يواصل المصمم فراس ابو حمدان تألقه في ابتكار أرقى الأزياء في "دار ازيائه الخاص"، فلم يكتف بتصاميم الـ Haute Couture بل وسّع نشاطه باتجاه الألبسة الجاهزة تلبية لجميع السيدات حتى يجدن تصاميم متنوعة بسرعة تليق بمناسباتهم الإجتماعية المختلفة.

برزت مجموعتك الأخيرة بخطوطها وألوانها الصيفية الفرحة، فماذا عنها؟

أردت من هذه المجموعة أن تبرز الرقي في الموضة والتفنّن في الخياطة وفق خط جديد يعتمد البساطة في الشكل والبراعة في التفصيل ليظهر الفستان أنيقاً خفيفاً مشغولاً بحرفية من دون تكلُّف ويتماشى مع "ستايلي" الذي بدأت به ولا أزال. ولقد عملت على الأقمشة الحريرية و"الموسلين"، وانطلقت من خمسة ألوان تبدأ بالأصفر، "البيج"،"السومون" والأسود وتنتهي بالأبيض لفساتين الأعراس حيث صمّمت خمسة موديلات نظراً للطلب الكبير في هذا الصيف.  

لكن من الملفت رواج الألوان الصارخة التي تشبه الأوضاع في البلد، لم وقع اختيارك على تلك الألوان؟

الموضة تعبّر عن نفسها وهي تخرج من موسم لآخر كما فصول السنة، وهذه الألوان تعبر عن رغبة قوية في الخروج من حالة لأخرى وهو الملل الكبير من الألوان الشتوية الداكنة، ففصل الشتاء كان طويلاً هذا العام، وعموماً إن اللبنانيات جريئات ويعشقن الأزياء ويجرّبن كل شيئ خاصة أن حب الظهور والتمايز عن غيرهنّ لهو أمر اعتدنا عليه.

أمام تحدي الذات في المزيد من الابتكارات وبين مسايرة الموضة، فماذا يختار فراس؟

أعتقد أن الإبداع الحقيقي في البقاء ضمن قواعد الموضة بمختلف مواسمها، والتمايز من خلال الرسومات والأشكال وتنفيذ التصاميم، وهذا ما اختاره، واليوم نتبع جميعاً مسار الموضة بحيث نعيد خياطة الرسومات من مختلف الحقبات الماضية برؤية عصرية، وأما الجرأة في التصميم فهي مطلوبة إنما نفشل عندما لا نجد أحداً يرتديه، فمهمتنا خياطة ما هو جميل ويمكن ارتداؤه.

هل كان من عنوان محدَّد لهذه المجوعة؟

لم أعمل على theme معين بل حرصت على تنفيذ ما في خيالي، وأحببت أن تكون مجموعة موحدة من حيث خطوطها العريضة، وقسمت الفساتين حسب القصات، فكانت موزعة بين ثلاث فئات: flou،sirene ،  flatحتى تستطيع اي سيدة أو فتاة اختيار ما يناسبها، فقصة "السيرين" لا تتلاءم مع كل الأجسام. فالمصمم عليه أن يخرج من تأطير نفسه في كادر واحد وعليه التنويع في الأفكار والأشكال. وفي مجموعة الألبسة الجاهزة أدخلت خطاً جديداً يعتمد على tailleur مع الـbuste  والميزة في التصاميم أنها حيكت بشكل مرن تناسب الصيف من حيث الطول وخفة الوزن فأتت مريحة انسيابية خفيفة.

تتجه نحو الألبسة الجاهزة فهل هذا يعني تراجعاً في سوق الـ Haute Couture، وهل سيكون لك بوتيك خاص للعرض؟

قد يكون عامل السرعة في حياتنا يدفعنا الى اختيار ما هو جاهز، ولا ننفي أن كل المهن تتأثر بفترة من الفترات من الاوضاع الاقتصادية المحيطة، فلهذا يجب ايجاد البديل عندما يتعذر الحصول على فساتين Haute Couture. وبالتأكيد هناك مشروع في الافق لافتتاح بوتيك إنما مؤجل قليلاً، لكن بإمكان كل من يرغب زيارة مشغلي في سن الفيل، حتى ان السيدات سيستفدن من خدمات الدار الجديدة وهي تأمين الأحذية والجزادين من تصميمي وتوقيعي.

ماذا تحضر بعد نجاح مجموعتك الأخيرة؟

أعمل على تحضير عرض أزياء سيترك بصمة مميزة في الفترة المقبلة إن كان من حيث التصميم أو الأقمشة والألوان. وهذا يتطلب بعض الوقت، وقبل العرض سيكون هناك أكثر من عمل وعروضات وجلسات تصوير لأزياء متفرقة. بالإضافة الى متابعة الأعمال مع زبائني خارج لبنان خاصة في مصر حيث بات اسمي معروفاً بشكل كبير هناك.

كلمة أخيرة ...

أشكر مجلة "رانيا" وهي السبّاقة دائماً الى نشر ما هو جميل ومع تمنياتي بالتقدّم.