أصدر الكاتب المحامي ملحم مارون كرم كتابه الجديد "وتستمرّ الحياة" وهو عبارة عن رواية باللغة الفرنسية (la vie continue) مؤلف من 265 صفحة من القطع الصغير، بعد إصداره العديد من الكتب الحقوقية بالعربية.
ينطلق كرم في روايته إلى مراجع وكتب متخصّصة في علم الإجتماع، خاض خلالها وعلى مدى سنتين ونصف ما بين القراءة والإطلاع، وخلص إلى العبر الواقعية التي حوّلها إلى مفاهيم مبسطة. ارتكزت مفاصل روايته على اسلوب الحياة منذ الطفولة وريعان الشباب والإنخراط في المجتمع وبناء العائلة مع ما تواجهه من مشاكل ومعوقات الحياة بأحزانها وأتراحها لتستمرّ الحياة.
يفاخر الكاتب بالفضل الكبير الذي يعود بالدرجة الأولى إلى خالته الدكتورة سلوى شكري كرم استاذة علم الإجتماع التي كرّست حياتها لرعايته منذ ولادته، ومواكبته حتى تخرّجه وممارسته مهنة المحاماة، ولا تزال، في جميع مفاصل حياته الإجتماعية والمهنية، وهي من شجعته لإصدار روايته الجديدة.
عن أسباب اختياره للرواية، يوضح كرم أنّ الجيل الناشىء بات بحاجة للعودة إلى القراءة والكتابة، بعيداً عن استخدام "الإنترنت" الذي يضيع معه الوقت دون الإستفادة المتوخاة منه في معظم الأحيان، خاصة وأنّه يبقى بعيداً عن الرقابة والتوجيه الدائمين لا بل إنّه في بعض الأحيان يلعب دوراً مفسداً في حياة الناشئة.
ويركّز الكاتب في روايته على نقطتين أساسيتين هما: الإيمان والثقافة، الإيمان النابع من التقرّب من الله والعمل بتعاليمه السامية والإرتقاء إلى حبّ البشر بمفاهيمها المختلفة، والثقافة التي تغني العقل بعلم الحياة والإجتماع وتمهد لولوج الشباب معترك الحياة وبناء مستقبل واعٍ ومدرك.
تتمحور الرواية حول قصة حب تنشأ بين أرماند ذي الـ 53 عاماً و كلودين ذات الـ 34 عاماً، تتكلّل علاقتهما بالزواج بعد فترة من التعارف والإتفاق على استمرار حياتهما مع بعضهما على أسُس مبنية على الإحترام المتبادل والإيمان والأخلاق، رغم فارق السنّ في ما بينهما، وتحمّل مصاعب الحياة وعيشها بحلوها ومرها، والتغلب على معوقاتها، حيث يواجه الثنائي حسب الرواية، مراحل عديدة من الأفراح والأحزان، خاصة بعد انجابهما بنتاً يرافقها المرض منذ ولادتها، مروراً بالمآسي التي يمرّ بها الزوجان، وتحليهما بالصبر والإيمان والإرادة والفضيلة والتقرّب من الله ومحبته، والرضى بقضاء الله وقدره.
ويوضح كرم أنّ روايته مقسّمة إلى 35 فصلاً كل فصل منها لا يتعدى 3 صفحات تقريباً، تسهلُ قراءتها بأسلوب قصصي لا يجد القارىء صعوبة في فهمها أو قراءتها وترجمتها، حيث يحاكي ببساطة الجيل الناشىء، بأفكار متسلسلة بين فصول الرواية التي تعدّ في كل فصل منها عبرة وتجربة من واقع الحياة، مع ما يتضمّنها من ارشادات وتوجيهات الأهل في مختلف المفاهيم والتعامل مع الآخرين ضمن العائلة والمجتمع ككل.
ويركّز كرم في روايته على التوجيه بعيداً عن الموعظة المُملّة التي لا يستهويها، مستهدفاً ذوي الأعمار الناشئة كي يكتسبوا الخبرة منذ الصغر وأخذ العبر متسلّحين بالإيمان، وتربية الأهل وتقبّل المبادىء التي بتنا نفتقدها اليوم في حياتنا، والإلتزام بالمبادىء الدينية، التربوية، الإجتماعية والأخلاقية التي تشكّل أساساً لكمال الإنسان، حيث يخصّص العديد من الفصول في الرواية حول تصرّفات الناشئة من خلال أبطال القصة، ومن ثم توجيه القارىء لأساليب وممارسة الحياة وتفاصيلها وهواياتها، مُشدّداً على الحب والمحبة، وأدوار أفراد العائلة بدءاً من الطفولة إلى الأهل وتوجيهاتهم واعتماد الحوار والوعي والتوجيه واكتساب التجارب ممّن هم أكبر سنّاً.
ويلخّص كرم روايته ومضمونها من خلال التجارب العامة والخاصة في المجتمع التي يمكن أن يواجهها أيّ منّا في حياته بعيداً عن نسج الخيال، طارحاً ما يواجهه أبطال روايته من مشاكل وحلّها بالإتكال على الله والإعتماد على الإيمان بالله كأساس ومنطلق لاستمرار الحياة.
تعليقات الزوار