ما بين عالم الإعلام وعالم التمثيل جيرة ومودّة منذ زمن بعيد، لأنّ الدخول الى الأضواء والشهرة بوابته مفتوحة على درب الإعلام، وكثيرون من أهل الأقلام والإعلام المرئي، حقّقوا نجاحات باهرة في مجال التمثيل.
تفاعل وكاريزما
يبقى للنصّ الدرامي أو الكوميدي حرمته وهيبته، خصوصاً اذا كان العمل الدرامي يتطلّب موهبة متمكّنة من أدائها وحضورها وهذا أمر لافت ومهمّ، فالتمثيل من المجالات الفنية التي تتطلّب مهارة عالية وجودة واتقان وتقمّصاً للشخصيات بدءاً من توليفة وتركيبة الشخصية الى حضورها وجهوزيتها امام الكاميرا، وكثيرون من الممثلين يضيفون الى "الكاركتير" شيئاً من ذاتيتهم واحساسهم، ليكونوا أمام عدسة الكاميرا أكثر صدقاً. وجوه وقفت امام الكاميرا كمذيعين ومذيعات وحقّقوا شهرة عريضة في مجالاتهم الإعلامية، إلاّ أنّ عدسة التمثيل خطفتهم وأخذتهم اليها.
منذ السبعينات
في منتصف السبعينات من القرن الماضي انتقلت وجوه نسائية معروفة من مجالات الإعلام المرئي الى التمثيل، فكانت نهى الخطيب سعادة، إلسي فرنيني وغيرهما من الوجوه التي حملت على صفحاتها الفنية بطولات لمسلسلات حفرت حضورها في ذاكرة المشاهد العربي. غابت هذه الظاهرة فترة طويلة عن الشاشة الفنية لتعود وتأخذ مساحة عريضة في مسيرة الدراما اللبنانية، بعد أن فتح المنتج اللبناني مروان حداد الباب وأعطى الفرصة لوجوه لها مكانتها في عالم الإعلام المرئي، فكانت ريتا حرب مذيعة الأوربت في برنامج "عيون بيروت" وتبعتها راغدة شلهوب، كارولينا دي اوليفيرا وروني مهنّا حتى جوزف حويّك على شاشة المستقبل وديك برنامج عالم الصباح وحالياً تتحضّر ريما كركي مذيعة برنامج للنشر لأوّل اطلالة تلفزيونية لها في مسلسل من كتابة طارق سويد تلعب فيه دور قاضٍ في المحكمة.
هذه الظاهرة مشابهة لظاهرة إقبال أهل الطرب والغناء على تقديم البرامج التلفزيونية كما حصل مع لطيفة، أصالة، رولا سعد وغيرهنّ…
إذن الساحة الفنية باتت مكشوفة أمام ظواهر مشرقطة وأخرى خافتة وكأنّ الزمن يُعيد نفسه، فهل تعود ظاهرة نجومية الراقصات الى سابق عهدها ويعود زمن "المونولوج" الى مسارحنا كما كان أيام ثريا حلمي وفريال كريم...
سؤال نتركه في عبّ الغيب!!!.
تعليقات الزوار