في بلادي لا تزال المشاكل الإجتماعية تتراكم.. وهي خارج أولويات المسؤولين وغير مُدرجة على جدول أعمالهم. قضايا كثيرة وفضائح وسرقات تستدعي إقالة الكثيرين من مناصبهم ومسؤولياتهم، ولكن لا حراك في المؤسسات حتى التي تدّعي الإهتمام بشؤون المجتمع المدني وحقوق المواطن، مسناً كان أم طفلاً.
واليوم هل من يهتم جدياً بذلك، وأين أصبح مشروع قانون ضمان الشيخوخة؟
القضية تراوح مكانها، ومخبّأة في أدراج المجالس والصناديق والإدارت التي
"تتناتش" المصالح الشخصية بين المتنفذين وأصحاب المال والأعمال والتيارات والأحزاب والمسؤولين عن الشعب والمنتخبين من قبلهم.
ونتيجة لهذا، هناك مع كلّ صباح قصة جديدة من المعاناة، تختصر مشهد سوء الإدارة والفساد والإهمال واللامبالاة.
رجل أبى الإستسلام للواقع المعيشي المرير، ورغم كبر سنّه، فهو يستيقظ في الصباح الباكر، ليذهب للعمل، وأي عمل؟ العزف على الرصيف.
يحمل عوده ومقعده الصغير ليتنقل بين الأزقة والأحياء، يجلس وسط أرصفة مدينة بيروت "عاصمة الثقافة والحضارات الانسانية" معتمراً طربوشه اللبناني ليعزف للمارة ويغني لهم "الفولكلور".
صوته الشجي يؤكّّد موهبته رغم تقدمه في العمر، ومحاولته امتهان عمل لا يشوبه عيب في العموم، ولكن في الشكل والوضعية هو استجداء لا ريب فيه. بهذه الطريقة التي لا تخلو من الإهانة والمذلة للنفس وللكرامة، أغنياء ومسؤولون يلتقونه يومياً.. لكن لا أحد تتحرك فيه الإنسانية؟؟!!
تعليقات الزوار