجال أمام المرشح الكفوء للوصول إلى البرلمان وتعطي المواطن حرية الاختيار، فإن القانون الانتخابي "مسخ عجيب"، حرم المواطن حقّه في الانتقاء، كما خلق الصوت التفضيلي عداوة بين أعضاء اللائحة الواحدة.
الشعب اللبناني مستاء من الطبقة السياسية نتيجة الفساد...
نحن متفائلون بالشعب اللبناني، وعوّلنا عليه كثيراً، وراهنّا على حركة المجتمع المدني والرأي العام المستقل في قدرتهم على إحداث التغيير. فلبنان اليوم على شفير الهاوية، وقريب من الانهيار الاقتصادي، المالي، السياسي والاجتماعي. كذلك يرى رئيس الجمهورية أنّ البلد شارف على الإفلاس.
هل لديك شك في نزاهة سير الانتخابات؟
للأسف، تنتشر في زحلة لغة المال عبر شراء الأصوات والمندوبين. وبدورنا نحاول نشر الوعي لدى المواطن بأنّ بيع الوطن كارثة، وعليهم استغلال الانتخابات باعتبارها الخطوة الاجتماعية الذهبية لبناء الوطن. عبر منبركم أناشد رئيس الجمهورية فرض النزاهة، الشفافية والتوازن في المستوى الخدماتي للمرشحين. فهناك 16 مرشحاً من الوزراء يقدّمون الخدمات في حين أن غيرهم من المرشحين غير قادرين على تقديم خدمة واحدة، علماً أن المرشح قد يكون أكثر كفاءة من الوزير. كذلك يتيح الإعلام للوزراء والرؤساء فرصة الوصول الأوسع إلى الجمهور، وهذا غير متاح لبقية المرشحين نتيجة التكلفة المرتفعة. هذا غير عادل، وينمّ عن انتخابات غير نزيهة.
ما هي حصّة الشباب الزحلاوي من برنامجك الانتخابي؟
على مدى السنوات الـ 9 السابقة قمنا بدراسة جميع المشاكل التي يعانيها البلد، وتمّ تنفيذ ما التزمنا به خلال عام 2009 من اقتراحات القوانين التي قدّمناها بخصوص حقوق المرأة والطفل، المشاريع الإنمائية، اللامركزية والأمور المعيشية. اليوم، وجدنا أن لبنان يعاني من 131 مشكلة صحية، سياسية، اجتماعية، اقتصادية، بيئية، أمنية، لذا وضعنا ضمن برنامجنا هذه المشاكل واقترحنا حلولاً لها.
من بين هذه المشاكل الـ 131 ما هي الأولوية بالنسبة لكم؟
المطالبة بالسيادة الكاملة للدولة، إنعاش الاقتصاد المنهار ولقمة عيش المواطن في ظلّ تصاعد الضرائب وارتفاع البطالة، تحفيز الاستثمار بما يخلق فرص عمل للشباب ويمنع هجرتهم إلى الخارج، الإنماء المتوازن لدى كل الأطراف اللبنانية بما يعيد المواطن إلى بلدته ويخفّف الضغط على العاصمة. نحن في البقاع بحاجة إلى بناء جامعي مُوحّد، وسنضغط في المرحلة المقبلة عبر الاعتصامات وقطع الطرقات. فعلى ما يبدو أن هناك مافيا سلطوية تحول دون وجود جامعة لبنانية قوية في البقاع. إضافة لما سبق، يجب تأمين الطبابة، الاستشفاء ضمان الشيخوخة، الكهرباء، محطة تكرير صحي، العمل لإزالة التلوث من نهر الليطاني والتخلّص من النفايات واستكمال الأوتوستراد العربي. ومن الضروري تشجيع الاستثمارات في سهل البقاع وإقامة المصانع التي تتيح الفرصة أمام الشباب البقاعي للبقاء في أرضه. ولن ننسى أهمية إلزامية ومجانية التعليم الابتدائي، ووضع المنطقة على خريطة السياحة في البلد.
الجميع يطلق على التحالفات أنها غريبة عجيبة، فما هو رأيك؟
تحالفاتنا مع القوات عكس ذلك، وهي تضمّ جميع من نتلاقى معهم بفكر الكتائب ومحاربة الفساد وإنقاذ لبنان واللبنانيين. نحن والقوات رفاق حرب ومصير مشترك، فيما العونيون ظهروا في ما بعد، خصوصاً لدى عودة ميشال عون، واتخذوا خطاً مغايراً لما نحن عليه.
إذاً، لماذا تمّ اختلافكم مع القوات خلال فترة ما؟
في السياسة، لا يوجد حليف أو عدو دائم. وفي النهاية، نحن حزبان منفصلان، والتنافس أمر مشروع بين الأطراف.
بعيداً عن السياسة، لماذا لا يزال إيلي ماروني عازباً؟
يقولون "غلطة الشاطر بألف". أعتبر أن الحياة الحزبية والسياسية أخذتني بعيداً عن التفكير في بناء عائلتي الخاصة، لكنني قريباً سأعالج الأمر قبل فوات الأوان، فقد تمكّنت من لقاء شريكتي المستقبلية في زحلة، ويمكن القول إنني بعد الانتخابات سأدخل القفص الذهبي.
تعليقات الزوار