تعيش المرأة في وسواس المحافظة على أناقتها وإطلالتها فهي تحب أن تبدو دائماً بمظهرٍ لائق لا سيما في مناسباتها الإجتماعية، لذلك تتصدر الأسواق التجارية اهتماماتها.
وللتسوّق نوعان:
أولاً: التسوق الإيجابي الذي تلبّي بواسطته المرأة حاجاتها الأولية وحاجات أسرتها.
ثانياً: التسوق السلبي ويعني الإفراط في عملية الشراء حتى الوصول إلى حالة الإدمان وربَّما المرض حيث تسيطر اللاّعقلانية على المرأة وتصبح تطلباتها خيالية وأحلامها لامحدودة وخزائنها عاجزة عن استيعاب وتكديس مشترياتها.
أسباب هذا الهوس نفسية بحت فيكون اللجوء للتسوق مثلاً للهروب من الكآبة، الفراغ المقلق أو الوحدة... هذه العوامل تولّد صداقة بين المرأة والتسوق، لا بل راحة تمنعها من الإستغناء عنه لأنه يخفف عنها ضغوطات الحياة. هذا وقد أظهرت الدراسات أن المتعة في التسوق ناتجة عن جوع عاطفي أو رغبة في الإنتقام من الرجال. بالإضافة إلى أسباب أخرى كرغبتها في التماشي مع الموضة والموديلات الجديدة لمواكبة العصر، أو الحسد العارم في نفس المرأة والتنافس بين السيدات في شراء الأفضل منالملابس والأحذية وأدوات التجميل ....
وأبرز العوامل التي تزيد من تفشي هذه الظاهرة هو انتشار مجلاّت التسوق والإعلانات التي تلعب على نقطة ضعف النساء أي الناحية العاطفية لديهنّ، بالإضافة إلى السوق الذي يدرس ما تميل إليه المرأة ويجذبها حتى لا تستطيع مقاومة مغرياتها..
قمنا بأخذ آراء بعض سيدات المجتمع حول هذا الموضوع:
السيّدة وداد المرعبي: "للتسوق ناحية إيجابية وناحية سلبية، فهو من جهة مفيد لتنشيط حركة الأسواق وانعاش الإقتصاد. أما الناحية السلبية فهي عندما يوضع التسوق في أولوية الحياة، وهذا خطأ كبير ممكن أن يؤدي إلى تراكم الديون على الأفراد. وقد يصبح التسوق إدماناً عندما يدخل اللاّوعي ويتحوّل إلى مرض. أنا لا أشعر أبداً باليأس في حال لم أتسوَّق لكني أشعر ببعض السعادة كما يشعر الجميع عندما يشترون شيئاً جديداً".
أكِّدت الليدي هند برهوم أنها تشعر بسعادة لدى التسوق لكنها لا تيأس في حال عدمه، مشيرةً إلى أن المرأة بطبعها تحب أن تبدو جميلة وأنيقة وأن تشتري أغراضاً جديدة ويجب أن يكون ذلك ضمن الحدود والإمكانيات المادية. واعتبرت أن هذه الظاهرة موجودة منذ زمن بعيد لكنها تتوسع نظراً إلى كثرة مشاكل وهموم المرأة لذلك تلجأ للتسوق كـ"فشة خلق"، كما أوضحت أن بعض النساء أصبحن مدمنات على التسوق بسبب عقد نفسية مكبوتة ومن الصعب الشفاء من هذا الإدمان.
السيدة منى زنتوت: "أفضّل أن لا أنقطع عن التسوق لأني سأشعر حينها أن شيئاً ما ينقصني لكن من دون الشعور باليأس كما أنني في حال وجدت ثياباً تناسبني سأشعر بالرضى. إن فعل التسوق هو أمر جميل وممتع وكل امرأة طبيعية تحب ذلك لأنه يشكل تغييراً في حياة المرأة ويرفع معنوياتها. أنا أحبّذ انتشار التسوق لكن بطريقة معتدلة كي لا يصبح إدماناً لذلك أنصح بضرورة تحكيم العقل عند القيام بهذه العملية.
لمعالجة هذه الآفة، على المرأة اعتماد الإعتدال خلال التسوّق وشراء الحاجات الضرورية ضمن المعقول مبتعدةً عن التمثّل بصديقاتها ومتسلحةً بالحكمة وبذلك تُحافظ على وعيها الكامل وتسيطر على رغباتها...
تعليقات الزوار