افتتحت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي المزيد من المشاريع التنموية للنازحين واللاجئين في كوردستان- العراق، تضمّنت مخيماً ومدارس إلى جانب خدمات البنى التحتية لتلك المشاريع، وايضاً تمّ افتتاح مخيم "قوشتبة" في اربيل بعد أن قامت الهيئة بتأهيله واستبدال الخيام التي لا تقي من حرارة الصيف وبرد الشتاء بوحدات سكنية ثابتة وأكثر أماناً ومقاومة لظروف الطبيعة، هذا إلى جانب افتتاح عدد من المدارس.
وأكّد الدكتور محمد عتيق الفلاحي، الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر ورئيس وفد الهيئة في كلمته خلال المؤتمر الذي عُقد في اربيل بحضور القنصل العام في اربيل راشد محمد المنصوري، وأعضاء وفد الهيئة، وعدد من المسؤولين في إقليم كوردستان - العراق: "أنّ هذه المشاريع التنموية في كوردستان - العراق تأتي امتداداً لنهج الإمارات الإنساني، والذي سارت عليه قيادتها الرشيدة وترسّمت معالمه عبر تاريخ طويل من البذل والمبادرات التي وضعت حداً للكثير من القضايا الإنسانية الملحّة، وأحدثت الفرق المطلوب في مستوى الرعاية ومواجهة التحديات التي تؤرّق البشرية وتعيق مسيرتها نحو تحقيق الإستقرار والتنمية المنشودة".
وتابع الفلاحي: "ليس من باب المصادفة أن تأتي الإمارات في المرتبة الأولى عالمياً للعام الثاني على التوالي كأكبر جهة مانحة دولياً للمساعدات الإنمائية، كما جاء في تقرير لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمّة التعاون والتنمية الاقتصادية، وهذا يؤكّد بالدليل القاطع التزام الدولة برسالتها الإنسانية العالمية بكل تجرّد ونكران ذات، ودون النظر لأيّ اعتبارات أخرى سواء إن كانت عقائدية أو عرقية أو طائفية، بل تعتبر أن الإنسان هو الإنسان أينما كان، والحاجة هي المعيار الوحيد لمساعدته والوقوف بجانبه، وسيظل هذا هو ديدنالإمارات و قيادتها الرشيدة ونهجها الثابت في مساندة الشعوب الشقيقة و الصديقة".
وأضاف: "هذه المشاريع تأتي ملبية لاحتياجات الساحة العراقية التي تشهد تدفقات مستمرة من النازحين إلى شمال البلاد، نتيجة للأحداث الجارية، و توفر مستلزمات النازحين في مجالات مهمة كالإيواء والصحة والتعليم وإمدادات المياه النظيفة، وقال: "إن الهيئة تواكب تطورات الأوضاع في أربيل بمتابعة من سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس الهلال الأحمر الإماراتي، وتجري عمليات الرصد والتقويم من فترة لأخرى عبر وفودها المتعاقبة لزيارة كوردستان - العراق، وتواصلها الدائم مع المتأثرين من الأزمة الراهنة والتي أسفرت عن تشريد ملايين النازحين من المحافظات الأخرى إلى أربيل، إلى جانب الأعداد الأخرى من اللاجئين السوريين". لافتاً إلى "أنّ المعاناة الإنسانية الكبيرة التي خلفتها الأحداث في العراق كانت وراء العناية التي توليها دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة للأشقاء هنا، لذلك جاءت برامجها الإنسانية وعملياتها الإغاثية مواكبة لحجم الحدث، وملبية لتطلّعات المتضرّرين الذين لن ندخر جهداً في سبيل تعزيز قدرتهم على مواجهة ظروفهم والتغلّب على المصاعب الناجمة عن حركة النزوح واللجوء المتزايدة يومياً".
وأضاف: "تعاملت هيئتنا الوطنية مع الأزمة منذ اندلاعها بجديّة تامة، وكانت حاضرة وسط اللاجئين والنازحين ببرامجها الإنسانية وعملياتها الإغاثية ومشاريعها التنموية، انطلاقاً من مسؤوليتها الإنسانية تجاه المتضرّرين، وتجاوبت مع النداءات التي تلقتها من مختلف الجهات والمنظّمات المهتمة بهذه القضية الإنسانية الطارئة، وعملت من خلال عدد من المحاور لتوفير احتياجات النازحين واللاجئين المعيشية والصحية، الإيوائية، التعليمية و الخدمية في آن واحد".
واختتم أمين عام الهلال الأحمر الإماراتي كلمته قائلاً: "هذا جزء يسير من التزامنا الإنساني تجاه النازحين واللاجئين، وستتواصل جهودنا بإذن الله في هذا الصدد خلال العام 2016 عبر خطة وضعت بعناية لمواكبة المستجدات الإنسانية على الساحة العراقية". وتقدّم بالشكر والتقدير لشركاء الهيئة في هذا الانجاز الإنساني الكبير وعلى رأسهم حكومة إقليم كوردستان - العراق ومؤسّسة بارزاني الخيرية و الجهات المختصة كافة.
بهذه المناسبة أشارت الهيئة إلى أنّ مليونين و 520 ألفا و 575 نازحاً و لاجئاً استفادوا من برامج الهيئة الإنسانية وعملياتها الإغاثية ومشاريعها التنموية في كوردستان - العراق خلال العام 2015، واستعرض التقرير المجالات التي تضمّنتها جهود الهيئة للنازحين واللاجئين، ففي مجال الإيواء أنشأت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وجهّزت 3 من أكبر المخيمات في اربيل و التي تحتضن عشرات الآلاف من الأسر النازحة من داخل الساحة العراقية و اللاجئة من سوريا، وهي مخيّمات: "بحركة"، "ديبكة"،"قوشتبة"، الى جانب دعمها و مساندتها لعدد من المخيمات الأخرى في: "هرشم"، "شقلاوة"، "هيران"، "كوركوسك"، "دهوك" و "فرمانبران" والتي تشرف عليها منظّمات أخرى وذلك في إطار التعاون و الشراكة الإنسانية القائمة بين الهيئة وتلك المنظّمات.
وفي المجال الصحي أنشأت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي عدداً من المؤسسات الصحية التي تخدم النازحين و اللاجئين إلى جانب السكان المحليين في اربيل، ويقف على رأس هذه المؤسسات مستشفى الأمومة و الطفولة في "بحركة" الذي أوشك العمل فيه على الإنتهاء وسيتم افتتاحه قريباً وسيحدث نقلة نوعية في الخدمات الصحية الموجهة للأمهات و الأطفال، هذا إلى جانب عدد من المراكز الصحية والعيادات التي أنشأتها الهيئة داخل المخيمات و خارجها لتوفير الرعاية الصحية اللازمة، واستفاد من خدماتها العلاجية و الجراحية حتى الآن أكثر من 101 ألف و 984 شخصاً.
وفي مجال التعليم أنشأت الهيئة 9 مدارس للبنين و البنات لتوفير فرص التعليم لأبناء النازحين وإتاحة الفرصة لهم لاكمال تحصيلهم العلمي رغم ظروف المحنة، وفي المجال الإغاثي تم خلال العام 2015 توزيع 278 ألفاو 960سلة غذائية استفاد منها مليون و 394 ألفاً و800 نازح و لاجئ، هذا بجانب توزيع الملابس المتنوعة ووسائل التدفئة المختلفة. ولم تقف جهود الهلال الأحمر الإماراتي عند هذا الحدّ بل تعدته إلى تحسين الخدمات داخل المخيمات وتأهيل بنيتها التحتية وخلق بيئة ملائمة للحياة و العيش الكريم، فكانت مبادرات الهيئة بإنشاء وتأهيل شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، إلى جانب توفير آلاف الأطنان من المواد الغذائية، وإنشاء عدد من المخابز داخل المخيمات لتوفير احتياجات النازحين من الخبز يومياً، وفي مجال توفير المياه تم حفر 33 بئراً في مناطق مختلفة حول اربيل، عملت على تحسين إمدادات المياه لأكثر من 165 ألف شخص في المخيمات و المناطق السكنية المتاخمة لها والتي كانت تعاني شحاً في هذا المصدر الحيوي وفي محور آخر اهتمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بتعزيز قدرات اللاجئين وتوفير مصادر دخل تعينهم على مجابهة ظروف الحياة و تحسين أوضاعهم الاقتصادية، فتمّ إنشاء عدد من مشاغل الخياطة تعمل فيها نساء من سكان المخيّمات بأجر ثابت وتنتج شهرياً آلاف القطع من الملابس و الزيّ المدرسي لأطفال النازحين.
كما لم تغفل الهيئة قضايا واحتياجات الشرائح الضعيفة وذوي الاحتياجات الخاصة، فاهتمّت بهم ووفّرت متطلباتهم الأساسية من معونات وأجهزة تعويضية تمكّنهم من ممارسة حياتهم كغيرهم من سكان المخيمات.
تعليقات الزوار