تضيع من أجندتي الكلمات وكأنّي أسابق الريح بحثاً عن معنى يفيض حناناً يوازي حنانك..
كأني أقطف كل عناقيد العمر لأفي قلبك كل هذا السيل من الحنان، فلا أجد أرقى وأسمى من كلمة أمي.
يا صورة أضاءت حياتي، جعلت منّي روحاً في رحاب الوجود، وزنّرت أيامي بإحساس لا مثيل له، فأنا يا غالية أفرد جناحيّ عند كل قبلة صباح وأهاجر معك على دروب الرضى، أنعم بحضنك الدافىء ولمساتك الحانية على جبيني.
أمي..
يا كلمة ضمّت تحت معانيها أملاً لا تشرق شمسه إلاّ على مروج من المدى ولا تختال نسائمه إلا تيهاً بين ضلوع صدرك. ما سرّ هذا القلب المعطاء الباحث دوماً عن إسعاد فلذاته، المبطّن بالصمت والخشوع؟
ما أصعب السير على دروب الأمومة، والأمهات في وطني معظمهنّ يكتبن عناوين الحرمان والقهر على غياب فلذات أكبادهنّ وبعضهنّ الآخر يتشح بالسواد!
لا أرى صباحاً باسماً إلاّ على وجهك ولا أشعر بأنّي ذاتي إلاّ بنعمة رضاك، أخاف أن تعدو سنوات العمر من دون أن أتفيأ بظلك العطر بهمس دعائك لأكون أنا حيث أنا...
يا أمي ..
الأرقام والمواعيد لا تحدّد عيدك، فأنت دوماً عيد الأعياد في فؤادي المتعب من الترحال وأنت الواحة الخضراء المرسومة على وشاح حياتي.
يأخذني وجهك الرضي إلى ذاتي، إلى طفولتي وأحلامي، أسترد منك عزيمة الابحار لأنطلق مجدداً إلى ميناء الأمان. وتسألينني عن بقية الكلمات، فأنا إذا روّضت دواوين الشعراء وبحثت عن أفكار تفي عظمة عطاءاتك في قصائد هؤلاء الشعراء، أظلّ عاجزة عن صدّ هذا الموج المتلاطم تحت أقدامك...
لا أملك يا غالية سوى الدعاء بطول العمر، لتظلّ سماحة يدك الطاهرة أيقونة نجاتي، تحميني وتنير طريقي وترشدني إلى الأحسن.
أمي...
وجهك بنظري يختصر وجوه الأمهات وعفّة روحك الشجيّة بخور منبثق من يومياتي ....
رئيسة التحرير
رانيا ميال
تعليقات الزوار