مهما تغيّرت الأزمان، يبقَ الجمال قاعدة ثابتة في حياة الإنسان، الذي لا يزال يبحث وسط هذا العالم الواسع عن أساليب جديدة للحفاظ على هذه النعمة. في وقت كَثُرَت فيه عمليات التجميل وباتت الأخطاء شائعة الحدوث أصبح من الضروري اللجوء إلى الأخصّائيين للحصول على النتيجة المرجوّة، لذا التقينا أخصائي التجميل المعروف الدكتور طارق حسامي الذي خصّنا بحديث قيّم أجاب فيه عن معظم الأسئلة التي قد تحوم في ذهن كل امرأة تهتمّ بشكلها، والمشاكل التي قد تحدث خلال وبعد هذه العمليات.
كثُرت عمليات التجميل وباتت معظم النساء يشبهن بعضهنّ، كجراح كيف تحافظ على الملامح الأساسية؟
هذه أخطاء تقنيّة، فهناك أطبّاء غير مختصّين يقومون بإجراء عمليات التجميل بالمعايير ذاتها على جميع الأشخاص، دون مراعاة ما يناسب شكل الوجه. برأيي، تغيير الملامح غير مسموح وعلى الطبيب الجيّد تحسين المظهر بشكل عام دون الإخلال بالمعالم الأساسية.
ترغب بعض السيّدات بإجراء عمليات تجميل دون الحاجة لها، هل تسعى إلى إقناعهنّ بوجهة نظرك أم أنك تلبّي رغباتهنّ؟
بالمبدأ، أُلبّي طلب السيّدة إن وجدت حاجة ماسّة لذلك، وإن وجدتُ العكس أنصحها شارحاً وجهة نظري الطبيّة وموضحاً الأعراض الجانبية التي من الممكن حصولها. هكذا، أقوم بواجبي وأُزيل المسؤولية عن عاتقي تاركاً لها قرار إجراء العملية عند طبيب آخر، فأنا لست طبيباً تجارياً.
ما هو رأيك بالفتيات اللواتي يجرين عمليات تجميل في عمر مبكر ليشبهن بعض الفنانات؟
الجمال تناسقيّ، وإن لم يتواجد هذا الأمر فشكل الوجه لن يكون جميلاً. مثلاً يمكننا أن نعطي نفس الملامح تقريباً إلّا أنه لا يمكننا تحويل أنف إحدى الفتيات ليصبح شبَه أنف فنانتها المفضّلة، فالأشكال تختلف بين شخص وآخر، إلى ذلك على الفتاة أن تكون ناضجة نفسياً لتتقبّل التغيير الذي قد يطرأ على شكلها بعد العملية.
أدّت بعض عمليات التجميل إلى حالات وفاة نتيجة أخطاء طبيّة، ما هو تعليقك، ومن يتحمّل هذه المسؤولية؟
حالات الوفاة خلال عمليات التجميل نادرة وفي حال حصولها يكون ذلك نتيجة "تخبيصة" معيّنة من الجراح، لأن هناك بعض الأطباء يقومون بتسليم العملية لطبيب آخر بعد مرحلة تخدير السيدة، هنا تكمن مسؤولية الطبيب في أن يكون اختصاصياً متمرّساً، وأن يختار مستشفى مجهّزة بالمعدّات المطلوبة إضافة إلى طبيب تخدير كُفء، مع التأكّد من صحّة السيّدة الجيدة بما يخوّلها الخضوع للعمليّة، فإذا توافرت جميع هذه المواصفات لن يكون هناك أية مشاكل.
ما مدى مراقبة نقابة الأطباء لهذه الخروقات؟
تراقب نقابة الأطباء هذه الأمور وتقوم بالمحاسبة غالباً، ولكن هناك بعض التدخلات الخارجية "السياسية" التي تُبرّئ الطبيب المُخطئ في بعض الأوقات.
برأيك، ما هو دور الإعلام في تسليط الضوء على هذه الأمور؟
للإعلام دور كبير وهو يُقسم إلى: إعلام مدفوع وآخر غير مدفوع. فمعظم الأشخاص غير المختصّين في الجراحة التجميلية برز اسمهم من خلال الإعلام "المدفوع" الذي سلّط الضوء عليهم وأعطاهم صفة جراحي تجميل. في الوقت نفسه، بمجرّد أن يتعرّض هؤلاء لأية مشكلة طبيّة، يأتي دور الإعلام "غير المدفوع" ويُظهر حقيقة ما حصل للناس.
هل تشكّل عمليات التجميل خطراً على حياة النساء الحوامل أو مرضى القلب والسكري؟
لا تشكّل عمليات التجميل خطراً على حياة الأشخاص، وخاصّة مرضى الضغط، القلب، والسكري الذين يلتزمون بالأدوية المخصّصة، باستثناء أولئك الذين يتناولون "الأسبيرين"، هنا يجب إيقافه قبل 10 أيام من موعد العملية. أما بالنسبة للحامل، يمكن إجراء عمليات الوجه فهي لا تؤثر على صحتها بشكل سلبي، وفي الحالات الأخرى يُفضّل الانتظار ريثما تلد.
ما هي نصيحتك لمن يرغب بإجراء عملية تجميل؟
الاعتدال في إجراء العمليات وعدم المبالغة فيها والمحافظة قدر الإمكان على شكلهم الطبيعي. إلى ذلك، أنصحهم بالتوجّه إلى أخصّائيين في هذا المجال، ويمكن معرفتهم عن طريق نقابة الأطباء، كما يجب الابتعاد عن الإعلانات التسويقيّة.
تعليقات الزوار