أصبحت سيمفونية الانتخابات النيابية حديثاً على كل لسان فلم يعد هناك منزل أو مقهى أو مكان عمل إلاّ وتكون سيرة الانتخابات محور الحديث. كما باتت يافطات المرشحين وحملاتهم الإعلامية على مدّ النظر، فبين الشعارات والوعود والبرامج الانتخابية ينتظر اللبنانيون بفارغ الصبر معرفة ما سترسو عليه نتائج هذا الاستحقاق الوطني.
لوائح جمعت من كل طائفة وحزب على مبدأ "من كل بستان زهرة" على أمل أن تكون هذه الباقة أفضل من غيرها. نحن كوسيلة إعلامية لها دورها في المجتمع اللبناني رغبنا في مواكبة الحدث الأكبر، فعمدنا إلى التواصل مع عدد لا بأس به من المرشحين إلاّ أن ردود الفعل للبعض كانت مخيبة للظن فهناك من كان هاتفه الجوال مغلقاً لمنع الإزعاج وهو لا يزال ضمن قائمة أسماء المرشحين ولم يرتقِ بعد إلى اللوائح فكيف إن وصل إلى سُدّة البرلمان؟!
وهناك من أنهكته المقابلات فلم يعد قادراً على إجراء المزيد، فكيف لهذا المرشّح أن يحتمّل مقابلة الوفود المحلية والدولية أولاً ويستمع إلى شكاوى الشعب ثانياً؟!
وهناك من يحاضر عن الفساد وهو أصله كتلك التي تتحدث عن العفة وهي براء منها. أما الفئة الأكبر فممن ظنّوا ولو لوهلة بأن وسائل الإعلام خُلِقت لخدمتهم ولـ "سواد عيونهم" دون مقابل ولو زهيد.
كما يقول المثل "أصابع اليد الواحدة غير متشابهة"، وكلمة حقّ تقال بأن ما سبق وتحدثنا عنه من أنواع المرشحين لا ينطبق على الجميع فهناك نسبة كبيرة ممن خلِقوا للسياسة والنيابة منهم سيدات ورجال أعمال مثقفون، واعون، متعلمون ذوو مناقبية عالية، فعلى سبيل المثال لا الحصر لوائح حزب القوات اللبنانية التي تمّ انتقاؤها بعناية فائقة يشهد الجميع على حُسن أخلاقهم وحسّهم الوطني والرغبة في الوصول بلبنان إلى مصاف الدول المتقدّمة. ألف تحية للدكتور سمير جعجع، ونتمنّى لنواب المستقبل العمل لما فيه خيرُ ومصلحة بلد الأرز وأن يشعروا بمعاناة المواطن اللبناني ويطبّقوا مقولة: "ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء" وأن يحافظوا على شبابنا ويستغلّوا طاقاتهم ضمن هذا البلد، وألا تبقى وعودهم وبرامجهم الانتخابية مجرّد شعارات طنانة لجذب الأصوات.
تعليقات الزوار