ما نريده اليوم هو استعادة الثقة بأنفسنا وبالدولة وبالمؤسسات
لن نركع أو نيأس
أكّدت النائب ستريدا جعجع مؤخراً في كلمتها أنّ الاستسلام ممنوع، قائلة: "لدينا في التاريخ القريب أصدق مثال، فقد عاشت القوات اللبنانية في زمن الوصاية ما لا قدرة لأحد على تحمّله وصمدنا مع رفاقنا الأوفياء في الحزب الذين لولاهم ولولا شهاداتُهم وتضحياتُهم ونضالهم لما صمدنا وعدنا للحرية، وهكذا سنصمد دائماً، وسيصمد اللبنانيون الذين يعيشون فعل نضال على كل المستويات". وأشارت ستريدا جعجع إلى أن للصمود شروطاً، أقلّه على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، بوقف الهدر بكل أنواعه، من سرقة، صفقات وتلزيمات خارج الأصول، توظيف عشوائي، تهريب وتهرّب ضريبي وإلتزام الشفافية الذي إلتزم به وزراء "القوات اللبنانية" في الحكومة السابقة ووقف المحسوبيات،فلا بدّ للمواطن أن يحصل على حقّه من دون أن يستجدي أحداً، ومن واجب الدولة أن توفر له ذلك ضمن القانون ودون أي تمييزٍ أو محسوبية أو ابتزاز أو ارتهان، مشدّدةً على أنّه لا بدّ من قراراتٍ وخطوات صعبة، وبالطبع العبء ثقيل على كاهل دولة الرئيس سعد الحريري، ليقودَ الحكومة من أجل إنقاذ البلد، والتضحيات مطلوبة من الجميع شرط أن يتمّ كل شيء وفق الأصول، القانون، الشفافية، الأخلاق واحترام معاناة الناس وصمودهم، معتبرةً أن قضاء بشري نموذج للجمهورية القوية في تطبيق القانون، بناء المؤسسات، التزام الشفافية، توفير الخدمات دون محسوبيات. لم تناقش النائب ستريدا جعجع الجانب التقني في البيان الوزاري، بل تحدثت عن إنقاذ الشعب اللبناني قبل فوات الأوان، قائلةً: "إن أربعة ملايين لبناني يرزحون تحت أثقال الوجع وإنعدام الثقة بغالبية المسؤولين والسياسيين من مختلف التوجهات والأحزاب، ويعيشون اليوم ويترحّمون على الأمس ويخافون من الغد. إنهم لبنانيون من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب، ومن بيروت والساحل إلى الجبل والبقاع، يطرحون أسئلة كثيرة ولا يجدون جواباً واحداً شافياً". تابعت ستريدا جعجع: "ما يزيد المرارة أنّ الأوضاع الاقتصادية والمعيشية كانت خلال الحرب أفضل بكثير ممّا هي عليه اليوم، حتماً لا يريد أحد عودة الحرب، ولكن هل يجوز أن نواجه في زمن السلم ما نواجهه اليوم، نتيجة ما ارتكبه المسؤولون وما زالوا أو نتيجة العجز عن ايجاد الحلول؟". وشدّدت النائب جعجع على أن: "اللبنانيين عموماً لم يتعبوا فحسب، بل هم يواجهون اليوم الإحباط ويفقدون الأمل، وبعضهم قد يصل إلى حدّ اليأس.لذلك ما نريده اليوم هو استعادة الثقة بأنفسنا، بالدولة وبالمؤسسات، والعنوان الأول هو سيادة الدولة موقفاً وقراراً، ونريد جمهورية قوية يحفظ المواطن فيها كرامته ولقمة عيشه. ونريد أيضاً استعادة الثقة أمام العالم لنعيد للبنانيين الأمل بوطنهم حتى يصمدوا فيه بدلاً من الهجرة. وهنا لا بدّ لي من أن أوجّه تحية إلى جيشنا اللبناني، قيادةً وضباطاً وجنوداً، لدوره الوطني في حماية الحدود وحفظ النظام، وكل أمنيتنا أن يكون وحده من يحمل السلاح، ولا بدّ أيضاً من التأكيد على سياسة النأي بالنفس عن المحاور والصراعات الإقليمية". وختمت النائب ستريدا جعجع كلمتها بالقول: "نعم، لفرصة استعادة الثقة والعمل الجديّ في خدمة الإنسان ولبنان. نعم، لما قاله جبران خليل جبران، إبنُ مدينتي بشرّي "إن لم يكن لبنان وطني، لاخترت لبنان وطناً لي". هنا عاش أجدادنا وآباؤنا، هنا ولدنا وهنا سنبقى".
تعليقات الزوار