أتمنى أن أكون وكتلتي بدايةً لطريق التغيير
المرأة اللبنانية قادرة على فرض نفسها وبقوّة
من "سوق الغرب" أعلن انطلاقة مسيرته النضالية ضدّ الظلم والقهر اللذين اختبرهما إبّان الحرب اللبنانية التي غزت قلوب الشباب بالحقد الطائفي على خلاف المبادئ التي آمن بها ودافع عنها، فلم يكن بيده حيلة سوى مغادرة البلد والتوجّه إلى الشرق. 40 عاماً في بلاد الخليج والولايات الأميركية المتحدة تكلّلت بالنجاح والانتشار، لكن الواجب الوطني كان أقوى من كل الامتيازات الخارجية،و هذا ما دفعه للعودة مجدداً إلى تراب الوطن. هو رجل الأعمال أنيس نصار المرشح عن مقعد الروم الأرثوذكس في قضاء عاليه ضمن لائحة "المصالحة". اختار خوض الانتخابات النيابية إلى جانب القوات اللبنانية إيماناً منه برسالة العيش الواحد والمصالحة الوطنية. "البرلمان" التقته، فتناول الحديث معه جوانب عدّة، أهمها البرنامج الانتخابي الذي سيسعى إلى تطبيقه بعد وصوله إلى سدّة البرلمان.
لماذا قرّرت خوض الانتخابات في هذا الوقت تحديداً؟
طُرح اسمي للمشاركة في الانتخابات مرّات عديدة، منذ عام 1992، لكنني كنت أرفض لسببين، الأول هو انقسام لبنان عمودياً إلى فريقين، وأنا لم أكن من أصحاب الاصطفاف السياسي والاجتماعي، ولا بأيّ طريقة، ولست من السياسيين الذين يظهرون على شاشات التلفزة وينطقون بالشتائم ويتصرّفون بطريقة غير محترمة. وبكلّ أسف، هذا ما كان سائداً في تلك الفترة، لذا فضّلت الوقوف جانباً بعيداً عن هذه الأجواء. أما اليوم، فقد تغيّرت الأحوال ولم يعد هذا الاصطفاف موجوداً. فأعداء الأمس أصبحوا أصدقاء، والجوّ السياسي أصبح أفضل. أمّا السبب الآخر فهو شخصي. فقد كان أبنائي في تلك الفترة أطفالاً وبحاجة إلى رعاية، أمّا اليوم فأصبحوا في الجامعات، وبات لديّ متّسع من الوقت، لذا تركت عملي في البناء ضمن مجموعة "أنيس نصار" في الخليج، وقدمت لأخدم أبناء وطني. إضافة لما سبق، أعتبر أنّ الترشّح للانتخابات واجب وطني، وأنا مقرّب من وليد جنبلاط، وموقعي في الجبل جيد.
هل للمغتربين اللبنانيين نصيب من برنامجك الانتخابي؟
في الحقيقة، لبنان بحاجة إلى المغتربين أكثر من حاجتهم إليه، لذا أتمنى عليهم ـ وأنا كنت واحداً منهم ـ أن يعتنوا بهذا البلد العريق، وأن ينخرطوا ويتجذّروا في أرضه، ولو عبر زيارته لمرة واحدة في فصل الصيف، وأن يعرّفوا أطفالهم إليه. من الممكن أن يحمل الجسد عدّة جنسيات، إلا أنّ الدّم الذي يسري في العروق هو واحد، لذا يجب أن يبقى الانتماء أولاً وأخيراً لبلد الأرز. فربما يتحسّن لبنان مستقبلاً فيمكن لأبنائه العودة إليه، والعمل فيه.
أنت موجود ضمن لائحة تحالف (جنبلاط – المستقبل – القوات)، والتي يرى البعض أنّ فوزها شبه محسوم، فعلى ماذا استندت هذه المعطيات؟
لا شيء محسوم وفق القانون الانتخابي الجديد، ويجب ألا ننسى الصوت التفضيلي. لكن المؤكد أن هذه اللائحة ستحصل على أصوات جيّدة. وتشير الإحصائيات إلى احتمال فوزي بنسبة كبيرة، فأنا ضمن كتلة القوات اللبنانية، ودخلت الانتخابات للمرّة الأولى، ولديّ حيثيّات واضحة على الأرض، ونتمنى خيراً إن شاء الله.
برأيك ما هي المجالات التي يمكن للمرأة اللبنانية المساهمة فيها ضمن المجلس النيابي، وهل تستطيع فرض نفسها في العمل التشريعي؟
أعتقد بأن المرأة اللبنانية قادرة على فرض نفسها في معظم الأحيان وبطريقة أفضل من الرجل. فهي بطبيعتها صادقة وأمينة، وليست بحاجة لمن يفرضها كنائبة في البرلمان، وإنما يجب تطبيق مبدأ المساواة، فيتمّ انتخابها كالرجل تماماً، إلا أن المجتمع الذي نعيش فيه لا يسمح بهذا الأمر. لذا، أنا مع الكوتا النسائية مؤقتاً، ريثما تدخل المرأة إلى المجلس وتُظهر قدرتها وقوتها في العملين السياسي والتشريعي. بعد ذلك، يجب إلغاء مبدأ الكوتا، لأنّ استمراره ينتقص من جوهر وذكاء المرأة.
ما هو رأيك في قانون الانتخابات الجديد، وهل أنصف جميع الأطراف؟
هذا القانون أنصف الجميع إلى درجة معيّنة، إلا أنّ الثغرة الوحيدة هي عدم إمكانية المرء الترشّح منفرداً، وإنما يجب عليه الانخراط ضمن حزب أو تيار أو لائحة ما. فنحن نعيش ضمن بلد مسيّس، وإن لم يكن للشخص توجّه ما فلن يتمكّن من الترشّح.
ماذا ستقدّم لمنطقتك؟
سأتابع ما بدأته من أعمال في البنى التحتية، وسأركّز على جوانب عدّة، منها الصحة، والتعليم. فلو لم نكن شعباً متعلّماً ويملك درجة وعي كبيرة، لكنّا اليوم نعيش في المخيمات ضمن بلد ما. وهنا، أشير إلى أنّ الجامعات الخاصّة جوهرة هذا القطاع في لبنان والوطن العربي. كذلك، سأركز على الإسكان عبر مشاريع سكنية في قضاء عاليه، ليتمّ إغلاق ملف المهجّرين بشكل نهائي. فبكلّ أسف، نحن في عام 2018، وما تزال هناك وزارة تُعنى بهم بعد 35 سنة على قضية التهجير.
هل ستأتي بتغيير في المجتمع المدني؟
التغيير آتٍ لا محال، سواء بوجودي أو بعدمه، وأتمنى أن أكون وكتلتي بدايةً لطريق التغيير. فلم يعد من الممكن إكمال المسيرة بما نحن عليه اليوم. كعضو مستقبلي إن شاء الله، ضمن كتلة القوات اللبنانية، سندخل المجلس النيابي بما يزيد عن 15 نائباً، ولدينا حلفاء في الجبل، وسيكونون إلى جانبنا في أيّ مشروع سنقوم به.
هل أنت مع استقلال السلطة القضائية لمكافحة الفساد؟
علّة العلل هي الفساد ويجب معالجتها. وأنا طبعاً مع استقلال السلطة القضائية التي تعدّ ضمن القانون كذلك، إلا أن تدخّل السياسيين المستمرّ في تعيين القضاة وفق الأحزاب لا الكفاءة هو ما يساعد على استمرار الفساد، وهذا ما يجب إصلاحه.
هل أنت مع انتخاب نواب من الشباب يحملون فكراً جديداً، أم مع رجال أكسبهم العمر خبرة سياسية وحكمة في اتخاذ القرارات؟
ليس بالضرورة أن يكون فارق العمر دليلاً على الخبرة والمعرفة. بالنسبة لي، أنا سأصوّت للجيل الجديد، ومن ضمنهم المرأة. ومع احترامي وتقديري للجميع، فالجيل القديم استُهلِك، وتمّت تجربته. وكما يقول المثل: "اللي بجرّب مجرّب بكون عقلو مخرّب". وهذا لا يعني أنهم جميعهم غير جيّدين وكفوئين، ولكن يجب إفساح المجال لضخّ دم جديد في البرلمان.
ماذا تعلّمت من والدك؟
كان والدي سائق تكسي، ولم تسنح له الفرصة للتعلّم. فهو وُلِد زمن الحرب العالمية الأولى عام 1906، وبرغم ذلك استطاع تنشئتنا ـ أنا وإخوتي ـ وحرص على تعليمنا. تعلّمت من والدي الكثير كأن أحافظ على طريق مستقيم في أيّ عملٍ أخوضه، وورثت عنه الكرم. فمنزلنا كان وما يزال مفتوحاً للجميع. فبعد عودتي من بلاد المهجر، عملت على ترميم المنزل، وأطلقت عليه اسم خوضه"دار المحبة".
هل تعتقد بأننا نشهد تجديداً للرئيس نبيه بري؟
أعتقد ذلك، فنحن ضمن نظام طائفي، وهذا المنصب للطائفة الشيعية الكريمة، وهو متمكّن في طائفته.
ماذا تقول للدكتور سمير جعجع؟
هو صديقي، وهناك عمرٌ بيننا، وأشكره لأنّه وضع ثقته بي، فهو الشخص الذي طلب منّي الترشّح. وعندما سألته ما هو المطلوب كان جوابه: "لديّ ثقة بك، وفي قدرتك على التغيير. فأنت ابن الجبل، والمطلوب منك العيش الواحد، والمصالحة التاريخية، والإنماء". من جهتي، أقول له: "إنني سأحمل الأمانة، وسأعمل على تحقيقها بكلّ ما أوتيت من قوة. وإن فشلت فسيكون لديّ الشجاعة للظهور عبر وسائل الإعلام للاعتراف بفشلي، ولن أترشّح مجدداً".
تعليقات الزوار