بدأت المستشفيات اللبنانية بالعلاج المناعي Immunotherapyلمقاومة السرطان
تعدّ آلام المعدة ظاهرة شائعة، وغالباً ما يخلط الناس بين ألم المعدة وألم البطن بل ويذهب البعض إلى ربط الألم الذي يصيبهم في منطقة المعدة بنوع محدّد من المأكولات أو المشروبات. إلاّ أنّ 40% من الشعب اللبناني تختبئ في معدته جرثومة الـ H.pyloriالتي تسبّب القرحة، سرطان المعدة وأمراضاً أخرى. والغريب أنّها تتعايش معنا ونسبة 20 الى 30% من الأشخاص المصابين يعانون من عوارض ناتجة من هذه الجرثومة، ولا ترتبط بأيّة عوارض، ومن الممكن أن نقضي حياتنا دون أن نكتشفها أو نعالجها. وللإستفسار أكثر إلتقينا الاخصائي في الطب الداخلي والتشخيص ورئيس قسمي الطب الداخلي والعناية الفائقة في مستشفى جبل لبنان الدكتور إيلي فرح ليطلعنا على طبيعة هذه الجرثومة وعوارضها وكيفية التخلّص منها.
أخبرنا عنالبكتيريا الملوية البوابية H. pylori؟
جرثومة الـ H. pyloriهي نوع من البكتيريا في المعدة، اكتشفها الطبيبان الأستراليان "باري مارشال" و"روبن وارن" في العام 1982 وركّزا على صلتها بعوارض قرحة المعدة والإثنى عشر. تعيش هذه الجرثومة داخل خلايا المعدة وتفرز "إنزيمات" وسموماً معينة تعمل على التهاب غشاء المعدة كما تؤثر على جهاز المناعة الموضعي والإثنى عشر لفترات طويلة.
هل تؤدّي هذه البكتيريا للإصابة بأمراض سرطانية؟
لا تعود أهمية إكتشاف هذه الجرثومة وعلاجها إلى ارتباطها بقرحة المعدة والإثنى عشر فحسب، بل إلى إرتباطها أيضاً بسرطان المعدة وبالـ "لامفونا الجهاز الهضمي المعروف بالـ مالتوما"، وهو تورّم في الجهاز اللمفاوي في قلب جهاز المعدة والإثنى عشر.
ما هي الأسباب التي تؤدي للإصابة بهذه البكتيريا؟ وكيف يمكن تشخيصها باكراً؟
تنتقل إلينا هذه الجرثومة عن طريق المياه أو الأكل الملوث برواسب البرازوتتعايش معنا، وتبلغ نسبة الاشخاص المصابين بها من 20 الى 30 في المئة رغم أنهم يتمتعون بصحة جيدة، ما يعني أنّ الشخص قد يحملها لسنوات عدّة دون أي عوارض. لذلك فإنّ التوصيات العالمية تشير الى إجراء الفحص لكشفها فقط لدى الأشخاص الذين تبدو عليهم العوارض التالية: قرحة في المعدة أو في الإثنى عشر، سوابق قرحة، عسر الهضم، شعور بالغثيان، فقر دم غير معلوم الأسباب أو نقص في الصفائح الدموية، بالإضافة الى السيرة العائلية الحاملة لسرطان المعدة. ففي دراسة نشرت في العام 2018 وشملت 1000 شخص لديهم عوارض الجرثومة، أظهرت نتائجها أنّ 50 في المئة فقط يحملون الـ H. pylori. وفي العام الماضي، أظهرت دراسة لبنانية شملت حوالى 270 شخصاً يتمتعون بصحة جيدة، أنّ 42 في المئة منهم لديهم جرثومة الـ H. pyloriفي المعدة. من هنا، يمكن القول أنّ معدل الإصابة بهذه الجرثومة في لبنان يبلغ حوالى 40 في المئة تقريباً وهو الأدنى بين الدول العربية المجاورة، ففي الأردن يبلغ المعدل 77 في المئة، فيما يتراوح في كل من الكويت ومصر بين 80 و85 في المئة.
ما هي الفحوصات التي يجب إجراؤها وكيف يتم العلاج؟
تتضمّن الفحوصات التالية: فحص النفس، فحص براز المصاب أو إجراء منظار للمعدة وأخذ عيّنة منها، وفحص الدم الذي يكشف المناعة ضدّ تلك الجرثومة. بعد إجراء الفحوصات اللازمة واكتشاف الجرثومة، يمكن البدء بالعلاج من خلال المضادات الحيوية، وبعد الانتهاء ننتظر أربعة أسابيع لنعيد إجراء فحوصات للتأكّد من القضاء نهائياً على الجرثومة.
هل يعد تلوث المياه والهواء من العوامل الرئيسية المُسبّبةلهذه الجرثومة؟
جرثومة الـ H. pyloriهي الاكثر انتشاراً في العالم وبمستويات أعلى من تلك الموجودة في لبنان، وأن تلوث المياه والتربة والتوصيات المتعلقة بها منتشران عالمياً، لذلك لا يمكن الربط المباشر بين تفاقم أزمة التلوث ونسبة الإصابة بالجرثومة، فمن الممكن أن يكون هناك إجراءات عالمية لمكافحة التلوث وفي الوقت نفسه تكون معدلات الإصابة بهذه الجرثومة مرتفعة.
أين أصبح العلاج المناعي Immunotherapy؟ وهل يدخل قريباً المستشفيات اللبنانية؟
بدأنا مؤخراً تطبيق العلاج المناعي Immunotherapyعلى مرضى السرطان في كافة المستشفيات اللبنانية وحصدنا نتائج مقبولة. هذا العلاج لا يمكن أن يستفيد منه جميع المرضى، لذلك يجب إجراء فحوصات معينة أولاً لمعرفة إن كانت الخلايا السرطانية قابلة للعلاج المناعي. وبعد التأكّد من قابلية تلقي المريض لهذا العلاج، تتراوح نسبة الحصول على نتيجة إيجابية ما بين 20 و30 في المئة، يعود ذلك لكوننا نتعامل مع مرض "خبيث" لديه طرق عدّة للإنتشار في الجسم.
تعليقات الزوار