رجل هادئ، وفي الوقت ذاته، لا يتهاون مع الخطأ. يتميز بجرأة مجبولة بالخبرة والإقدام والمبادرة والثقة العالية بالنفس. لا يظهر في الإعلام إلاّ في ما ندر، إلاّ أن اللبنانيين حفظوا اسمه عن ظهر قلب. هذا الإنسان العصامي، المتواضع واللائق، يتشرّف به أرز لبنان، وتفخر به البزّة العسكرية كما يفخرُ بها. هو ابن بلدة لم تعرف يوماً سوى الولاء للجيش، نذر نفسه للمؤسسة العسكرية فكان شامل الكرامة والعزة. إنه العميد الركن المتقاعد شامل روكز الإنسان المحبّ الغيور على مصلحة وطنه والمؤسسة العسكرية قبل كل شيء، التحق بالمدرسة الحربية في العام 1980 وبقي محافظاً على قسمه وولائه رغم كل الصعاب والتحديات، قصدنا العرين، فوجدنا أسد الجيش متأهّباً، طبولٌ تقرع وعلمٌ يُرفع وتحية من القلب إلى القلب.
بداية، كيف كانت طفولتك، شبابك، دراستك؟
درست المرحلة الثانوية في جبيل، متنقلاً بين مدرسة "سان جورج جبيل" و "راهبات الوردية" و "ثانوية جبيل". ثم درست العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، بعدها التحقت بالكلية الحربية عام 1980.
لماذا اختار شامل روكز الانضمام إلى السلك العسكري؟
أذكر عندما كنت طالباً في المدرسة تأثرت بعرض للمغاوير، خصوصاً وأنني ابن الجرد وأتمتّع ببنية جسدية متينة، حينها قرّرت الانضمام إلى السلك العسكري، ولم أندم يوماً على قراري، بل على العكس، أنا نادم لعدم إكمالي المسيرة.
ماذا تعلّمت من الحياة العسكرية، وماذا أضافت لشخصيتك؟
أضافت لي الالتزام والانضباط، ومفهوم التضحية ونكران الذات وتوخّي الحذر دائماً.
تعرّضت لمحاولات اغتيال عدة، من كان وراءها؟
صحيح، لقد حاولت الميليشيات اغتيالي أيام الحرب مع الجيش، والحمدلله، باءت بالفشل، ولكنني حذر كثيراً في تصرفاتي وحياتي ومقتنع بقضاء الله وقدره.
كيف عالجت نقاط ضعفك؟
من المعروف أن نقاط ضعف الرجل هي المال، الكحول والقمار، لذا على الإنسان تجنّبها.
حاصرتك الظروف الصعبة من جهات عدة، كيف تعاملت معها؟
حاصرتني الصعوبات في الحياة العسكرية، خصوصاً وأنني عملت ضمن الوحدات الخاصة، وكان عليّ أن أكون متأهباً لأيّ طارئ، والقيام بالمبادرات في بعض الأحيان. في مراكز القيادة نضطر إلى تحمّل المسؤولية واتخاذ قرارات سريعة ومستقلة.
أيّ حرب أثرت على شامل روكز؟
معركة نهر البارد، لم تكن سهلة أبداً، تحمّلنا خلالها المسؤولية معنوياً، نفسياً ووطنياً.
هل تسرّب الخوف إلى قلبك في بعض الأوقات؟
لم أسمح لنفسي بالدخول في هذه المتاهة أو أن أقع في انهيار أو تردّد، استطعت التعامل مع كل المواقف بإيجابية.
هل أثرت خشونة المجال العسكري على عاطفتك في حياتك الطبيعية؟
اتسمت حياتي العائلية والأسرية بعطف كبير، لكن بطبيعة الحال يفرض هذا السلك على منتسبيه الجدية، ولكل إنسان شخصيته وطباعه، إذ تختلف التصرّفات وردّات الفعل بحسب طبيعة الموقف.
ما هو الأثر النفسي الذي تخلّفه الحروب عليكم؟
تترك الحروب آثاراً نفسية علينا، ولكن منذ لحظة انتسابنا إلى المؤسسة العسكرية نحصّن أجسادنا وأنفسنا لمواجهة كل الضغوطات. تأثرت بمواقف عدة، كل من استشهد أمامي كنت أدرك أنه سيبقى خالداً في ذاكرة الجميع، الأمر الذي يدفعني إلى التمسّك بالثوابت والمبادئ التي نقاتل من أجلها.
إذا دقّ ناقوس الخطر في لبنان، وتمّ طلبك للالتحاق بالحرب، ماذا تفعل؟
سألبّي نداء الوطن وأقوم بواجبي.
ماذا يعني لك الرئيس ميشال عون إنسانياً، عسكرياً، حزبياً وسياسياً؟
نحن عائلة واحدة لأنني زوج ابنته، وكقائد جيش كان مثالاً يحتذى به، وعلى المستوى السياسي أنا أنتمي لفكره الوطني، أما على الصعيد الحزبي فأنا متعلّق بالثوابت والمبادئ التي انطلقت معه ومن خلاله كنت أرى الشخصيات المحبوبة بعيداً عن الطائفية. ميشال عون موجود في قلوب جميع اللبنانيين.
بصراحة، هل أنت مشروع تيار وطني آخر؟
أنا أمثّل نفسي ولست مشروعاً لأحد.
ما هو مشروعك الانتخابي؟
رؤية وطنية تتضمّن كل المجالات منها السياسي، العلاقات الخارجية، البيئة، التربية، الشباب، المرأة، المفاهيم الإدارية كمكافحة الفساد وقانون الانتخاب، الجنسية، وطبعاً المؤسسات الأمنية والعسكرية وكل القضايا التي يعاني منها لبنان.
ما هي أولوياتك في المرحلة المقبلة؟
دعم الشباب وتعزيز عمل المؤسسات في البلد بشكل عام انطلاقاً من مفهوم اللامركزية الإدارية، ومحاربة الفساد ستكون ضمن أولويات مشروعنا الانتخابي أيضاً.
هل أنت مع الكوتا النسائية؟
أنا لست مع الكوتا النسائية بل مع المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة، فهي تشكّل أكثر من نصف المجتمع ويجب أن تنال حقوقها كاملة.
كيف ترى وضع لبنان حتى الانتخابات المقبلة؟
أعتبر أنّ فجر الجرود هو فجر لبنان، نهاية الإرهاب في الجرود وسيطرة الجيش بقوّة وما ولّدت معها في هذه المرحلة هي حالة على امتداد لبنان بجميع مناطقه ومواطنيه. على كل السياسيين اللبنانيين أن يفكّروا بلبنان من منطلق وطني وليس على أساس مذهبي وحزبي.
ماذا عن الوضع الاقتصادي؟
يجب أن يكون هناك صحوة اقتصادية فالناس بحاجة إلى الإنماء، التعليم، البنى التحتية، النقل، الصحة، السكن وكل المتطلبات الحياتية التي من المفروض أن تؤمّنها الدولة. ويجب أن يكون انتصار الجرود حافزاً للاتجاه نحو التنمية بشكل أكبر للحدّ من أزمتي الهجرة والبطالة اللتين يعاني منهما الشباب اللبناني.
ماذا عن نسبة الفساد الاقتصادي، وما هو المدى الزمني لتحقيق الصحوة الاقتصادية؟
نسبة الفساد الاقتصادي مرتفعة جداً ويعود ذلك إلى الفراغ الذي عانت منه الدولة، إلاّ أننا نستطيع معالجته، من خلال البدء بتشجيع الاستثمارات وإنهاء أو تخفيف الفساد مرحلياً وتبسيط المراحل الإدارية على المستثمرين.
على الصعيد العسكري، كيف تقيّم مستوى الجيش اللبناني خصوصاً بعد المعارك التي خاضها؟
جيشنا من أفضل الجيوش في المنطقة، وقد أبهر العالم بطريقة أدائه، وكل ذلك يعود للتجارب التي مرّ بها.
برأيك، ما الذي ينقص الجيش اللبناني؟
علينا مواكبة التطورات واستحداث المعدّات والعتاد وحتى الأشخاص. ولكي نواكب التكنولوجيا لا بدّ من وجود مستوى علمي عال، الأمر الذي يتطلب رواتب مرتفعة تمكّننا من جذب القدرات الفكرية والعلمية إلى السلك العسكري.
الجو السياسي العام يفرض على بعض السياسيين نوعاً من المحسوبية والقيود، ماذا عن شامل روكز؟
أنا أسير وفق تاريخي، والأمانة التي أحملها هي لبنان أولاً، والمؤسسة العسكرية علّمتنا أن ندفع الغالي في سبيل الوطن على كل الأصعدة. لا أنجرف وراء غايات سياسية معينة، وعلينا خوض حرب سياسية لضمان مستقبل جيد للبنان.
أين أنت من الصرامة العسكرية والسياسة والدبلوماسية؟
هناك قوانين ومبادئ ودستور وتاريخ وصورة بلد سألتزم بها مهما كلّفني الأمر.
ما هو شعار حملتك الانتخابية؟
من كسروان إلى كل لبنان.
لديك اهتمام خاص بالإنماء، ما هو السبب؟
لا تعيش الناس من الخطابات فقط، ما أطرحه اليوم ليس من أجل الانتخابات بل للأجيال المقبلة بهدف ضمان مستقبل كريم يحميهم ويحفظ حقوقهم.
ما مدى إيمانك بقدرة الإصلاح والتغيير؟
أنا أؤمن بالتغيير لأجل الإصلاح.
هل أنت مع ثورة الشعب للإصلاح والتغيير؟
إن كنّا بحاجة لذلك فأنا أؤيّد، والمظاهرات حقّ شعبي ومقدّس للتعبير عن الرأي.
من أولوياتك تطوير قطاع النقل عبرBOT أخبرنا عنه قليلاً؟
هناك مجالات عدة لتطوير قطاع النقل، وإذا لم تكن الدولة تمتلك الأموال الكافية بإمكانها مشاركة القطاع الخاص لإنشاء سكك حديدية مثلاً. من الممكن في المستقبل أن يتمّ طرح مشاريع مشتركة بين الدولة والقطاع الخاص.
ماذا عن توسيع طريق جونية؟
الدراسة انتهت وهناك فرز للمتعهدين.
بالانتقال إلى ملف النزوح، ماذا عن النازحين السوريين؟
لبنان من أكثر البلدان التي احتضنت السوريين ونظرت في وضعهم بإنسانية. واليوم، حان الوقت لأن يعودوا إلى وطنهم بكرامتهم وانسانيتهم لأنّ لبنان ليس معروضاً للتوطين.
ما رأيك بالمهرجانات التي أقيمت في لبنان ومنطقة كسروان تحديداً؟
كان للمهرجانات وقع كبير في إنعاش البلد، حيث استقدمت اللبنانيين من كل المناطق وكذلك الأجانب، ولاحظنا منافسة شريفة بين الضيع. وأتمنى تضافر الجهود من أجل النهوض بالمهرجانات لتحسين المستوى الاقتصادي في لبنان.
أعطيت حيزاً واسعاً لمكافحة المخدرات ضمن مخططاتك، كيف ستحاربون هذه الآفة المستشرية؟
إنه برنامج اجتماعي مهمّ يشمل جهات عدّة منها وزارة الصحة، الشؤون الاجتماعية، الشباب والبيئة، على كل هذه الوزارات أن تعمل كيدٍ واحدة لمواجهة آفة الإدمان.
تعليقات الزوار