باتت الشركات اللبنانية والعربية تنافس الشركات الهندسية الأجنبية
بلغت قيمة الأعمال التي نفذتها الشركة في السوق الخارجي حوالى 400 مليون دولار
"خطيب وعلمي" شركة هندسية عالمية تعمل في مجال الاستشارات والتصميمات الهندسية وإدارة المشاريع الإستراتيجية الكبيرة. لديها أكثر من 35 فرعاً في العالم، لكنها حريصة على إعطاء لبنان الأولوية في تنفيذ المشاريع التطويرية والاهتمام بتحسين البنى التحتية والمرافق الاقتصادية لإنعاش الاقتصاد اللبناني، فضلاً عن إقامة مشاريع تنموية لربط لبنان مع باقي البلدان العربية من أجل تعزيز موقعه الاستراتيجي والتجاري. لذلك، يحرص مديرها العام المهندس سمير الخطيب على أن يبقى مركزها الرئيسي في قلب لبنان،لأنه يعتبر أن خدمة بلده واجب وطني وتكليفاً وليست تشريفاً، ويدعو إلى الترفّع عن المصالح الشخصية من أجل تحقيق المصلحة الوطنية العامة. التقينا سمير الخطيب، وبحثنا معه في استثمارات الشركة وأهمّها مشروع القطار المعلّق "مونوريل 6 اكتوبر"، والمشاريع الجديدة التي ستنفذها الشركة في مجالي الطاقة النفطية والمياه.
أخبرنا عن مشروع القطار المعلق "مونوريل" في مصر. وما هي المشاريع التي نُفذت خلال عامي 2017 و2018؟
تشهد جمهورية مصر العربية تقدماً كبيراً في مجال وسائل النقل العام، نظراً لتزايد عدد سكانها وخاصة في القاهرة، ويعتبر مشروع القطار المعلق "مونوريل 6 اكتوبر" من المشاريع الأساسية والحيوية في مصر، يبلغ طوله حوالى 94 كلم، يربط شرق القاهرة بغربها، ويؤمن ربطاً وتكاملاً ما بين خطوط القطار السريع، المترو والقطار الكهربائي. بلغت الكلفة الإجمالية لتنفيذ هذا المشروع حوالى 3.5 مليارات دولار أميركي، ويتضمن 33 محطة ما بين محطة علوية، أرضية أو تحت الأرض. في عام 2017 ، تمّ تلزيم الشركة مشروعاً ذا أهمية مماثلة ولكن بحجم دراسات هندسية بقيمة عالية، وهو مشروع القطار الكهربائي(LRT) في مدينة السلام، بلغت كلفته الإجمالية حوالى 1.2 مليار دولار وطوله حوالى 70 كلم ويشتمل على 11 محطة.
لماذا اختارت وزارتا الإسكان والنقل في مصر شركة "خطيب وعلمي" لتولي الأعمال الاستشارية؟
وضعت وزارتا الإسكان والنقل في مصر ثقتهما في الشركة لما لها من خبرات واسعة في مجال هندسة النقل ومجمل الاختصاصات الهندسية في المشاريع المماثلة والمنفّذة في الدول العربية والخليجية. لذلك، تمّ اختيارها لأعمال الدراسات والإشراف على المشروعين أعلاه، وبالتالي قامت بتصميم عدد كبيرمن مشاريع القطارات لاسيما في دول الخليج، وعلى سبيل المثال لا الحصر: قطار المشاعر المقدّسة، القطارالسريع بين مكة المكرمة ومدينة جدة والمدينة المنورة، والقطار الذي يربط شمال وجنوب المملكة العربية السعودية بطول يبلغ حوالى 2400 كلم.
كم يبلغ إجمالي قيمة التداول في السوق الخارجي واللبناني؟
بلغت قيمة الأعمال التي نفذتها الشركة في السوق الخارجي حوالى 400 مليون دولار أميركي ويمثل السوق اللبناني منها نسبة 4 إلى 5 % تقريباً.
في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة، ما هي حصّة لبنان من حجم أعمال شركة "خطيب وعلمي"؟
كشركة لبنانية- عالمية ينصبّ اهتمامنا على المشاريع الإستراتيجية والحيوية الكبيرة منها مشاريع الطرق الرئيسية، المرافئ، الجسور، الأنفاق، التخطيط المدني، الأبراج السكنية، المطارات والمشاريع السياحية. أما حالياً فنقوم بأعمال دراسات تطوير مرفأ بيروت والمدن الصناعية في طرابلس، ودراسة تحسين الأتوستراد العربي الذي يربط لبنان مع سوريا وبقية الدول العربية .
هل ستتأثر التحويلات المالية من دول الخليج إلى لبنان في ظل هذه الأزمة؟
رغم كل الأزمات التي مرّ بها لبنان في السنوات الماضية، إلاّ أننا ما زلنا صامدين وتخطّينا كافة الصعاب وسنبقى على تفاؤلنا وإيماننا بقدرة هذا الوطن على مواجهة كافة العقبات والمشاكل، ونؤكد بأن التحويلات المالية من دول الخليج الشقيقة إلى لبنان لن تتأثر، خصوصاً أن تلك الدول تكنّ للبنان كل المحبة والتقدير.
ما هي المشاريع الجديدة التي ستنفذها الشركة في مجالي الطاقة النفطية والمياه في لبنان؟
لدى شركة "خطيب وعلمي" خبرة طويلة في مجالي الطاقة النفطية والمائية وهي من أوائل الشركات التي عملت في هذا المجال سواء في لبنان أو في العالم العربي. تعمل الشركة حالياً على عدّة مشاريع منها: الانتهاء من سدّ بلعة على نهر الجوز وسدّ جنة على نهر ابراهيم، إنهاء دراسة حماية نهر الليطاني، دراسة مشروع حيوي في لبنان عبر حقن وإعادة المياه إلى باطن الأرض في الجنوب، البقاع الغربي وراشيا، وقد قامت سابقاً بإعداد المخطط الإرشادي للمياه في بيروت وطرابلس. أما بالنسبة لمشاريع الطاقة النفطية فإن الخبرات المتراكمة للشركة منذ أكثر من أربعين عاماً مع شركة "أرامكو"، أهم شركات النفط في العالم، ساعدتنا في إعداد ودراسة العديد من المشاريع النفطية في الدول العربية والخليجية. فهدفنا الأساسي اليوم البدء بأعمال التنقيب على النفط والغاز في البلوكات التسعة المحددة بمساعدة هيئة إدارة النفط، لأن أي تأخير في هذا المجال سيولد مخاطر كبيرة على ثروتنا النفطية من الدول المجاورة.
ما هي أبرز المخططات التنظيمية للتنمية التجارية والاقتصادية التي تتحضّر لها الشركة في لبنان والخارج؟
تقوم الشركة في نهاية كل عام، وعلى غرار معظم الشركات العالمية، بإعداد خطط سنوية ومستقبلية لتقييم أسواق العمل التي تتواجد فيها الشركة والأسواق الجديدة التي سيتمّ استهدافها، من أجل تقييم الجهاز البشري العامل ومدى الحاجة إلى زيادته، فضلاً عن اتخاذ الخطوات اللازمة لمواكبة التطور وتوسّع الشركة.
هل ستشارك شركة "خطيب وعلمي" بإعادة إعمار سوريا؟ وكيف ستساهم في ذلك؟
نحن كشركة لبنانية وعربية علينا واجب أخلاقي ومهني في المساهمة بتنمية وإعمار كافة الدول العربية على غرار المساعدة في إعادة إعمار لبنان بعد الاجتياح والاعتداء الإسرائيليين عامي 1982 و2006، والمساهمة أيضاً في إعادة إعمار العراق، لذلك فلن نتوانى عن تقديم المساعدة في إعادة إعمار سوريا.
هل اطلعتم على مشاريع البنية التحتية الواردة في اتفاقية 'سيدر' وهل سيكون لكم دور في تنفيذ البعض منها ؟
اطلعنا على المشاريع المطروحة في مؤتمر "سيدر" التابعة لقطاعات النقل، الطاقة والمياه، البيئة والاتصالات، وشاركت العديد من الإدارات والوزارات في إعداد وتحضير المشاريع الواردة في برنامج "سيدر" منها رئاسة مجلس الوزراء، وزارة الأشغال والنقل، وزارة الاتصالات، وزارة البيئة ومجلس الإنماء والإعمار. من الإصلاحات المطلوبة في هذا البرنامج: إصلاح قطاع الكهرباء والمياه والنقل لخفض الدين العام المرتبط بجزء كبير بديون الكهرباء، خفض الإنفاق ووقف التوظيف العام وإعادة النظر بالنظام التقاعدي لموظفي القطاع العام، زيادة الإيرادات عبر تحسين التحصيل الضريبي، تعديل النظام الجمركي بما يؤمن مرونة في دخول وخروج السلع من لبنان، الاعتماد على التحكيم الدولي، وتوقيع مراسيم التخصيص والشراكات مع القطاع الخاص.أما بالنسبة للمشاريع الأساسية ضمن هذا البرنامج فهي:إنشاء طريق سريع بين خلدة ونهر ابراهيم، إعادة تنظيم كل من مطار رفيق الحريري الدولي، مطار رينيه معوضوالمرفأ السياحي في جونيه، إقامة مرفأ جديد في صيداوغيرها من المشاريع الإنمائية والاجتماعية.من الطبيعي أن يكون لشركتنا دور أساسي في دراسة وإدارة العديد من هذه المشاريع التي نأمل أن تعود بالفائدة على الوطن والمواطنين، ويجب أنّ لا ننسى الدور الرئيسي الذي قام به الرئيس الشيخ سعد الحريري، وسعيه الدائم لإنجاح المؤتمرات الدولية الاقتصادية ووقف الانهيار الاقتصادي، بالإشارة إلى كلامه مؤخراً وتركيزه على أهمية برنامج "سيدر" وما سينتج عنه من تحسين عجلة الاقتصاد.
هل تعتبر أن مؤتمر "سيدر" سينجح في إعادة التوازن الاقتصادي وتحريك عجلة النمو؟
رصد مؤتمر "سيدر" مبلغاً يفوق الـ 11 مليار دولار أميركي سيتمّ صرفها على مشاريع اجتماعية، تنمويّة وبنى تحتيّة، وضخّ مثل هذا المبلغ الضخم سيؤدّي حتماً إلى تحريك العجلة الاقتصادية، إعادة التوازن الاقتصادي، وخفض النّفقات غير الضروريّة مع التّركيز على العمل بشفافية وصدقيّة عند اختيار المشاريع وتلزيمها .
هل تفي خطة "ماكينزي" بالغرض بالنسبة للاقتصاد اللبناني؟
نأمل أن تضع شركة "ماكنزي" خطة اقتصادية ناجحة تؤدي إلى تحسن الوضع الاقتصادي اللبناني، علمًا أننا حتى الآن لم نطّلع على هذه الخطّة أو بعض بنودها، ولكن من تعاملاتنا السابقة مع "ماكنزي" نتمنى أن تستطيع إنقاذ الوضع الاقتصادي في البلد.
كيف تنظرون إلى مستقبل شركات الهندسة والمقاولات العربية في ظل المنافسة مع الشركات العالمية العاملة في هذا المجال؟
أصبح العديد من الشركات اللبنانية والعربية في عداد الشركات العالمية، ومعظم مهندسيها وخبرائها تخرجوا من جامعات أوروبية أو أميركية معروفة على مستوى العالم، مع العلم أنّنا والعديد من هذه الشركات نقوم بتطوير الإمكانيات الفنية للكوادر البشرية العاملة، من خلال دورات وورش عمل متخصّصة تتمّ المشاركة بها. فبالتّالي، أصبحت الشركات اللبنانية والعربية منافساً فعليّاً للشركات الأجنبيّة العاملة في مجال الهندسة والمقاولات.
لو تمّ ترشيحكم لمنصب وزاري في الحكومة، ما هي الحقيبة الوزارية التي تختارها؟ ما هو أهمّ ملف تعمل عليه؟ وما هي الاقتراحات التي تقدّمها للحكومة العتيدة؟
لا تنحصر خدمة الوطن بوظيفة إدارية أو بحقيبة وزارية، وبرغم أن شركة "خطيب وعلمي" أصبحت عالميّة، لكننا حريصون دائماً على أن يبقى مركزها الرّئيسي في قلب لبنان، علماً أنه لدينا أكثر من 35 فرعاً في العالم. برأيي، تعدّ هذه الفروع خدمة وطنيّة، لأنّنا نقوم بتوظيف الخبرات العالمية المكتسبة من الخارج لتطبيقها على مشاريعنا في لبنان لتحسين نوعيتها. لكن هذا الأمر لا يعني انتقاصاً من قيمة الوزارة أو الوزير بل يُعتبر واجباً وطنياً وتكليفاً وليس تشريفاً، وعلى الوزير أن يكون في خدمة الوطن والمواطن. وهنا، أود التعقيب على كلام الرئيس سعد الحريري بأن الهمّ الأساسي حالياً هو الشق الاقتصادي ونحن مستعدون للتعاون معه من أجل تطويره وتحسينه والترفع عن المصالح الشخصية من اجل المصلحة الوطنية العامة.
تعليقات الزوار