أول ثورة عرفها التاريخ ثورة "أوتوحيكال" وتعود إلى القرن 22 قبل الميلاد، وقد شكّلت نقطة تحوّل في حياة شعوب بلاد الرافدين، فقرّر قائدها أن يخلّدها في نصٍّ مخطوط على مسلّة لتكون شاهداً على إنجازه ومصدر إلهام لشعوب المنطقة والعالم، وذلك من خلال إستغلال شعب الكوتيون فرصة الفراغ والخلل السياسي لينفّذوا هجوماً عنيفاً على المدن السومرية والأكادية بما فيها العاصمة "أكاد". وتضافرت عوامل عدّة سهّلت على الكوتيين إحتلال العراق فتمكنوا من دخول العاصمة"أكاد" وتدميرها عام 1211 ق.م، ليتمّ تسجيل أولى الحقبات المُظلمة في تاريخ بلاد الرافدين، وكانت سلطتهم الفاسدة مجحفة وظالمة بحقّ سكان بلاد الرافدين وملك مدينة الوركاء السومرية أوتوحيكال (2121-2114 ق.م(الذي قرّر أن يقود ثورة وكفاحاً مسلحاً إستمرّ أسبوعاً واحداً ضدّ ما سُمّيَ "بالغزاة الهمج" بالتحالف مع الأكاديين لمواجهة الظالمين والفاسدين. وتزَّعم أوتوحيكال الثورة وحرب التحرير التي استمرّت 6 أيام حيث كان أسبوع واحد من انتفاضة شعوب المنطقة كفيلاً بالقضاء على حكم الكوتيين الذين إنتهى عهدهم مع سقوط الملك تريكان.وبإرادة ونجاح تمكّن هذا الزعيم السومري أن يحشد تأييد غالبية المدن السومرية وشعبها وإنشاء تحالف يقود أوّل عمليات تحرير في العام 2120 ق.م.كانت نهاية أوتوحيكال كمعظم القادة في التاريخ تراجيدية ومأساويةفلم يتمتع طويلاً بثمرة إنتصاره، إذ بقي في الحكم 7 سنوات ونصف السنة قبل أن يتمرّد وينقلب عليه حاكم مدينة "أور" وأحد رجاله ويأمر بإغتياله.توفي "أوتوحيكال" بعدما أُلقيَ في النهر عندما كان يُشرف على بناء سدّ لدعم الزراعة في المنطقة حيث كُتب في النصوص التاريخية أن "النهر حمل جثَّتَه". 

ثورة "الجياع" على الفرعون بيبي الثاني في مصر

عرفت البشرية في مصر القديمة منذ حوالى 45 قرناً أي في العام 2280 ق.م ثورة أَطلق عليها الفراعنة اسم "ثورة الجياع" أو "ثورة الرعاع"، وتعدّ هذه الثورة في عهد بيبي الثاني أول ثورة إجتماعية يخرج فيها المصريون عن سيطرة حاكمهمالذي يعتبرونه صلة وصل بينهم وبين الإله. وإثر إنشغال الجيش في الدفاع عن حدود البلد، إستغلّ زعماء الثورة الفرصة وقاموا بحشد صفوفهم وبثّ دعوتهم المناهضة للسلطة. وكانت بداية شرارة هذه الثورة حُكم الملك بيبي الثاني البلد لما يقارب 93 عاماً وتردّي الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية وإنتفاضة الشعب المصري ضدّ الجوع والقحط والظلم، فنظّم المحتجون الثوّار إضراباً عاماً في أكبر معابد مصر لإجبار الملك على سماع صوتهم بوقف العبودية ومحاربة الفساد، وقاموا بأعمال إحتجاجية كسروا بها حاجز الخوف والتقاليد كزلزلة بوابة المعبد وتنظيم عصيان مدني لتحقيق مطالبهم، وسرعان ما إستجاب لندائهم الشعب المصري برمّته، فإشتعلت الثورة في البلد وانقلبت الأوضاع في المجتمع رأساً على عقب لتصبح مصر دون حُكّام لمدّة 6 سنوات. 

الثورة الفرنسية

إندلعت الثورة الفرنسية في العام 1789 لغاية العام 1799، حيث شهدت فرنسا مرحلة حافلة بالإضطرابات الإجتماعية والسياسية فانهار خلالها النظام الملكي المطلق الذي حكمها لقرون عدّة. وإعتبر الباحثون والمفكّرون أنّ الثورة الفرنسية وهي أول ثورة في التاريخ الحديث شكّلت علامة فارقة في الإنتقال من أشكال الحكم الملكي والإمبراطوري إلى الحكم الجمهوري، حيث أطاحت هذه الثورة بالملك لويس السادس عشر وثبتّت دعائم النظام الجمهوري وأوجدت دستوراً يفصل بين السلطات الثلاث: التنفيذية، التشريعية والقضائية، بالإضافة إلى تحقيق ما عرف بإسم "مبادئ التنوير" التي تدعو إلى المساواة في الحقوق والمواطنة والحرية وتغيير العادات والتقاليد السائدة وتحدّ من نظام التسلسل الهرمي وسيادة الطبقة الأرستقراطية والسلطتين الملكية والدينية. رفعت هذه الثورة شعار "الحرية، الإخاء، المساواة" وإعتمدت مفهوماً جديداً للسلطة يقوم على مبدأ المواطنة والعقد الاجتماعي بعيداً عن  معتقد "الحق الإلهي" الذي كان سائداً خلال العهد الملكي في أوروبا. وبقيت هذه الثورة مصدر تحوّل إيجابي أوروبي وعالمي أدّى إلى بلورة أشكال من النظام الجمهوري والديمقراطي الليبرالي وتطوّر أيديولوجيات معاصرة.  

ثورة تشي جيفارا في كوبا

طبيب وكاتب أرجنتيني، رجل دولة وزعيم حرب من أصول إيرلندية، ذاع صيته بعد إنضمامه للثورة الكوبية للإطاحة بالنظام الديكتاتوري المدعوم من قبل الولايات المتحدة بقيادة الديكتاتور الكوبي فولغينسيو باتيستا. غادر أرنستو تشي جيفارا كوبا في العام 1965 لدعم الثورات بالدول المحتلة والواقعة تحت الحكم الديكتاتوري، وفشلت محطته الأولى في الكونغو كينشاسا، ومن ثم تلتها محاولة أخرى في بوليفيا حيث تم إلقاء القبض عليه بعد خيانة ووشاية أحد الجنود به، وبدعم من وكالة الاستخبارات المركزية بمساعدة القوات البوليفية. تمّ إعدامه في العام1967 بأمر من الرئيس البوليفي رينيه باريينتوس بإطلاق الرصاص عشوائياً عليه وقتله عمداً  ليبدو كأنه توفي خلال الإشتباكات مع جنود الجيش. صورة رقم 4

محمد البوعزيزي.. شرارة ثورة تونس

إندلعت ثورة تونس في العام 2010 تضامناً مع الشاب محمد البوعزيزي بعدما أضرم النار في نفسه أمام مقرّ ولاية سيدي بوزيد بسبب رفض مسؤولين محليين قبول شكواه باستهداف مصدر رزقه بصفته بائعاً متجولاً في سوق المدينة. توفيالبوعزيزي نتيجة الحروق البليغة ما أدّى إلى إندلاع المظاهرات في كافة المناطق وخروج آلاف المواطنين التونسيين الثائرين على الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية والفساد المتفشّي في النظام، وسقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المتظاهرين نتيجة تصادمهم مع قوات الأمن. توسّعت الانتفاضة وإزدادت شدّتها حتى وصلت إلى المباني الحكومية، فتنحى الرئيس بن علي عن السلطة في العام 2011 بعدما أجبر عدد من الوزراء على تقديم استقالتهم وتنفيذ مطالب المتظاهرين. وأعلن الوزير الأول محمد الغنوشيعن توليه رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة، لكن المجلس الدستوري قرّر بعد ذلك إعلان شغور منصب الرئيس، وبناءً عليه تولّى رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع منصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقت.    

ثورات الربيع العربي

لم يقتصر الربيع العربي أو "ربيع الشعوب" على بلد واحد بل شمل دول فرنسا وألمانيا والمجر وإيطاليا، ثمّ اندلعت شرارته في تونس قبل أن تمتدّ إلى مصر، سوريا، ليبيا، اليمن ولبنان.