اعتماد مبدأ الشخص المناسب في المكان المناسب دفع تيار المستقبل إلى اختيار الطاقات الكفوءة لاسيما في الاستحقاق الانتخابي المقبل، فكان للناشط الحقوقي الفاعل والمحامي البارز ميشال فلاح الذي خصّص لقضايا الطفولة والمرأة حصّة في الاستحقاق المقبل. فلاح الذي تخصّص في جامعة الحكمة في مجال الحقوق والعلوم السياسية وإدارة المؤسسات الاجتماعية وتابع دراساته العليا في القانون ليكمل مسيرته في العمل الإنساني حاملاً رسالته بكفّ من ذهب في مجتمع تعطّش لمقومات الكرامة والإنسانية، يطمح اليوم لأن يكون مرشح المستقبل عن الطائفة الأرثوذكسية في الدائرة الثانية لبيروت.
بداية، ما الذي دفعك للترشح للانتخابات النيابية؟
كوني مواطناً لبنانياً وناشطاً حقوقياً أنظر إلى الاستحقاق النيابي على أنه فرصة لي لإيصال رسالتي للمجتمع في المجالين الحقوقي والإنساني، كما وأراه فرصة لبلوغ أوسع شريحة من الناس من أجل إحداث موجة تغييرية بهدف تصحيح الوضع القائم وعدم دفع الناس إلى اليأس. وهناك أسباب عدة دفعتني للترشح للانتخابات، منها سياسية كوني منتسباً لتيار المستقبل وأؤمن بالأحزاب العابرة للطوائف، وبما أنني مواطن بيروتي مسيحي لا أستطيع إلاّ البحث عن شريك مسلم معتدل بهدف التمكّن من العيش المشترك. وعلى هذا الأساس، يسعى تيار المستقبل إلى إظهار وجوه سياسية وقيادية من طوائف مختلفة إيماناً بمدرسة الشهيد رفيق الحريري الوطنية. ومنها شخصية ومهنية، فأنا شخص متمرّس في العمل الاجتماعي والحقوقي لاسيما فيما يخصّ حقوق المرأة والطفل، ولدي خبرة تتعدى الـ 15 سنة في حماية الأحداث، الأمر الذي سمح ليبنيل فرصة الترشح للانتخابات علّها تكون باكورة للعمل التشريعي الاجتماعي.
ماذا عن تحالفاتكم ومع من ستكون؟
هناك خلط أوراق على صعيد لبنان ككل، وسنلاحظ أن بعض الخصوم سيكونون حلفاء لنا والعكس صحيح، وعلى ما يبدو أنه لا يوجد معيار موحّد لكل لبنان. وفيما يخصّ بيروت تحديداً، يمدّ تيار المستقبل يده لكل الناس ويحرص على تمثيل كل العائلات البيروتية. كما وأنّ الرئيس الحريري حريص على عدم التصادم مع أحد، ويتواصل باستمرار مع جميع الأفرقاء، وبالتالي فاللائحة التي ستشكّل ستضم كل الوجوه البيروتية من مختلف الشرائح والطوائف.
اختيارك جاء لاعتبارات انتخابية تكتيكية لها علاقة بالصوت التفضيلي في قانون الانتخابات، هل لك أن تطلعنا على تفاصيل ترشيحك، وكيف تمّت العملية؟
القانون الذي أقرّ حالياً لم يخل من الشوائب، إلاّ أنّه أعطى فرصة لأن يكون لكل مرشح قيمته وحجمه وحيثيته في اللائحة، بمعنى أنه لا يكفي لرئيس اللائحة أن يشكل لائحة بمن حضر، بل يجب على كل عضو إعطاء قيمة إضافية للائحة بحدّ ذاتها، الأمر الذي يحرص عليه الرئيس الحريري سواء داخل تياره أو مع الحلفاء.
هل ترشيحك للانتخابات من شأنه أن يحدث أزمة بين تيار المستقبل وبعض المرجعيات الدينية التي سترى بترشيحك استئثاراً من قبل التيار بالمقعد الأرثوذكسي؟
لا أعتقد أن يلقى اسمي ممانعة من أحد كوني شخصاً مؤمناً وممارساً وملتزماً مرجعيتي الدينية عن قناعة وإيمان وترشحي للإنتخابات لا أعتقد أنّه سيزعج أحداً.
من يدعم حملتك الانتخابية؟
حملتي الانتخابية قائمة على الدعم المادي الشخصي، إلى جانب عائلتي التي هي الداعم الأساسي لي معنوياً ومادياً. أما بالنسبة للدعم المعنوي، فتلعب الصداقات السياسية دوراً بارزاً في عملية الترشيح، إضافة إلى الكفاءات الشخصية والعلاقات الاجتماعية.
في حال وصولك إلى المنصب النيابي، ما هو المشروع الذي تحمله للعاصمة؟
سأكمل مسيرتي التي بدأت بها قبل ترشحي للانتخابات، والقضية التي أعيش هاجسها بشكل يومي وأحرص على متابعة تفاصيلها هي اجتماعية صرف، تتعلق بحقوق الطفل والمرأة، الأسرة، الأحداث وقوانين الأحوال الشخصية، علماً أنني ناشط جداً في هذا المجال منذ ما قبل العام 2005. كل هذه القضايا ستكون على رأس أولوياتي في عملي التشريعي العام وهي حالياً في صلب عملي الخاص كمحام، ذلك أن أكثر الفئات ضعفاً وتهميشاً في المجتمع هما الطفل والمرأة.
إلى أي مدى سيسمح القانون الانتخابي الجديد للأشخاص خارج الإطار الحزبي بالوصول إلى المجلس النيابي؟
القانون النسبي يسمح للجميع بالتمثيل في الانتخابات شرط أن يشكلوا كتلة متجانسة، لأن اليوم هناك حاصل انتخابي على صعيد المنطقة والقضاء الأمر الذي يحتّم على المرشحين التكتل مع بعضهم البعض.
هل هناك احتمال تأجيل الانتخابات؟
قد يكون بعض الأشخاص بحاجة إلى تأجيل الانتخابات لترتيب أمورهم وخصوصاً المالية منها، ولكن في الوقت الحالي ومع وجود الوعي لدى الرأي العام لا أعتقد أنّ أيّ طرف سياسي سيتجرّأ على طرح فكرة تأجيلها. الانتخابات ستجري في موعدها ولن نقبل بتأجيلها.
في مقابلاتك تحدثت عن أهمية التعايش المسيحي- الإسلامي؟
صحيح، وهذا تراث بيروتي متجذّر، على الرغم من المحاولات العديدة في السنوات الماضية لإعطاء صبغة عن بيروت وكأنها لون واحد، أو تخصّ طائفة أو حزباً إن كان بالقوة أو عبر مظاهر دينية معينة. بيروت لكل الناس، وقبل ذلك هي لأهلها من المسيحيين والمسلمين ولا يجوز لأحد أن يقيّد حرية الآخرين.
برأيك، كيف يتم بناء دولة متينة؟
من خلال التخلّي عن الأنانية واعتبار أنّ لبنان وطن لكل اللبنانيين.
الحياة السياسية تتطلب الكثير من الوقت، كيف ستوفق مابين مهنتك كمحام وبين العمل السياسي في حال فزت في الانتخابات؟
الحياة السياسية ستكون استكمالاً لمسيرتي المهنية، لأنني سأتواجد في المكانين وأحمل الهواجس والقضايا نفسها، لذا سأعمل على تنسيق وقتي لكي أوفق بين المهمتين.
ماذا تقول للجيش اللبناني؟
تحية للجيش اللبناني ولكل المؤسسات العسكرية، أتمنّى أن يكون للجيش دور أكبر في الميدان وأن يُسمح له بالتسلّح، كونه يلعب دوراً هاماً ورئيسياً في حفظ الأمن الداخلي للدولة والإشراف على سير عملية التنمية في المسار الصحيح إضافة إلى حماية حدود الدولة وتحصينها من الاعتداءات الخارجية.
تعليقات الزوار