منتج ومخرج لبناني بدأ منذ الصفر حتىّ سطع اسمه في سماء لبنان، من خلال أعماله الدرامية التي تجسّد الواقع اللبناني وتلامس الجمهور. حصد نجاحات كثيرة، وحصل مسلسله "الأرملة والشيطان" على المرتبة الاولى بحسب إحصاءات STAT IPSOS. إيلي سمير معلوف يصف لنا واقع الدراما اللبنانية في ظلّ اجتياح المسلسلات التركية بالإضافة إلى أعماله الجديدة.
العديد من المسلسلات نُفذّ بطريقة محترفة. ما العامل الأساسي الذي جعل مسلسل "الأرملة والشيطان" يحتلّ المراتب الأولى على STAT IPSOS؟
ساهم عملاق الكتابة اللبنانية مروان العبد مع شركة الإنتاج، بالإضافة إلى الحبكة والممثلين بنجاح هذا العمل. جميع مسلسلاتي التي ظهرت على"LBC" حصرياً حصدت جمهوراً كبيراً و"الأرملة والشيطان" حصد أكثر بحسب إحصاءاتSTAT IPSOS . وأؤكد أن مسلسل "رجل من الماضي" عام 2000 حصد نفس الجمهور وأيضاً "خطايا صغيرة"، "ورود ممزقة"، "شيء من القوة"، "للحب وجه آخر" ، "يارا" حصدت جمهوراً عالياً. لكن مع الوقت يتطوّر الإنسان. الخبرة تلعب دوراً كبيراً حتى لو كان الإنسان يعمل بإحترافية.
مسلسل "وداعاً" الذي يتناول سقوط الطائرة الأثيوبية ماذا تخبرنا عنه؟
كان هناك فكرة لعرض "وداعاً" في الذكرى السنوية لسقوط الطائرة المؤسف في 25/1/2010 لكن فكرة العرض تأجلت ولا أعلم متى ستعرضهLBC . يحكي المسلسل عن مأساة الناس الذين ماتوا بأبشع الطرق خلال حادثة سقوط الطائرة، ويتألّف من سبع إلى اثنتي عشرة حلقة. وهو من كتابة أنطوان بيضون ومن إنتاج Phoenix Pictures International وإخراج الصديق يوسف شرف الدين. يجمع المسلسل عدداً كبيراً من الممثلين: فادي ابراهيم، بيتر سمعان، فيفيان انطونيوس، مازن معضم، مجدي مشموشي، خالد السيد، نغم ابو شديد، هيام أبو شديد، مي صايغ، وليد العلايلي، لورا خباز، جويل الفرن.
ماذا عن التعامل مع أهالي الضحايا؟
لدينا نماذج لعائلات كانت على الطائرة وخسرت أفراداً منها، وحصلنا على موافقات خطية من خمس عائلات لأهالي الضحايا الذين نعالج قصتهم قبل وبعد وأثناء الأزمة. لم يتطرّق المسلسل إلى تقنيات وقوع الطائرة وأسبابها بل اتجهنا أكثر الى مشاعر الناس. وعالجنا قصص العائلات الخمس، وهي: مصطفى أرناؤوط من الجنوب، خليل الخازن من كسروان، ألبير عساف من البترون، أسعد الفغالي من وادي شحرور، زياد قصيفي، هيفا وزني وهيفا الفرّان.
ما هي المعوقات التي واجهتكم أثناء التصوير؟
كان من المفترض أن يبدأ هذا العمل منذ سنتنين عندما اشتريت النص، ولكن أخذ موافقة المسؤولين الرسميين الذين سيقطعون في المسلسل من الأرشيف بشخصياتهم الصحيحة مثل فخامة رئيس الجمهورية، رئيس مجلس النواب، رئيس مجلس الوزراء، وزير الأشغال، وزير الداخلية وقائد الجيش وذلك بعد موافقة الأمن العام، تطلّب وقتاً. واليوم نحاول قدر المستطاع أن نأتي بشخصيات تشبه هؤلاء الضحايا.
ما تكلفة هذا المسلسل؟ وهل ساعدكم أحد ؟
أماكن التصوير وعدد الممثلين الكبير كانت كلفتها عالية ولم يوجد أحد لم يساعدنا. بالطبع لن أربح منه المال لأننا نبيعه مثله مثل أي مسلسل آخر. جرى تصويره كاملاً في لبنان إلا بعض المشاهد التي صُورت في مستشفيات أثيوبية.
ما تخبرنا عن مسلسل "عندما يبكي التراب" المعروض على الشاشة ؟
ذهبنا فيه إلى واقعنا اللبناني القديم والإقطاعية المتحكمة بالفقير ضمن حبكة درامية تجمع الشخصيات كلّها ببعضها. أعتبره من الأعمال الضخمة الكبيرة التي أتعبتني، لأنّ تصويره استغرق ثمانية أشهر. يدور في عدة أماكن ويجمع أكثر من 150 ممثلاً، ويمتد على 45 حلقة. وأتوقع له نجاحاً يشبه نجاح مسلسل "ورود ممزقة" و"خطايا صغيرة".
الإنتاج فنّ وليس تجارة
ما الذي تفضّله أكثر، الإنتاج أو الإخراج؟
الإثنان لهما ميزتهما، ولكنني أعتبر المنتج الفعلي فناناً، فهو الذي يقوم بالـ casting ويقرر من المخرج. وكوني منتجاً محترفاً وهذه مهنتي الأساسية، فالإنتاج برأيي هو فنّ وليس تجارة كما هو متعارف عليه.
هل تشّجع المواهب والوجوه الجديدة ؟
تعاملت أكثر من مرة مع كتّاب جُدد مثل فيفيان أنطونيوس ولورا خباز، وتصحّ عليهما المقولة أنّهما جديدتان لكن خبرتهما بالنسبة لي خبرة محترفين. وتعاملنا سوياً في مسلسل "إلى يارا" التي كانت التجربة الأولى لهما في الكتابة. بدأنا تصوير مسلسل ثانِ من كتابتهما اسمه "شوارع الذل" يعالج قصة الأولاد الذين يشحذون على الطرقات وهو من تمثيل فيفيان أنطونيوس، لورا خباز، بديع أبو شقرا، خالد السيد، مجدي مشموشي، نغم أبو شديد، كميل متى ومجموعة كبيرة من الممثلين.
لماذا نرى نفس الوجوه في أعمالك؟
الممثلون قليلون في لبنان، لذلك الأسماء المطروحة في المسلسلات هي نفسها، لكن في كل مسلسل وجوه متنوعة مثل يورغو شلهوب وكارول الحاج اللذين لم يعملا معي منذ سنوات، والآن هذا التعامل هو الثاني معهما. أما مجدي مشموشي فهو أكثر ممثل ثابت معي، بسبب نجوميته والصداقة التي تجمعنا. كما يوجد ممثلون يلمع نجمهم في الوقت الحالي مثل طوني عيسى الذي ظهر معي في "الأرملة والشيطان" والآن في "عندما يبكي التراب" وسيكون معي في "إلى ياسمينا".
برأيك من هي أفضل ممثلة شابة على الساحة اللبنانية؟
لا أدخل في التسميات لأنّ هذه التسمية خطأ للأسف، لأنّ مهنة التمثيل تتوافق مع المثل القائل "لكل زمان رجال". اليوم تقوم ممثلة بدور يحقق لها نجومية وبدور آخر يُبقيها في مكانها.
مع من ترتاح في العمل؟
لا لزوم لأن نصنّف الممثلين، الكل فيه الخير والبركة. هناك ممثل تأتيه فرصة يستطيع أن ينجح فيها، وهناك ممثل لا تأتيه الفرصة.
المسلسلات التركية عاصفة وستزول
لماذا لا نراك في المجال السينمائي؟
هناك أسباب كثيرة كانت تمنعنا في الماضي من الإقتراب من السينما اللبنانية لأنها تتطلب مالاً وفيراً، الأمر الذي عيّش السينما اللبنانية مخاضاً طويلاً عريضاً. ولكن الآن مع وجود التكنولوجيا الجديدة وتصوير الفيلم السينمائي على طريقة الـ digital انخفضت الكلفة. أحضّر لشيء للسنة القادمة. السينما هي مجالي وقد ساهمت بـ 77 فيلماً سينمائياً كمساعد مخرج.
ما رأيك بموجة المسلسلات التركية وما الحلّ للحدّ منها؟
برأيي مع الوقت سوف تتلاشى العاصفة التركية كما المكسيكية. واليوم مع كلّ النجاح الذي تحققه الدراما التركية إلا أنني أرى أنّ الدراما اللبنانية حاضرة أكثر على شاشاتنا، ولكن لا شكّ أنّ للأتراك بصمة خاصة في عملهم.
ألا توجد منافسة؟
بالطبع. الأتراك يقدمون مسلسلات جيدة ولا يمكن نكران المنافسة بين المسلسلات اللبنانية والتركية. وفي النهاية نحن نتمثّل بالأميركيين ولكن ليس لدينا إمكانياتهم. أما الأتراك فإمكانياتهم أكبر من إمكانياتنا.
متى ستتزوج؟
(ضاحكاً) أفضّل عدم الجواب على هذا السؤال...
ما هي تحضيراتك المستقبلية؟
نحن بصدد تصوير مسلسل "شوارع الذل" بالإضافة الى أربع مسلسلات أخرى، سأبدأ بها في نيسان وهي: "ياسمينا" من كتابة مروان العبد وإخراجي وتدور أحداثه خلال الحرب العالمية الأولى بين 1889 و 1918 ويضم فادي ابراهيم، كارول الحاج، باسم مغنية، طوني عيسى، نقولا دانيال، هيام أبو شديد، محمود سعيد وغيرهم، ومسلسل "سرّ وقدر" من إنتاجي وإخراج يوسف شرف الدين، ومسلسل كوميدي "تلات ستات برات البيت" من إنتاجي وإخراج رندلى قديح، ومسلسل "آية".
كلمة أخيرة للمجلة...
أتمنى للمجلة ولأصحابها التوفيق والإنتشار.
تعليقات الزوار