بعدما كانت المرأة تطالب بالمساواة مع الرجل في أمور عدة، ها قد انتقلت هذه العدوى الى الرجل. فقد دخل آدم الى عالم التجميل ليس فقط من باب التساوي مع المرأة إجتماعياً واقتصادياً وسياسياً بل تعدّى الأمر الى ناحية تحسين الشكل وزيادة الوسامة لعلّه يغيّر في المضمون ليحصل على الرضا الذاتي والثقة الأقوى.
في السنوات الأخيرة باتت نسبة الرجال الذين دخلوا غرف عمليات التجميل مرتفعة، ولم تعد هذه العمليات حكراً على النساء، إذ تشجّع العديد من الرجال في دخول عالم "البوتوكس" والتجميل لإضافة المزيد من التحسينات.
السؤال المطروح هنا: هل إنّ هذه العمليات هي ضرورية للرجل أم إنه يقوم بها فقط لتغيير "اللوك"؟
للحصول على هذه الإجابة استشرنا عدداً من أطباء التجميل بهذا الخصوص.
د.عزيز سالم
إنّ عدد الرجال الذين يجرون عمليات التجميل في تزايد مستمر، هذا ما يؤكد عليه جرّاح التجميل عزيز سالم الذي أعلن أنّ نسبة هذه العمليات ارتفعت الى 12% في السنوات الخمس الأخيرة، والتي تبدأ من عملية زرع الشعر وتجميل الأنف والعيون والجفون وأحياناً الى شدّ الوجه وعمليات شفط الدهون وكل ما يتعلق بخسارة الوزن. وبرأي د. عزيز انّ هذه العمليات سوف تتكاثر مع الوقت وذلك لأنها أصبحت "موضة" ولأن الرجل بات يهتم بنفسه أكثر مع الوقت. يحب الرجال إظهار شبابهم ليكونوا الأفضل ضمن عملهم ومحيطهم. خاصة وأنّ أعمار الذين باتوا يخضعون لمثل هذه العمليات تتراوح بين 18 و60 سنة. هذا وقد اتجه الشباب بعمر 18 سنة الى عمليات تجميل الأنف أو الى إزالة الدهون الموجودة في منطقة الصدر وعملوا على إزالتها كي لا تسبّب أي عقدة نفسية لهم كما إنه يعارض إجراء أي عملية تجميلية تدخل ضمن نطاق التغيير الجذري، سواء لدى الرجل أو المرأة، ومن وجهة نظره، إن لم يقتنع بالتحسينات التي يطلبها المريض لا يقوم بإجراء العملية.
د. طوني نصار
بدوره أشار جرّاح التجميل طوني نصار الى أنّ نسبة الرجال الذين قاموا بعمليات التجميل قد ارتفعت كثيراً، فمنذ سبع سنوات تقريباً لم تكن تتعدى نسبتها 5% بينما في الآونة الأخيرة وصلت الى 20% وأكثرهم من الرجال العرب. مع الإشارة الى أنّ هذه العمليات لا تقتصر فقط على تجميل الأنف بل تعدّت الى شفط الدهون ونحت الجسد وشدّ الوجه والعيون بالإضافة الى "البوتوكس والفيلينغ"، وكل ما ذكرته يدخل ضمن نطاق عمليات التجميل، ولا تقتصر مثل هذه العمليات فقط على كبار السنّ بل تتعدّى الى الرجال بعمر الثلاثين والأربعين عاماً بهدف التجديد والتحسين.
أما عن رأيه في إعطاء النصائح للمرضى فأجاب بأنّ على كل مريض أن يلجأ الى أي طبيب تجميل لكي ينصحه بالطريقة المناسبة، وانه من الضروري اطلاعه على النتائج التي قد تحصل بعد العملية وكل الأمور المتوجبة عليه القيام بها. مضيفاً أنه صادف العديد من المرضى الذين غيّروا رأيهم بعد لقائهم طبيب التجميل.
أما عن نسبة هذه العمليات مستقبلياً فأعلن أنها سترتفع بسبب إهتمام الرجل الزائد بنفسه من الداخل والخارج.
خاصة وأنّ العصر كله قد تغيّر بفضل وسائل الإعلام المتعددة، مشيراً الى وجود نوع من المنافسة بين النساء والرجال على هذه العمليات بهدف الإهتمام الذاتي وتعزيز الثقة.
د. طارق حسامي
صرّح جرّاح التجميل طارق حسامي بأنّ نسبة هذه العمليات قد أصبحت حوالي 20% للرجال، وهي متعددة الأنواع كالأنف وشد الوجه والجفون وتصغير الصدر بالإضافة الى شفط البطن. هذه النسبة سترتفع لاحقاً لأن عمليات التجميل أصبحت أكثر قبولاً والرجل يحب أن يظهر نفسه أكثر شباباً. برأيي أن من يحتاج الى مثل هذه العمليات يجريها ومن لا تلزمه يغضّ النظر عنها، وأنا كطبيب تجميلي إن رأيت أي مريض بأنه لن يستفيد من إجرائها أو إن كان غير مستعد نفسياً لها أرفض إجراءها له وأفسّر له الأسباب. كما أشير أنه من المهمّ جداً إرشاد الناس وتوعيتهم بالتوجه الى طبيب تجميل منتسب الى جمعية جرّاحي التجميل في لبنان لكي تضمن لهم التعامل مع جراحين كفوئين تفادياً لوقوع المشاكل اللاحقة.
في الختام إنّ عمليات التجميل قد عزّزت ثقة الرجل بنفسه وأوصلته الى درجة من الرضا الذاتي، وأكسبته نوعاً من الجمال الخارجي والداخلي بنفس الوقت. لكن يبقى الخوف الأكبر حيال هذا الموضوع إذا تحوّلت هذه العمليات من تحسينات صغيرة الى كبيرة، مما سيشكّل ربما في المستقبل بعد كل التغييرات نوعاً من عدم تقبّل الذات نتيجة كثرة عمليات التجميل لأن "كل شيء زاد عن حدّه نقص".
تعليقات الزوار