العواصف والأمطار.. نعمة أم نقمة؟!
أصبح التغيّر المناخي واقعاً لا مفرّ منه في لبنان، وهذا ما شهدناه في الآونة الأخيرة من خلال تزايد كميات الأمطار وانحسارها في فترة زمنية محدّدة، فضلاً عن ارتفاع حدّة العواصف والأضرار الناجمة عنها. هذا الأمر فرض تحديات جديدة أمام معظم البلديات التي اتخذت إجراءات عدّة للحدّ من الأضرار التي خلّفتها، وذلك باعتماد خطط إنمائية تحوّلت إلى أولويات مُدرجة على جدول أعمالها لمواكبة التقلّبات المناخية القاسية ولتطوير البنية التحتية باستمرار، بالإضافة إلى القيام بالإصلاحات اللازمة منها: فتح الطرقات والأقنية، تسليك مجاري صرف مياه الأمطار وغيرها من الأعمال التي تقع على عاتق البلديات ضمن نطاقها البلدي، إلى جانب مسؤولية وزارة الأشغال العامة والنقل ومجلس الإنماء والإعمار في الكشف المُبكر عن أي خلل، من شأنه أن يُهدّد السلامة المرورية والمصلحة العامة.لذلك، أجرينا مقابلات مع بعض رؤساء البلديات للاطلاع على الخطوات والإجراءات التي قاموا بها في مناطقهم.
رئيس بلدية الدكوانة المحامي أنطوان شختورة:لم تشهد الدكوانة مشكلة سيول على طرقاتها وأحيائها الداخلية
أفاد رئيس بلدية الدكوانة المحامي أنطوان شختورة بأنّ شرطة البلدية متأهّبة كعادتها، وعلى جهوزية تامة لتلبية إحتياجات المواطنين خصوصاً خلال فترة العواصف، وذلك للحدّ من أضرارها الجسيمة على الممتلكات والأشخاص، في حال سقوط الأشجار ولوحات الإعلانات على السيارات أو عند إغلاق الطرقات وتوقّف حركة السير. وأشار شختورة إلى وجود فريق عمل متخصّص تابع للبلدية يتولّى مهام تطبيق الإجراءات والتدابير التي تحول دون تفاقم تلك الأضرار. أما بالنسبة إلى الفيضانات والسيول، فأكّد شختورة أنها لم تجتح الطرقات والأحياء الداخلية للبلدة قطّ، إذ تمّ فتح الأقنية وتنظيفها قبل شهرين من بدء موسم الشتاء وتجري مراقبتها باستمرار، باستثناء منطقة واحدة وتحديداً أمام محطة "دالاس"، حيث تعرّضت إلى السيول نتيجة فيضان المجاري، لكنّ البلدية اتخذت الإجراء المناسب. في السياق، اعتبر رئيس البلدية أن أسباب الفيضانات تعود بالدرجة الأولى إلى أنّها قوّة قاهرة من الطبيعة، وكل دول العالم تشهد مثل هذه الأحداث، إلاّ أنه عبّر عن أسفه لما حدث مؤخراً في العديد من المناطق اللبنانية وعن المشهد المُعيب الذي ساد طرقاتها وأحياءها، بسبب إهمال وتقصير بعض البلديات في الاهتمام بأحوالها والكشف الدوري على الأقنية والمجاري وتنظيفها. وعن الجهة المسؤولة عن تحقيق السلامة المرورية، أوضح شختورة أنها تنقسم إلى قسمين: الطرقات الداخلية التي تتولى تأهيلها البلدية، والطرقات الرئيسية والأوتوسترادات التي تعود مسؤولية تجهيزها وتعبيدها إلى الدولة، وهنالك بعض الطرقات والساحات العامة التي تدخل ضمن مهام البلدية لكنّ المسؤولية الكبرى تتحمّلها الدولة وحدها.
رئيس بلدية فرن الشباك ريمون سمعان: لم نتكبّد أي خسائر ناتجة عن الأمطار الغزيرة
وذلك بسبب الإجراءات الاستباقية التي اتخذناها
أشار رئيس بلدية فرن الشباك ريمون سمعان الى أن المنطقة لم تتكبّد أية خسائر مادية جسيمة ناتجة عن العواصف والأمطار الغزيرة، بسبب الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها البلدية ونفّذها فريق عملها المختصّ، المتأهّب والمستعد دائماً لتحقيق السلامة العامة وحماية المواطنين من آثار العواصف، ومعالجة أي طارئ بالإمكانيات الموجودة وبالسرعة المطلوبة. وأكّد سمعان أن فتح الأقنية وتنظيفها قبل بدء موسم الشتاء والكشف الدوري عليها، ساهم في حماية البلدة من خطر السيول وفيضانات الطرقات، مُعتبراً أن أسباب حدوث السيول تعود إلى عدم الاهتمام بتسليك وفتح الأقنية والمجاري قبل موسم الأمطار، بالرغم من أنها أعمال روتينية وهي من ضمن مهام البلديات. بالإضافة إلى الانسداد الطارئ لمجرى السيول الناتج عن رمي النفايات والردم. أما بالنسبة للمسؤول عن تحقيق السلامة المرورية على الطرقات، فأفاد سمعان بأن هناك مركزاً مختصّاً بمعالجة هذه المشاكل ومهمّته تفقّد الطرقات للتأكّد من سلامتها وتحقيق الحركة المرورية الآمنة.
رئيس بلدية غزير المحامي شارل الحداد: تعمل البلدية على احتواء آثار العواصف بإجراءاتها الاحترازية
أوضح رئيس بلدية غزير المحامي شارل الحداد أن البلدة لم تشهد أضراراً جسيمة ناجمة عن حدّة العواصف التي ضربت لبنان، ويعود ذلك إلى الإجراءات الاحترازية التياتخذتها البلدية من خلال فتح الأقنية وتنظيفها قبل 4 أشهر من بدء موسم الشتاء، بالإضافة إلى تسيير دوريات تابعة للشرطة في أحياء البلدة، فضلاً عن جهوزية فريق عمل تابع للبلدية تحسّباً لأي طارئ.وشرح الحداد أسباب الفيضانات والسيول بأنّ هطول الأمطار بشكل غزير في فترة زمنيّة قصيرة يرفع منسوب المياه حتى يتجاوز قُدرة أنظمة التصريف على حمل المياه بعيداً عن الشوارع والمدن، ويُمكن أن يُؤدّي هطول أمطار خفيفة أو متوسطة بشكل متواصل لعدّة أيام أو أسابيع إلى النتيجة نفسها. وفيضان الأنهر الناتج عن تراكم المياه أكثر من المُعتاد، وانهيار السدود التي تخزّن في بعض الأحيان كميّات كبيرة من المياه، بحيث تفوق قدرة السدّ على إستيعابها، ممّا يُؤدي إلى انهياره وحدوث فيضان في المناطق المُحيطة به. لكن، يمكن اتخاذ إجراءات عدّة للتعامل مع الفيضانات، من خلال تطوير شبكات قائمة على فصل مياه الصرف الصحي عن مياه الأمطار، توسيع مجاري الأنهار الدائمة وإزالة التعديات التي تعيق حركة المياه فيها. وفي الحديث عن المسؤول عن تحقيق السلامة المرورية على الطرقات، أكّد المحامي شارل أنّ الطرقات الداخلية للبلدة هي من مهام البلدية، والطرقات الرئيسية تقع على عاتق الدولة.
نائب رئيس بلدية شكا أنطوان أبي شاهين: إجراءات البلدية الاستباقية حدّت من أضرار العواصف
تحدّث نائب رئيس بلدية شكا أنطوان أبي شاهين عن الإجراءات التي اتخذتها البلدية كباقي البلديات، أهمّها فتح الأقنية وتنظيفها قبل بدء موسم الشتاء، والإشراف عليها من قبل فريق عمل متخصّص منتشر ليلاً نهاراً على الطرقات لا يغفل عن تحقيق مصلحة المواطنين، وهذا الأمر تأخذه البلدية بعين الاعتبار وتصرُّ عليه. بالإضافة إلى وجود قسم خاص للطوارئ في البلدية، يعمل على التصدّي لأية أخطار ناجمة عن العواصف. تتميز بلدة شكا بأنها منطقة غنيّة بالينابيع القريبة من الطرقات والمنازل، وبسبب العواصف والأمطار الغزيرة تعرّضت البلدة لطوفان هذه الينابيع ودخول كميات طفيفة منها إلى المنازل، لكنّ البلدية تمكّنت من السيطرة عليها دون أي ضرر في الممتلكات والمنازل وحتى في المبنى البلدي، ولم تشهد البلدة انخسافاً في الطرقات أو تهدّماً في سفوح الجبال، خصوصاً في المشروع الجديد الذي تعمل عليه البلدية من خلال شقّ الجبال الذي لم يتعرّض بدوره إلى السيول. شدّد أبي شاهين على أن جميع الإجراءات المتّخذة والأعمال التي تقوم بها البلدية بالتعاون مع المجلس البلدي هي بتمويل ذاتي. وبالإشارة إلى المسؤول عن تحقيق السلامة المرورية على الطرقات قال أبي شاهين: "بالنسبة إلى بلدة شكا، تُعتبر البلدية المسؤول الوحيد عن الطرقات الداخلية فيها، أما الطرقات الرئيسية فهي من مسؤولية الدولة ولا تقع على عاتق البلدية مهام تنظيمها أو الاهتمام بها. ولكن، ليس لدينا أية مشكلة في تقديم المساعدة إذا تمكنّا لتعبيدها. نحن جاهزون دائماً لتقديم المساعدة للدولة وتنفيذ توجيهات القائمقام أو المحافظ في هذا المجال، لأننا نَعتبر أنفسنا شركاء في تحقيق المصلحة العامة".
رئيس بلدية سن الفيل نبيل كحالة: لجنة الأشغال والجرافات التابعة للبلدية متأهّبة دائماً لأي طارئ
رأى رئيس بلدية سن الفيل نبيل كحالة أنّ العواصف هي من العوامل الطبيعية وقوّة قاهرة، يمكن تفادي آثارها السلبية بإتخاذ بعض التدابير الوقائية بالحدّ الأدنى، علماً بأن حوالى 90 في المئة منها تفوق قدرة البلديات في السيطرة عليها، خصوصاً في العواصف الأخيرة التي ضربت لبنان. لكنّ بلدية سن الفيل كانت جاهزة ومتأهّبة للتصدّي لها، وقامت في شهر أيلول من العام الفائت، بفتح الأقنية والمجاري وتنظيفها تحضيراً لاستقبال موسم الشتاء، والدليل على ذلك أنّ المنطقة لم تتعرّض لمشكلة سيول أو فيضانات. بالإضافة إلى أن البلدية تقوم دائماً بالتنسيق مع الجهات المعنية عبر عقد اجتماعات دورية، بحضور لجنة الطوارئ في قضاء المتن، ممثل البلدية وممثلين عن البلديات الأخرى والدفاع المدني، لبحث الإجراءات التي يجب إتخاذها للحدّ من أضرار هذه العواصف، ومن ثمّ إبلاغها للقائمقام وإصدار التحذيرات اللازمة. إنّ لجنة الأشغال والجرافات التابعة للبلدية حاضرة في الساحة العامة والطرقات الداخلية تحسباً لأي طارئ، فضلاً عن أرقام الهواتف الخاصة بالبلدية لتلقي مكالمات المواطنين عند الضرورة. هذه هي التحضيرات والتجهيزات التي تقوم بها البلدية عادةً في موسم الشتاء. أما في ما يتعلّق بأسباب الفيضانات والسيول، فاعتبر رئيس البلدية أنّ سببها هو عدم فتح الأقنية والمجاري وتنظيفها بشكل دوري ومنتظم، لذلك يجب أن تقوم الدولة بتأهيل البنى التحتية على الطرقات الرئيسية، لعدم تكرار المشهد نفسه الذي فتك بمعظم الطرقات في بعض المناطق، لأنها ليست من مهام ومسؤوليات البلدية. لكن، هنالك بالتأكيد تعاون مع الوزارات المعنية في تأهيل وفتح الطرقات الرئيسية، بل في أغلب الأحيان تحلّ البلديات مكان الدولة في صيانة وتأهيل تلك الطرقات.
نائب رئيس بلدية ضبيه عبدو الزغبي: كثّفت البلدية إجراءاتها لتفادي الأضرار خلال العواصف
أكّد نائب رئيس بلدية ضبيه عبدو الزغبي أنّ البلدية اتخذت إجراءات عدّة منها: فتح الأقنية ومجاري المياه والأنهار وتنظيفها قبل حوالى الشهر تقريباً من بدء موسم الشتاء ضمن صلاحياتها وقدراتها المادية. مواجهة الحالات الطارئة من خلال قسم خاص للطوارئ في البلدية، يعمل على مواجهة الأخطار الطبيعية إلى جانب عمّال البلدية. وبفضل تلك الإجراءات لم تتعرّض البلدة لأية أضرار ناجمة عن حدّة العواصف كالبلدات الأخرى. أما عن أسباب الفيضانات والسيول، فأشار الزغبي الى أنّ عدم فتح الأقنية وتنظيفها أحد الأسباب الجوهرية لفيضان المجاري، خصوصاً بعد فيضان المياه على أوتوستراد ضبيه بسبب عبّارة مُغلقة، لكن وزارة الأشغال العامة والنقل اتخذت التدابير اللازمة وعالجت هذه المشكلة، لأنّ الأوتوسترادات بشكل عام تندرج ضمن مهامها وصلاحيتها التي تنصّ على القيام بأعمال الصيانة، التأهيل والتجهيز. تابع الزغبي حديثه مشيراً إلى أن مسؤولية تحقيق السلامة المرورية على الطرقات تعود إلى الدولة والبلديات، كلّ ضمن نطاق صلاحياته وحدوده، فالطرقات الدولية من مهمّة الدولة ووزارة الأشغال، أما الطرقات الداخلية فتعود حصراً للبلديات. هنالك تعاون دائم مع الدولة والوزارة في تأهيل الطرقات الرئيسية.
المسؤولة الإعلامية في بلدية ضهور الشوير نسرين عطايا بو زيد:
واجهت البلدية أخطار العواصف بخطط إنمائية مُسبقة
أفادت المسؤولة الإعلامية في بلدية ضهور الشوير نسرين عطايا بو زيد بأن البلدية وضعت خطّتها قبل بدء موسم الشتاء وحدّدت الأضرار الناجمة عن العواصف وكيفية تفاديها، ومنها: انقطاع التيار الكهربائي بالتواصل المباشر مع الشركة المعنية لإصلاح العطل الطارئ.الانهيارات وإغلاق الطرقات بتكليف شرطة البلدية وحرس السير بالعمل على تسهيل حركة المرور. أما بالنسبة إلى إنسداد الأقنية والسيول، فيتولى عمّال البلدية منذ شهر أيلول من كل عام، مهام تنظيف كل قنوات تصريف المياه والمجاري في مناطق ضهور الشوير وعين السنديانة، للتأكّد من قدرتها على استيعاب كميات كبيرة من الأمطار. أما في ما يخصّ تراكم الثلوج على الطرقات الداخلية والرئيسية، فتقوم البلدية بتقسيم المنطقة إلى ثلاثة أجزاء: طرقات فرعية، رئيسية، وأخرى داخلية، وتعمل الجرافات التابعة للبلديةعلى إزالة الثلوج منذ ساعات الصباح الأولى، بمعدل 6 مرات في اليوم الواحد، وكذلك تعمل الجرافات التابعة لمركز الثلوج وللدولة على فتح جميع الطرقات دون إستثناء. وأضافت المسؤولة الإعلامية :"نحن جاهزون ومستعدّون لمواجهة المخاطر والأضرار الناجمة عن العواصف، لهذا فإنّ بلدتنانموذجية بفضل خطّة البلدية التي تندرج ضمن الخطّة المتكاملة العامة التي وُضعت في العام 2010 وما زالت مستمرّة حتى اليوم". أما أسباب الفيضانات والسيول، فاعتبرت بو زيد أنّ السبب الرئيسي يعود إلى عدم تنظيف الأقنية من النفايات، الأوساخ وأوراق الأشجار. بالإضافة الى أسباب طبيعية ناتجة عن غزارة الأمطار وجرفها للنفايات، لكن إذا كانت قنوات الصرف الصحي مفتوحة وتعمل بشكل سليم فلا تُسبب الفيضانات، خصوصاً في المناطق الجبلية الغنيّة بالأشجار الكثيفة والتي من الممكن أن تتسبّب أوراقها بانسداد الأقنية والمجاري.
تعليقات الزوار