مصطفى الحريري: نجتمع على حبّ لبنان ونتمسّك به وطناً جامعاً مستقلاً
احتفل العديد من اللبنانيين في بلدان الاغتراب بعيد الاستقلال في ذكراه الـ 75، كُلاً على طريقته الخاصة. من جانبه، نشر مصطفى الحريري كلمة جاء فيها: "قيل الكثير في معاني الاستقلال. هو الحرية والعيش بكرامة وصون الأرض، هو الحفاظ على الهوية والشعور بالانتماء للوطن. هو الديموقراطية بمعانيها الحقيقية التي تبني مستقبلاً مشرقاً لكل فرد بعيداً عن التبعية العمياء، الجهل، التطرف والكراهية.الاستقلال في معناه السياسي والعسكري يؤرّخ لنهاية حقبة من الاحتلال والصراعات العسكرية. نجتمع اليوم لنحتفل باستقلال لبنان في عامه الـ 75، مع أن في فرحتنا غصّة، فلبنان، ومنذ استقلاله في العام 1943 ما يزال يرزح تحت صراعات سياسية وحروب، أصابت كيانه بالتعب لكنه لم يسقط، بفعل إصرار وصلابة وتضحيات اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم، إن عبر الصمود وعدم الاستسلام في الداخل، أم من خلال نجاحات كل لبنانيّ مغترب. عُرف لبنانيو الاغتراب منذ القدم بمثابرتهم، نجاحهم، وإبداعهم في كل الميادين أينما حلّوا. نحن اليوم، معكم أيها الأحباء في كوردستان، للإحتفال بعيد الاستقلال بنكهة مختلفة. الجالية اللبنانية لم تشعر قطّ أنها في غربة، بل لاقت كل الدعم والاحتضان من السلطات العراقية عامة والكردية بشكل خاص، وبادلت المحبة بالمحبة، والوفاء بالوفاء. لم نترك كوردستان الحبيبة في أصعب الظروف ورفضنا المغادرة، لأنّ العلاقة التي ربطتنا بهذا البلد أقوى من أن تكون مبنية على الاستفادة الاقتصادية فقط، بل هي علاقة الإنسان بالإنسان، وعلاقة شعبين يعيان معنى التضحية من أجل الوطن والتحرّر للعيش بسلام وبناء مستقبل أفضل. ثقافتنا أن تبقى معانقاً شموخ الأرز في لبنان. أصدقائي، لن أقول مهما باعدتنا الخلافات بل الاختلافات، والاختلاف حق. وأينما كنا في بلاد المهجر، فإننا لن نغادر وطننا، بل سنتجذّر فيه أكثر، ونجتمع على حبّه ونتمسّك به وطنا لنا جميعاً، ونطمح أن نرى كل مواطن فيه يعيش بكرامة".
تعليقات الزوار