الدكتور إيلي فرح: الكوليسترول وثلاثي الغليسيريد السببان الرئيسيان للنوبات القلبية والدماغية
Rania Magazine

صحة وتجميل

الدكتور إيلي فرح: الكوليسترول وثلاثي الغليسيريد السببان الرئيسيان للنوبات القلبية والدماغية

 
 
 
Facebook
 
Twitter
 
Linkedin
 
 

يعاني كل من النساء والرجال على حدّ سواء من مشكلة تراكم الدهون والشحوم في مناطق مختلفة من الجسم،  نتيجة عوامل ومسبّبات عدّة تؤدي إلى الإصابة بمرض الدهون، الذي تنتج عنه مخاطر صحية جسيمة أهمّها تصلّب الشرايين الرئيسية للقلب وحدوث سكتات دماغية تودي بحياة المريض. لذا، يجب الوقوف عند هذا المرض، والبحث بشكل جديّ عن أفضل السبل الكفيلة لمعالجته، كونه يؤثّر بشكل سلبي على صحة المريض. منذ فترة، شاهدنا مقابلة مميزة وهادفة للدكتور ايلي فرح الأخصائي في الطب الداخلي والتشخيص ورئيس قسمي الطب الداخلي والعناية الفائقة في مستشفى جبل لبنان، شرح خلالها مخاطر تراكم الدهون وضرورة الوقاية وعدم إهمال إجراء فحوصات دورية لتفادي النوبات القلبية والدماغية.

أخبرنا عن مرض الدهون، وما هي الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الإصابة به؟

من المتعارف عليه أنّ مرض الدهون هو مشكلة الكوليسترولوثلاثي الغليسيريد، ويعود السبب الرئيسي للإصابة به إلى العامل الوراثي، بوجود شخص أو أكثر في العائلة يعاني من تراكم الدهون، فتنتقل هذه المشكلة الصحية من الآباء إلى الأبناء. لذلك، يظهر مرض الدهون في سنّ مبكرة وتكون نسبة الكوليسترول في الجسم عالية جداً. كما إن بعض الأمور والعادات اليومية الخاطئة في الأكل والشرب تؤدي بدورها إلى مشاكل خطيرة منها: إنسداد الشرايين الرئيسية للقلب والقدمين والرقبة والدماغ، فيصبح حينها الشخص عُرضة للجلطات. مؤخراً، تمّ نشر دراستين عن 254 حالة تعرّضت لجلطة دماغية، وعندما دقّق الأخصائيون بأسبابها الجوهرية، تبيّن أنها ناتجة عن مشكلة الكوليسترول  وثلاثي الغليسيريد، على عكس ما يُشاع في مجتمعنا أن الجلطة الدماغية مرتبطة بارتفاع أو انخفاض الضغط أو بمرض السكري أو بالعصبية المفرطة. من هنا، تبرز أهمية مراقبة معدلات الكوليسترول وثلاثي الغليسيريد بشكل منتظم، لأنهما السبب الرئيسي لحدوث النوبات القلبية والدماغية، وغالبية الشعب اللبناني تعاني من هذه المشكلة ومعرّضة لخسارة حياتها في حال إهمال إجراء الفحوصات الدورية.  

ما هي أبرز الأسباب التي تؤدّي إلى تراكم الدهون والشحوم في الشرايين؟

 تعود هذه المشكلة بشكل أساسي إلى عامل الوراثة، بالإضافة إلى الإفراط في تناول مأكولات غنيّة بالكوليسترول مثل البيض وغيره من الأطعمة المحدّدة، ويشكّل أيضاً عامل العمر سبباً إضافياً لتراكم الدهون والشحوم. كما ساهم تضليل بعض الوسائل "الإعلانية" وتركيزها على إغراء المواطن بالمنتجات الغذائية المستهلكة يومياً والتي تحتوي بغالبيتها على ثلاثي الغليسيريد، في تفاقم مشكلة تراكم الشحوم والدهون في الشرايين وخلق مشاكل عدّة كان المواطن اللبناني بغنى عنها.  

ما هي العلاجات المناسبة للحدّ من هذه المشكلة؟

"الوقاية خيرٌ من ألف علاج"، كونها من العوامل الأساسية لمحاربة مشكلة تراكم الدهون والشحوم في الشرايين، وهي مذكورة ببندٍ أساسي في التوصيات العالمية كافة، لكنها مع الأسف لا تُطبّق في مجتمعنا. لذا من واجبنا كأطباء أن نحمي المرضى من خطر تراكم الدهون والكوليسترول بالعلاجات المناسبة كتناول الدواء، وحثّهم على  إجراء فحوصات دورية وعدم التهاون بنتائجها حتى لو كانت نسبتها تُلامس المعدل الطبيعي. وهنا، أودّ أن أحذّر الطبيب المختص من الاستناد إلى الأرقام الموجودة في الفحوصات الطبية فقط عند معالجة مرضاه، بل بالنظر إلى عامل الخطر الذي يهدّد صحة المريض، لأنّ الحالات المرضية والعلاجات تختلف من شخص إلى آخر.  إنتشر مؤخراً تضليل إعلاني يُحذّر من دواء الكوليسترول لأنه يؤدي إلى الخرف أو النزيف الدماغي، لكن هذا الدواء كغيره من الأدوية له عوارض جانبية لكنها قليلة مقارنة مع فوائده الجمّة، وتنحصر تأثيراته السلبية على الكبد أو العضل كحدّ أقصى، لكن المريض يوهم نفسه بهذه التأثيرات قبل البدء بتلقي العلاج. لذا، علينا أن نعي جيداً أهمية تناول دواءالكوليسترول خلال فترة العلاج وعدم حذفه من برنامج المريض لأنه يؤمّن الحماية القصوى لصحته، ويصنّف هذا الدواء بأنواع عدّة منها الأدوية القوية التي تساهم في تقليل نسبة الكوليسترول أكثر من 50%، والمتوسطة والخفيفة القادرتين على تقليل نسبة الكوليسترول أو LDL الكوليسترول الضار. أما الأدوية الأخرى فتُقلل من الكوليسترول بنسبة تتراوح بين 30 إلى 35%، وأهميتها تكمن في خفض الـ LDL.  دراسات عدّة أكدت صحة هذه الأدوية، بالإضافة إلى المعالجة عن طريق الإبر لخفض نسبة الكوليسترول بدرجة عالية.

هل مرضى السكري معرّضون أكثر من غيرهم لمشكلة تصلّب الشرايين؟

صحيح. لذا، يجب على أي شخص يبلغ من العمر أربعين عاماً أو أكثر ويعاني من مرض السكري، تناول دواء الكوليسترول إنطلاقاً من سبل الحماية والوقاية، لأنّ مرضى السكري باتوا اليوم كالشخص الذي تعرّض لذبحة قلبية. لكن ليس عليه الخوف من ذلك، فهنالك العديد من الأدوية التي تؤمّن له الحماية للعيش بصحة سليمة. أما بالنسبة إلى الأشخاص دون سنّ الأربعين، فتُقاس في هذه الحالة عوامل الخطر، من خلال مراقبة المشاكل التي تحصل مراراً في الكلى والقلب والإلتهابات التي تصيب البول، لتشكيل عوامل الخطر المحتملة، وإذا تبيّن أن لدى مريض السكري خطراً معيناً يتمّ علاجه بالدواء تبعاً للتوصيات العالمية الحديثة.  

هل يجب أن يبقى المريض ساعات طويلة دون طعام أو شراب لأخذ عيّنة من دمه؟

ليس من الضروري، لكن في حال كانت نتائج الفحوصات المخبرية غير منطقية، نطلب من المريض إعادة الفحوصات من جديد دون تناول المأكولات والمشروبات لمدّة تتراوح ما بين 8 إلى 12 ساعة. ونحكم بذلك على الأرقام ودرجة الخطر المحتملة في الفحوصات بوضع معدلي الـ  HDLو LDL في خانة المريض ونبني على أساسها العلاجات.

يتجه الأطباء كعادتهم لاختيار العلاجات بالأدوية ويغفلون عن نشر التوعية والثقافة، ما هي أهميتها اليوم؟

للأسف، فقد اللبنانيون ثقتهم بالكادر الطبي لأنهم يشكّلون اليوم جهازاً من منظومة الدولة الكاملة. لذا، يتوجّب علينا نحن الأطباء إعادة الثقة المفقودة بالجهاز الطبي، عبر تفعيل ونشر الثقافة الطبية والتوعية التي تشكل اليوم عنصراً أساسياً لدعم الشعب اللبناني النابض بالحياة والذي يمتلك فكراً وتطلعاً واسع الآفاق، بالتكاتف الجدي معاً لتأمين الوقاية الصحية والسياسية والاجتماعية وغيرها...

ما هي الرسالة التي توجّهها إلى الجميع في موضوع تراكم الدهون والشحوم في الشرايين والجسم؟

أُشدّد في رسالتي على أهمية إجراء الفحوصات المخبرية ابتداءً من عمر 9 إلى 11 عاماً لمعرفة نسبة تراكم الدهون والشحوم في الجسم، ويجب أن تُعاد الكرّة بعد سنّ المراهقة (17 و21 عاماً)، نظراً إلى تأثير معدلات النمو والهرمونات لدى الرجال والنساء على منسوب الكوليسترول. بعدها، تُجرى الفحوصات بعد مضي 3 أو 5 أعوام إذا لم يكن هنالك مشاكل ومخاطر صحية، لكن إذا ثبت وجودها، من الضروري مراجعة الطبيب المختص ليتخذ قراراً سليماً بوصف العلاجات في الوقت المناسب.ش

 
 
الإثنين، 20 أيّار 2019
|| المصدر: مجلة رانيا

أضف تعليقاً

الأسم *
البريد الإلكتروني *
التعليق *
كود السرّيّة *
(*) كود السرّيّة يهدف لحماية الزائر/العضو والموقع في نفس الوقت

تعليقات الزوار

    إن موقع مجلة "رانيا" لا يتحمل مسؤولية التعليقات وهو غير مسؤول عنها.

موضة

New Arrivals

صحة وتجميل

احمي بشرتك في الصيف مع عبجي
احمي بشرتك في الصيف مع عبجي

تقرير

العجز المائي سيصل إلى 610 ملايين متر مكعب عام 2035
العجز المائي سيصل إلى 610 ملايين متر مكعب عام 2035 ...
 
 
 
 
 
 
 
  • Facebook
  • Twitter
  • Insatgram
  • Linkedin
 
CONTACT US
 
Address:
Beirut, Dekwaneh, Fouad Shehab Road, GGF Center, Block A, 3rd Floor
 
Phone: +961 1 484 084
Fax: +961 1 484 284
 
Email:
[email protected]
 
 
RANIA MAGAZINE
 
RANIA MAGAZINE was first issued at the beginning of year 2002 as a monthly magazine.


RANIA MAGAZINE is concerned with economic, development, social and health affairs, news of municipalities, ministries and banks…
 
 
 
 
جميع الحقوق محفوظة @2024 لِمجلّة رانيا | برمجة وتصميم Asmar Pro