تخرّج ودخل في دورة امتحانات السلك الخارجي لأنّه يحب التعاطي بالشأن العام، تعلّم وطوّر نفسه ليستطيع مساعدة أبناء بلده. استلم مهامه في شهر أيلول 2015 كقائم بأعمال السفارة اللبنانية في بغداد. اختار هذا البلد لأنّه يؤمن أنّ البداية بالأمور الصعبة هي أهم وأسرع خبرة يكتسبها في وقت قصير. آمن بأنّ الوصول إلى الأهداف يتطلب الإصرار والعزيمة، فتمسّك بمبادئه كاسراً كل الحواجز التي شكّلت عائقاً في وجه مسيرته الدبلوماسية، الى أن وصل الى ما هو عليه. مجلة "مشاريع العراق" التقت القائمبأعمال السفارة اللبنانية في بغداد وليد غصيني من خلال هذا الحوار.
ما هي أبرز التحديات التي واجهتموها في العراق؟
التحدّي الأبرز في بلد كالعراق هو الوضع الأمني، كما عانينا من قِدم مبنى السفارة من جهة وقلّة عدد الموظفين في البعثة ولكن فيما بعد بدعم من معالي وزير الخارجية انتقلنا الى موقع جديد واليوم دخلنا مرحلة التأهيل والترميم على أن يكون افتتاح السفارة قبل نهاية 2016. كما وقمنا بتقديم مقترح لإقامة قنصلية عامة في كل من أربيل والنجف.
ما هي أهم المشاكل التي يعاني منها اللبنانيون الموجودون في اربيل؟
يعاني اللبنانيون في أربيل من مشاكل جمّة، منها صعوبة الوصول الى السفارة في بغداد لإتمام معاملاتهم بسبب تردّي الوضع الأمني، ما يضطرهم أحياناً للعودة الى بيروت لاستكمال الاوراق. لذا فإنّ إنشاء قنصلية عامة في اربيل أمر ملحّ خصوصاً وأنّ الجالية اللبنانية في أربيل تعد ثاني أكبر جالية بعد الجالية التركية موجودة في اربيل. أما المعاناة الأكبر فهي معاناة رجال الأعمال اللبنانيين، فالكثير منهم إمّا أغلقوا شركاتهم وغادروا اربيل أو مهدّدون بالإفلاس بسبب الأزمة المالية التي تعانيها حكومة الإقليم ما جعلها تتوقف عن دفع مستحقات الشركات الأجنبية العاملة لديها.
كيف تساعد السفارة اللبنانيين في تخطّي هذه المشاكل؟
نعمل جاهدين لأن نكون صلة الوصل ما بين رجال الأعمال اللبنانيين وحكومة الإقليم فقد زرت أربيل اكثر من ثماني مرّات في أقلّ من عام للتواصل مع الجالية اللبنانية هنا كما نسعى قدر المستطاع الى معالجة المشاكل من خلال العمل على لقاءات تجمع بين المسؤولين العراقيين ورجال الأعمال اللبنانيين.
لماذا لا يتمّ إلغاء التأشيرة بين البلدين؟
طرحنا هذا الموضوع على وزير الداخلية كريم سنجاري، وتجاوب مع مطلبي وطرح عليّ مقترحاً هو أنّ كل شخص لبناني يأتي الى اقليم كوردستان يُعفى من التأشيرة على أن تكفله الدولة اللبنانية وتكون المسؤولة عن كل تصرفاته، وهذا المقترح شبه مستحيل ولم يحدث مُسبقاً في أي دولة في العالم. لدى حكومة الإقليم خوف من خروقات أمنية، وأنا شخصياً أتفهّمهم، خصوصاً بعد الأحداث الأخيرة الناتجة عن إجرام "داعش" على حدودهم. نحن اليوم نحاول الوصول الى حلّ يرضي الطرفين يتمثل بإعفاء العراقيين من التأشيرات على المطار مقابل أن يُعفى اللبنانيون من التأشيرة ايضاً، إن شاء الله خيراً.
كيف تقيّمون تجربتكم في العراق ككلّ؟
رغم الصعوبات والتحديات التي واجهناها إلاّ أنّ تجربتي في العراق كانت غنية ومثمرة وأضافت الكثير الى خبراتي. فالعراق ثقافة وتاريخ وحضارة والتجربة فيه تغني بخاصة في هذه الأوقات التي نخوض فيها مع العراق معركة مشتركة ضد الإرهاب.
هل تستطيعون أن توازوا علاقاتكم السياسية ما بين بغداد والإقليم؟
أحاول قدر المستطاع أن أنأى بنفسي عن الشؤون الداخلية للعراق. فعلاقتنا بالإقليم جيدة جداً وبالعراق تاريخية ولا نستطيع إلاّ أن نكون داعمين لاستقرار العراق ووحدته وللتواصل ما بين جميع مكوّناته لما فيه خير لهذا البلد الذي نحبّ.
كم يبلغ عدد اللبنانيين في بغداد وأربيل؟
في بغداد لا يتجاوز عددهم الـ 3000 شخص أما في كوردستان فوصل العدد الى الـ 18000 شخص ليعود ويصل الى 4000 شخص بسبب الأزمة المالية.
اخبرونا عن دراستكم؟
درست ادارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت.
عبر مجلتنا "مشاريع العراق" ماذا تقولون للعراقيين وللبنانيين؟
إن حكومة الإقليم واجهت التحدّي وتصدّت قواتها للإرهاب مدافعة عن وجودهم، تاريخهم وهويتهم، والشعب العراقي أثبت جدارة في دفاعه عن الأرض وأكّد للعالم أنّه متمسّك بثوابته وقادر على تحدّي كل الصعوبات. أتمنّى أن يكون العراق على مستوى التحدّي في معالجة أزمته المالية والإقتصادية خصوصاً وأنّ كوردستان تشكّل أرضاً خصبة لجذب المستثمرين لما فيها من مميّزات لا سيما في مجال النفط والغاز. أما بالنسبة للبنانيين فأتمنّى عليهم أن يقفوا الى جانب اقليم كوردستان الحبيب ويساندوه في هذه الأزمة التي نتمنّى ان تكون غيمة صيف عابرة.
تعليقات الزوار