افتتح حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المؤتمر الدولي السنوي الرابع عشر للبورصات العالمية تحت عنوان "رؤية جديدة لأسواق التداول" في فندق فينيسيا - بيروت، بحضور ممثلين للبورصات العالمية وهيئات الأسواق المالية وغرف المقاصّة ومتخصّصين في مجال التكنولوجيا الرقمية وفاعليات اقتصادية ومصرفية بارزة. يهدف هذا المؤتمر إلى مناقشة أحدث التقنيات والاتجاهات العالمية في الأسواق المالية، وتمحور حول أهمية تحديث منصّة التداول ومواكبة العصر، لا سيما مع ظاهرة توجّه الأسواق المالية نحو تنويع مصادر الدخل واعتماد أحدث التقنيات واستقطاب عملاء جدد. وركّز المؤتمر أيضاً على دور الأسواق المالية وتأثيرها على النمو الاقتصادي، والتحديات التي تواجهها في ظل تطوّر أنظمة التسوية والدفع وخدمة البيانات والابتكارات التكنولوجية الجديدة Fintech.
الحاكم رياض سلامة: ننتظر من الحكومة تخصيص بورصة بيروت لنستقطب شركات جديدة
تعمل هيئة الأسواق المالية على استدراج العروض لخلق منصّة تداول إلكترونية
خلال المؤتمر، ألقى الحاكم سلامة كلمة جاء فيها: "إنّ هذه التظاهرة الاقتصادية التي تشهدها بيروت تعكس مدى الثقة العالمية بالأسواق اللبنانية والدور الذي تلعبه في المنطقة.لذلك أطمئن الجميع أن الهدوء عاد ليخيّم على أسواقنا بعد تشكيل الحكومة، وشهدنا ارتفاعاً في أسعار الـ Eurobonds وعاد مردود هذه السنوات إلى نحو 9.50% بعدما كان قد بلغ بين 11 و 12%، وتراجعت كلفة التأمين لفترة خمس سنوات إلى 7% بعدما كانت قد ارتفعت إلى 9% وأكثر. واليوم قد هُيّئت الأرضية وتسارعت عجلة العمل الجديّ لتطوير الأسواق المالية وتعزيز حماية المستثمر. وانطلاقاً من هذه المبادئ الراسخة التي وضعتها هيئة الأسواق المالية نصب أعينها منذ إقرار القانون 161 الذي أنشئت بموجبه، كان العمل الدؤوب على إيجاد الأطر التشريعية، الذي أفضى بالتعاون مع البنك الدولي، إلى إصدار الأنظمة التطبيقية للهيئة، وتمحورت حول سلوكيات السوق والعمل، بالإضافة إلى الترخيص والتسجيل والإدراج وهيئات الاستثمار الجماعي، مع مراعاة أفضل المعايير والتوجهات العالمية في هذا المجال، لحفظ مكانة لبنان على خارطة العولمة المالية. وفي إطار التعاون الدولي، استكملت الهيئة جهودها الرامية إلى توطيد العلاقات مع الأجهزة الرقابية الإقليمية والدولية، فانضمّ لبنان إلى المنظمة العالمية لهيئات الأوراق الماليةIOSCO كعضو مشارك، ووقعت الهيئة مع جهاتٍ محلية، إقليمية ودولية (فرنسية وروسية وألمانية وقبرصية وإماراتية وعمانية وتونسية ومصرية وقطرية) مذكرات تفاهم واتفاقيات تعاون عدّة. وتهدف هذه المبادرات إلى تحديد أطر التنسيق والمساعدة الفنية عند الحاجة، وتبادل المعلومات بما يعزز الثقة بالأسواق اللبنانية لتصبح أكثر جاذبية للمستثمرين اللبنانيين والأجانب، وتثبت مكانة لبنان كمركز مالي هام في المنطقة". أما على الصعيد المحلي، واستناداً إلى ما ينصّ عليه القانون، فأشار الحاكم سلامة: "نحن بانتظار أن تُقرّ الحكومة اللبنانية تخصيص بورصة بيروت، لأنّ أبرز العناصر لتطوير أسواق رأس المال تكمن في وجود بورصة فاعلة وناشطة لتستقطب شركات جديدة، على أن تتركز فيها عمليات العرض والطلب على الأدوات المالية بشكل شفاف ومتواصل، قوامه أنظمة وقواعد واضحة المعالم بهدف الحدّ من مخاطر التلاعب في الأسعار. في سياق متصل، تتابع الهيئة عملية استدراج العروض لخلق منصّة تداولٍ إلكترونية تتيح للشركات الناشئة بصورة خاصة إمكانية إيجاد مصادر تمويل متوسطة وطويلة الأجل لتطوير نشاطاتها، ممّا ينعكس حتماً زيادة في الرسملة، وذلك يساعد على إدراج الشركات ونقلها من ملكية خاصة إلى ملكية عامة". اعتبر سلامة أنّ هذه المنصّة تشكّل وسيلة تداول قانونية وشفافة للمؤسسات سواء كانت محليةً أو أجنبية، وتشارك فيها المؤسسات المالية ومؤسسات الوساطة والمصارف والمكاتب العائلية المختصة بإدارة الثروات الخاصة وغيرها. ويمكن لهذه المنصّة، باعتبارها إلكترونية، أن تشكّل عامل استقطاب لاستثمارات اللبنانيين في الخارج، فتزيد من جهة السيولة في السوق المحلي والرأسمال المخصّص للاستثمار وتطوير المؤسسات، فيما تخفّف من جهة أخرى مديونية المؤسسات.
سعد أزهري: يجب إعادة هيكلة النظام المالي وتفعيل دور القطاع الخاص
أمّا رئيس مجلس إدارة ومدير عام بنك لبنان والمهجر سعد أزهري، فقد عرض مسار نمو الأسواق المالية في لبنان، ورأى أن هذا المؤتمر يشكّل فرصة مهمّة للبنان خصوصاً بعد تشكيله حكومة جديدة، حيث من المتوقع أن يبدأ إصلاحات كبيرة دون تغييب التنافسية والحوكمة الرشيدة. واعتبر أزهري أن مسألة المضي بتصدير الغاز والنفط ستضفي حيوية على السوق اللبنانية، لافتاً إلى ضرورة إعادة هيكلة النظام المالي في لبنان وتفعيل دور القطاع الخاص.
فادي عسلي: نأمل بأن تتحقّق الأهداف الاقتصادية والإصلاحات المالية
والضريبية لتعزيز الأفق الاقتصادية
تحدّث رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لمصرفCedrusوCedrus Invest Bankفادي عسلي عن فرص الاستثمار في لبنان والتحولات الاقتصادية التي تُعتبر من مستلزمات الأسواق المالية وتطوّر البورصات، وأمل مع تشكيل هذه الحكومة، أن تتحقّق الأهداف الاقتصادية والإصلاحات المالية والضريبية وتصحيح الاختلالات. بالإضافة إلى تسوية الأزمة السورية وأزمات المنطقة، ما يساهم في تعزيز الأفق الاقتصادية ودور المغتربين والقطاع الخاص، لا سيما مع الرؤية الاقتصادية الواعدة وخارطة الطريق التي تهدف إلى استحداث الوظائف ورفع إجماليّ الناتج المحلي.
خليل دبس: يجب إحياء بورصات بيروت ونؤمن بأنّ الخصخصة ستؤدّي إلى نجاحات في هذا المجال
عرض مدير الخدمات المصرفية للمؤسسات في مجموعة بنك عوده، خليل دبس، موضوع الأسواق المالية اللبنانية وفرصة إعادة الانطلاق، مؤكّداً ضرورة إحياء بورصات بيروت التي يُحتفل قريباً بالذكرى المئوية لإنشائها. وأفاد دبس: "نؤمن بأنّ الخصخصة ستؤدي إلى نجاحات في هذا المجال، على غرار شركة طيران الشرق الأوسط وكازينو لبنان، وكذلك نعوّل على الشراكة بين القطاعين العام والخاص".
تعليقات الزوار