رئيس المجلس الأرثوذكسي اللبناني روبير أبيض رجلٌ مناضلٌ، يسعى إلى تثبيت الوجود الأرثوذكسي المستقل في لبنان. وبرغم أنه لم ينحدر من عائلة سياسية، ولم ينتمِ يوماً إلى حزب أو تيار معين، اختار أن يخوض تجربة الانتخابات النيابية ضمن لائحة "الوفاء لبيروت" بوجه جميع التيارات السياسية الحزبية، إيماناً منه بالتغيير.
من هو روبير أبيض، ولماذا قرّر خوض تجربة الانتخابات النيابية؟
أنا ابن بيروت. لبناني أولاً، وأرثوذكسي ثانياً. مستقيم الرأي، أحب طائفتي، وأسعى إلى تثبيت حضورها في الشرق الأوسط والحفاظ على دورها في لبنان. لذلك أسّستُ المجلس الأرثوذكسي منذ 5 سنوات. أما اليوم، ولأنّ التمثيل الأرثوذكسي بات محصوراً بأحزاب معينة في السلطة، ارتأيت خوض تجربة الانتخابات النيابية بهدف تمثيل الطائفة بحجمها وحضورها الفعليين، والحصول على حقي بالوجود الأرثوذكسي.
ما هو برنامجك الانتخابي؟
ينقسم برنامجي إلى شقّين، إذ أنطلقُ أولاً من قَسَم جبران تويني "نحلف بالله العظيم مسلمين ومسيحيين أن نبقى موحّدين"، وأن نبني الوطن سوياً، وأنتهي بمشروع بشير الجميّل وهو الـ10452 متراً مربعاً لبنانياً للجميع، وأعطي لكلّ تمثيل مسيحي حقه. أما ثانياً، فأسعى إلى بناء دولة مدنية تحفظ حقوق الجميع بالتساوي، على أن يكون المجلس النيابي خارج القيد الطائفي.
تتنافس في دائرة بيروت الأولى على مقعد الروم الأرثوذكس مع مرشحين بارزين، فما هي فرص نجاحك؟
فرص نجاح روبير أبيض تعتمد على العصبية الأرثوذكسية وما إذا كنّا حقاً نريد الخروج من ثنائي الأحزاب المارونية ونكون أصحاب القرار. من هنا، أعتبر أننا قادمون على معركة انتخابية تضمن وجودنا المستقل. وبرغم تعرّضي للمحاربة منذ تأسيس المجلس الأرثوذكسي حتى اليوم، فإنني مصرّ على الانطلاق من الكنيسة الأرثوذكسية وليس من أي حزب أو جهة سياسية معينة.
ما هو رأيك في القانون الجديد؟
أعتبر أنّ طريقة صنع القانون الجديد جاءت على النحو الآتي: تمّ التوافق على القانون النسبي مع إضافة جزء من القانون الأرثوذوكسي إليه، فأصبح لدينا قانون تفضيلي. أعتقد أن في جميع دول العالم لا يوجد قانون تفضيلي بل الأكثر اعتماداً هو ذلك النسبي أو الأكثري. ومع احترامي للأحزاب التي أوجدت هذا القانون، فهو سيف ذو حدّين، أي إنّه يخدمها في نقاط معينة ويؤذيها في أخرى، حيث من الممكن لهذه الأحزاب أن تخسر بعض مقاعدها جرّاء هذا القانون.
يعتبر البعض أن المجلس النيابي أصبح حكراً على عائلات محدّدة، فما هو رأيك؟
حان وقت التخلّص من الإقطاع والتبعية، فكرسيّ النيابة ليست حكراً على أحد، ويجب إفساح المجال أمام وجوه وفرص وطاقات جديدة تعمل لمصلحة البلد وشعبه. كذلك نسعى إلى تغيير في البرلمان، والمجلس الأرثوذكسي لديه حلم 14 نائباً ويترأسه مجلس شيوخ.
برأيك، ما الذي ينقص لبنان ليكون بلداً مستقراً سياسياً، اقتصادياً وأمنياً؟
أعتقد أننا إذا لم نبنِ وطننا بأنفسنا فلن يقوم أحد ببنائه نيابة عنّا. لذا اعتمدتُ شعار "لبنان قضيّتي وبيروت مدينتي". وليكون بلدنا مستقراً من جميع الجوانب يحتاج إلى شعب واحد، مع التركيز على أهمية المساواة والعدالة، وعلى العمل لإيجاد قانون واحد ضمن دولة مدنية.
برأيك، إلى أين نتجه ضمن هذا الواقع الحالي؟
أعتقد أننا نتجه إلى حرب تنافسية من أجل الوجود الأرثوذكسي.
هل ستأتي الانتخابات بتغيير في المجتمع المدني؟
أنا أسعى إلى التحالف مع المجتمع المدني، لإيماني بقدرته على التغيير، بعكس الأحزاب، التي عندما تصبح قوية، تقوم بإلغاء الدولة. وهذا ما لا نريد أن نصل إليه. برأيي، إنّ الأحزاب ممثلة بمجلسي النواب والوزراء، أي السلطتين التنفيذية والتشريعية.
إذا فزت بالمقعد النيابي، وجاء موعد انتخاب رئيس للجمهورية، فمن سترشح لهذا المنصب، ولماذا؟
لأنني أسعى إلى دولة حضارية ثقافية بامتياز، سأرشّح الأصغر عمراً، على أن يكون مثقّفاً ويملك عقلاً خلاقاً وطاقة شبابية قادرة على العطاء.
من يدعم روبير أبيض؟
لدي عرّابون، والكثير من الأصدقاء، لكن صاحب القرار هو روبير أبيض.
أخبرنا عن زيارتك الأخيرة إلى روسيا، والتي أزعجت البعض؟
نحن على علاقة وطيدة بالسفارة الروسية. فمنذ فترة استقبلنا وفداً برلمانياً عقد مؤتمراً في البيال، وكنت من الحاضرين، وألقيت كلمة شدّدت فيها على ضرورة وجود طاولة مستديرة تضمّ الجميع من دون تمييز ومن هنا، بدأنا بالتواصل مع القيادات الروسية، وبعدها توجّهت إلى مجلس الشيوخ الروسي، حيث استُقبلت بحفاوة كبيرة، كما حصلنا على تكريم وهو جرس الكنائس السبعة. قريباً سأقابل الرئيس فلاديمير بوتين على إثر تقدُّمنا بكتابٍ، شرحنا فيه وضع لبنان، وطالبنا بدعم الجيش اللبناني. وبعد أسبوع، زار السفير الروسي وزير الدفاع اللبناني واعداً بتقديم المساعدة.
تعليقات الزوار