نشأت في أسرةٍ تحمل بذور الفنّ الغنائي وتقدّره، فامتلكت أذناً موسيقية وتقرّبت أكثر من الألحان والطرب الأصيل. تعلّمت أصول الغناء منذ الصغر وتمتّعت بموهبةٍ وخامةِ صوت مخملية. لم يتسنّ لها دراسة كل الفنون لا سيما المسرح فرجحت كفة الغناء ودخلت هذا المجال من بابه الواسع. تابعت دراسة الموسيقى في الكونسرفتوار الوطني بهدف صقل موهبتها وتطوير صوتها العذب، وثابرت لتحقيق حلمها باحتراف الغناء وتأدية رسالتها بإحساسٍ مرهف. إنها أيقونة الفن المطربة جوانا الملاح التي بدأت مشوارها الفني في نهاية العام 1992عندما شاركت في برنامج "استديو الفن" عن فئة الأغنية الفلكلورية وحازت على الميدالية الذهبية.
إشتركت في بعض المسابقات الفنية وفازت بها، وأحيت العديد من الحفلات والمهرجانات في دول عربية وأجنبية عدّة. تحدثت جوانا الملاح في كل إطلالة إعلامية لها بكل عفوية وحب، لأنها شخصية متواضعة، حنونة، وحساسة وكل هذه الصفات خوّلتها الغناء بإحساس مرهف وصل لكل محبيها.
أطلقت في العام 1994 ألبومها الأول "على كل بهواك"، وفي العام 1995 وقّعت عقداً مع شركة "روتانا" للصوتيات التي أنتجت لها 3 ألبومات والعديد من الفيديو كليبات الحصرية. وبعد انتهاء عقدها مع روتانا، وقّعت جوانا عقداً جديداً مع شركة "ريناد" السعودية وأنتجت ألبوماً واحداً بعنوان "عليك عيني" في العام 2001، وقد لاقى هذا الألبوم نجاحاً باهراً وما زال الجمهور العربي يردّد هذه الأغاني حتى اليوم. أما في العام 2003 فقدّمت أغنية منفردة "ما تغيب عنّي بشتقلك". وفي العام 2006 أصدرت ألبوماً جديداً بعنوان "حتفضل في قلبي" من إنتاج شركة "ميلودي"، تعاونت فيه مع أهم الشعراء والملحنين.
خلال حرب تموز 2006، قدّمت المطربة جوانا الملاح أغنية وطنية مصوّرة بعنوان "لبنان يا لبنان" تضامناً مع أبناء وطنها وقد نالت هذه الأغنية شعبية وانتشاراً كبيراً. في شهر رمضان المبارك 2008 فاجأت جوانا جمهورها بأغنية دينية بعنوان "الله يا رَحمَن"، وفي العام 2011 أصدرت أغنية منفردة بعنوان "العطاء" تناشد فيها العالم من أجل أطفالٍ يعانون من الحرمان والجوع والفقر، ولأنّ الفن رسالة سامية بنظرها كانت هذه اللفتة الإنسانية لنشر رسالة هادفة تصل إلى ضمائر الزعماء للإلتفات إلى مصير هؤلاء الأطفال المحرومين.
لم تدفع النجمة جوانا الملاح "ضريبة الشهرة" بل عاشت حياة بسيطة وهادئة جداً خالية من "سنفونية" المشاكل والخلافات مع باقي المطربات في الوسط الفني. فكوّنت شخصية محبوبة وتميّزت بإطلالات ساحرة، فأحبّها جمهورها لبساطتها ولجمالها الطبيعي إلى جانب أسلوبها الراقي و"النظيف" في تأدية رسالتها الفنية، فأصبحت بذلك من أعمدة الفن الأصيل.
تعد جوانا الملاح جمهورها بأغنية مميزة ستطلقها قريباً لأنّ محبيها ومتابعيها مشتاقون إلى صوتها العذب وفنّها الراقي.
تعليقات الزوار