إذا كان الملايين من الناس يتهافتون على تناول المكملات الغذائية من الفيتامينات، فقد فاجأتهم مجموعة من العلماء بقولها إنها "مضيعة للمال"، وليس لها تقريباً أي فوائد صحية، بل قد تكون ضارة كما جاء في إتهام صريح لهذه الصناعة.وهنالك الكثير ممن يتناولون المكملات الغذائية لا للتعويض فقط عمّا يفقدونه، بل لأنهم يأملون ايضاً أن يعطوا أنفسهم دفعة صحية إضافية لتوفير حاجز وقائي لمنع الإصابة بالأمراض.
ويعتبر الحصول على العناصر الغذائية التي نحتاجها مباشرة من الأقراص أمراً سهلاً، غير أن العناصر الغذائية لا تحقق بالضرورة هدف التمتّع بصحة أفضل، بل إن بعضها قد يكون خطيراً، ولا سيّما عند أخذها بكميات أكبر من الموصى بها.
وأشارت دراسات طبية أجريت على ما يقارب نصف مليون شخص إلى أن المكملات الغذائية للبالغين لا توجد فيها فائدة واضحة، إذ أطلق الباحثون الأميركيون نداء يدعو البالغين إلى التوقف عن استخدام الفيتامينات والمكملات الغذائية لأنها قد تسبّب الأضرار الصحية في حال المبالغة في استعمالها.
وتظهر الإحصاءات الاقتصادية أن الشركات المنتجة للفيتامينات المكملة قد باعت في عام 2010 بما يقارب 28 مليار دولار في الولايات المتحدة وحدها، وتشير إحصاءات أخرى إلى نتائج مماثلة في البلدان الأوربية والمملكة المتحدة. وتروج الشركات الدوائية لخلطات مختلفة من الفيتامينات المكملة للاستخدام اليومي، وتستخدم بين البالغين على أنها تخفف من الأمراض القلبية وأعراض الشيخوخة والنسيان والخرف وترقق العظام والسرطانات، ويشيع استخدامها بشكل واسع جداً في مختلف دول العالم ومنها الدول العربية والخليجية رغم غلاء أسعارها نسبياً وفشل الدراسات المتكرّرة في إظهار أي فوائد لها على الصحة العامة.
وفي الواقع يحصل الإنسان على الفيتامينات التي يحتاجها جسده من المأكولات التي يتناولها، وبالتالي تكون هذه المكملات الغذائية زائدة عن حاجته. ومن المعروف أنّ بعض العناصر الغذائية والمعادن قد يكون لها أثر إيجابيّ على صحتنا. وحتى مع ذلك، علينا تذكُّر أن كثيراً من المكملات ليست طبيعية بالدرجة التي نتخيلها. فغالباً ما يستلزم الأمر إنشاء الفيتامينات صناعياً لتعذُّر استخلاص الجرعات الكافية للعلاج من عنصر غذائي بالطريقة الطبيعية، وفي بعض الحالات يتم استخلاصها من البتروكيماويات.
قد تبدو المكملات خياراً جذاباً للقلقين، لكن من الجيد أن تستشير طبيبك أو أخصائي التغذية قبل الإسراع إلى شراء الحبوب والإعتماد على شراء الفاكهة والخضار الطازجة بدلاً من شراء المكملات الغذائية، لذلك إن كنت تتناول أقراص الفيتامينات والمكملات الغذائية دون الكثير من التفكير، فمن من الممكن أن تكون قد أضعت مالك بكل بساطة.
وخلال النقاش الذي دار مع أخصائية التغذية هيلدا البعيني، أوضحت لنا أنّ المكملات الغذائية عبارة عن معادن، فيتامينات، نباتات وأحماض أمينية، تتواجد في أنواع مختلفة من الأغذية، ابتداءً من الوجبات الخفيفة، الفطور وانتهاءً بالأغذية الطبيعية كالخضار والفواكه، هذه المواد موجودة في العديد من أنواع الأغذية المتوفرة للجميع، وتعتقد أن الغذاء ينمو على أرض ليست جيدة بما فيه الكفاية، بعدها يرش بمبيدات حشرات مختلفة، ومن ثم يخزن بطرق مختلفة وفي النهاية يمر بعمليات تصنيع، معالجة وتعديل. سلسلة العمليات هذه تسبب فقدانه للمركبات التي نحتاجها. وتؤكّد هيلدا وجود مجموعات تحتاج المكملات الغذائية، على سبيل المثال، الرياضيون الذين يقومون بنشاطات رياضية يحتاجون الى استهلاك كمية كبيرة من الفيتامينات، الأطفال الذين لا يأكلون بشكل منتظم والبالغون الذي لديهم مستوى منخفض من الفيتامينات في جسمهم.وهنالك إجماع على أن النساء في فترة الحمل او ما بعد الولادة بحاجة الى استهلاك الفيتامينات المختلفة، في حال كانت لائحة طعامهن لا تتخلّل الفيتامينات المختلفة، كذلك الأطفال الذين لا يتضمن غذاؤهم ما يكفي من الفيتامينات أو الاطفال المرضى. من المجموعات الأخرى التي تستهلك الفيتامينات النباتيون الذين ينقصهم فيتامين B12 الموجود في اللحوم، والاشخاص الذين يشعرون بالتعب أو الذين لا يأكلون بشكل منتظم.
تعليقات الزوار