في زمن تتغيَّر فيه القيم وتنقلب الأدوار وحيث باتت تربية الأطفال لدى البعض عبئاً يحدّ من طموح المرأة، يعزِّز الغرب الأم ويمنحها الكثير من الحوافز الإجتماعية والمهنية كافة بينما لا تزال حقوقها منتقصة وغائبة في عالمنا العربي ولا نتحدَّث هنا عن شعار مساواة لم يحقِّق من رفعه أيّاً من بنوده، وما يلفتنا هو إصرار النساء المشهورات في الغرب على التبَّني وإنجاب الأولاد والسعي الى تأسيس عائلة رغم المشاكل التي تسبِّبها مهنتهنّ على صعيد عدم الاستقرار والسفر والتحدِّيات والأضواء فكيف يكون أثر ذلك على الأطفال؟
قد يقول البعض إنهنّ يقلّدن بعضهنّ ويفسرها آخرون على أنها غيرة، إنما بحسب آرائهنّ تبقى الأمومة من أهم الأدوار التي أدّينها في حياتهنّ. فماذا تقول "انجلينا جولي"، "ميغ رايان"، "شارون ستون"، "جوليا روبرتس"، "بريتني سبيرز" و"سيلين ديون" عن تجربتهنّ مع الأمومة؟ وهذه المقتطفات مقتبسة من أكثر من لقاء صحفي عن أهمية هذا الدور في حياة كل امرأة.
"انجلينا جولي":بكثير من الفخر تتحدث عن أولادها، وتقول: "أشكر أمي لأنها علمتني أن أكون أماً صالحة تستمع لأولادها، فالأمومة دور رائع، يُملي علينا حياتنا ويعطيها معنى أكبر لأن الشهرة والثروة لا تكفيان، لتحقيق أحلامنا". أمّا إصرارها على تبني الأولاد من مختلف أنحاء العالم فيأتي ليس انطلاقاً من حبها للأولاد فقط إنما لتؤكِّد على أن كل طفل يستحق أن يعيش في كنف عائلة تحميه وترعاه، وتصف أطفالها بأنهم بسرعة يتأقلمون مع كل الظروف المحيطة بهم، فهم يستطيعون التكيُّف والعيش في خيمة كما لو أنهم في قصر أو فندق، فهم منسجمون مع بعضهم بعضاً، أما شهرة والديهم فلا تؤثر عليهم فهناك قواعد أساسية منها عدم مشاهدة التلفاز أو أي برامج لا تتناسب وأعمارهم، وتوجيههم نحو النشاطات الرياضية والثقافية كافة... وتردّد انجلينا دائماً: "الأولاد يعلموننا الكثير، يكفي أن نستمع إليهم".
ميغ رايان":تخلَّت عن الكثير من الفرص والأدوار لتبقى بجانب ابنها، فبرأيها لا شيء يعوّض عن وجود الأم في حياة الطفل، فكانت تصطحبه أحياناً كثيرة معها الى العمل لتبقى معه، تلاطفه وتلاعبه وتقتطع من أوقات عملها حتى تشعره بالاهتمام الدائم، وفعلاً يقول ابنها جاك إنّ والدته كانت بقربه دائماً وكان يُسرّ بصحبتها، وهو عشق التمثيل علماً أنه لم يكن يشاهد أفلامها، ويصفها بالأم الحنونة والمميزة.
"شارون ستون":هي من أشهر الوجوه السينمائية تقول :"المدهش عندما أكون أماً، أستطيع أن أشغل وقتي كله"، فالأولاد يضيفون الكثير من الحيوية على الحياة حتى مهنياً يساهمون في تميزها، والإنتقال الى وظيفة التمثيل أمر عادي جداً ولا صعوبة، لأنها تحب الأطفال ومن هنا لجأت الى التبنِّي، فكل أم تستحق التقدير لما تقدِّمه من تضحيات برأيها.
"جوليا روبرتس":تقول :"إنَّ الأسرة هي حياتنا الحقيقية، وأن أكون أماً ونجمة أمر لا يرهقني، فالمرأة تستطيع تأدية أكثر من عمل في الوقت نفسه". جوليا لا تريد لأولادها أن يعيشوا أجواء الشهرة بل تتركهم على سجيتهم بعيدين عن حياة الترف أو الأضواء.
"بريتني سبيرز":رغم مشاكلها القديمة مع الإدمان وعلاقاتها العاطفية إلاّ أنّها ربحت الدعوى لحضانة أطفالها وتقول:" نتعلَّم أكثر في كل مرحلة من حياتنا، وأولادي لا أتخلَّى عنهم مطلقاً، وإن واجهت بعض المشاكل إنَّما اليوم أحاول التعويض عمَّا فاتهم". لا تخشى بريتني من تعرّض أبنائها للأضواء وإن كانوا يُدهشون من شهرة والدتهم إلاَّ أنَّهم يشجعونها حتى انهم يشاركونها الرقص على المسرح، وهي لا تعترض على ذلك. صورة 5
"سيلين ديون":النجمة المتألقة دائماً، فكما عاشت الأجواء الأسرية الصحيحة فإنَّها تربّي أبناءها على ذلك وإن كانت الشهرة وجولاتها الفنية قد تربكان حياة أطفالها كأن يغيب ابنها عن المدرسة عندما تسافر. تقول سيلين :"إنّ هذا الخيار أفضل من أن أكون بعيدة عنهم ولا أحب مفارقتهم لحظة، وأريدهم بجانبي دائماً حتى أستطيع العمل والنجاح".
إذاً، الشهرة والثروة لا تكفيان النساء، فالأمومة هي الوظيفة الأجمل برأيهنّ، ودونها لا استقرار ولا توازن، وإن كانت كل واحدة تتبع اسلوباً مختلفاً في التربية، فهذا لا يمنع من أن تكون ناجحة بكل أدوارها.
تعليقات الزوار