مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستانالمنطقة التي تتجه الأنظار إليها كلاعب إقليمي يؤثر ويتأثر، فقد فرضت عليه الجغرافيا أولاً أن يكون في قلب التطورات في كل من العراق وسوريا، ولذلك يكون محور اهتمام من الجارتين تركيا وايران، أما التاريخ فقد فرض عليه أن يكون حذراً في تحركاته في منطقة ساخنة، ملفاتها دائماً شائكة.
وخلال العقدين الماضيين برز إسم مسعود بارزاني كسياسي بارع، يعمل وفق حقائق التاريخ والجغرافيا وهو يحترمهما بشدة،ولكنه أيضاً يستفيد منهما بقوة.الرئيس مسعود بارزاني الى جانب كونه سياسياً ناجحاً، فهو أيضاً محارب صلب يمسك البندقية ويهاجم.يُعتبر البارزاني رمزاً وطنياً وقومياُ، يحتل مكانة عظيمة عند الكرد وفي وجدانهم.يكتسب الرئيس مسعود البارزاني في هذه اللحظة التاريخية الحساسة والصعبة احترام وتقدير شعبه، كما يكسب ود واحترام دول العالم، إقليمياً ودولياً، وحتى من قبل أعدائه.
وهذه حالة استثنائية في تاريخ الشعوب كما يصفها البعض، لأنّ البارزاني بسماته الشخصية وقيمه الإنسانية ونزعته الوطنية الصافية يفرض نفسه على الأعداء قبل الأصدقاء. الرئيس مسعود بارزاني، يشكّل حالة متميزة في تاريخ الشعوب، ليس دفاعاً عن ارض كوردستان فقط، وإنّما دفاعاً عن الحضارة الإنسانية وتعرّضها لأشرس غزو همجي من قوى ظلامية، تستهدف الحضارة الإنسانية وتقدمها التي كلفت مزيداً من الدماء والجهد والوقت والمال.
الاستثنائي والمتميز في حالة البارزاني أنه رئيس لإقليم كوردستان يتخلى عن كل مغريات الحياة عندما تتعرّض بلاده للخطر، يخلع عنه لباس الرئاسة ويرتدي لباس البيشمركة والجندية ويأخذ مكانه في الخطوط الأمامية، يقود الحرب ويشارك فيها لا ليرفع معنويات جنوده ولا ليأخذ صوراً تذكارية للدعاية الانتخابية أو الإعلامية، بل ليشارك في الدفاع عن أرضه كأي جندي وبيشمركي.البارزاني لا يمارس سياسة "براغماتية فجّة وميكيافيلية"، لا يتعامل مع السياسة كفن مراوغة ولفّ ودوران، بل يتعامل مع السياسة بصدق وبأخلاق وبوضوح، وهو بذلك يفنّد مقولة لا أخلاق مع السياسة، لأن السياسة يمارسها بشر، وعندما تكون هذه السياسة بدون أخلاق يعني الذي يمارسها بدون أخلاق، وهذا ما لا يقبله البارزاني على نفسه الذي تربّى على قيم الأصالة والنبل وقيم حب الأرض والإنسان، لذلك يكسب ود واحترام شعبه، وشعوب العالم.
من حقّ الشعب الكردي أن يفتخر بشخص مثل مسعود البارزاني، كمواطن عادي وكرئيس إقليم ودولة، وجندي بيشمركي مقاتل.رجل بمثل رزانة وعقل مسعود البارزاني يعتبر بمثابة ثروة وطنية للاقليم، وتلعب شخصيته دوراً كبيراً في رقيّه. لقد اصبحت أعمال البارزاني وإنجازاته واضحة للعيان. فالتطور والازدهار اللذان يشهدهما الاقليم يعودان الى السياسة الحكيمة التي يتبعها، ولذلك أصبح محط قبول واحترام من كل الدول التي تحترم القائد الناجح والناضج الذي يسعى لتحقيق آمال شعبه.
تعليقات الزوار