منذ لحظة ولادتها حتى يومنا هذا، الـ MTVفي الصف الأمامي، رسالة مقروءة في عالم الإعلام المرئي، مكتوبة بالعصامية والإجتهاد والمثابرة،مغامِرة بأفكارها ومجاراتها للتطوّر والتكنولوجيا، محافظة على أصالة ابتكاراتها وعزيمة كوادرها. شاشة ذهبية في يوبيلها الفضي وتحاكي ذاكرة المشاهد العربي بخصوصيتها وحسن اختيارها، فكانت دوماً الأولى ولا ترضى أبداً بالمرتبة الثانية. كل ما في هذه المحطة نور ساطع بدءاً من قسم الأخبار إلى المنوّعات، مِقدامة في صنع البرامج العملاقة، مغامِرة في السعي نحو صيغة اعلامية معاصرة ومرجع أكيد لجيل الإعلام.
إنّ فرسان هذه المحطة آل المرّ، عمدوا بالرغم من كل الظروف الصعبة إلى صنع قرار وطني ذي واجهة ثقافية، فكانت رغبتهم أقوى بكثير من جبهات المنازعات السياسية وفوق كل الإسفاف الحاصل في كواليس هذا الوطن. كانت شاشة صافية تماماً مثل صفاء قرية "بتغرين" ونقية مثل نقاء بيت آل المرّ وصريحة مثل صراحة مؤسّسيها.
احتفلت محطة الـ MTVبيوبيلها الفضي 25 عاماً من العطاء، شامخة تماماً مثل شموخ الأرز، زارعة الفرح في عيون مشاهديها، مثل سفينة أبحرت ذات يوم عن رصيف الزمن، شقّت عباب المجهول ورسمت أفقاً لها. كتبت هذه الشاشة عناوين عريضة وسجّلت آراء ومواقف سُطّرت يوماً على وجه التاريخ، فكانت كلّما تعرّضت لهزّة بسيطة عادت وفردت جناحيها مثل طائر الفينيق.
ما نحتاج اليه اليوم في عالم الإعلام المرئي، هذه المساحة العريضة من الديمقراطية وحرية التعبير ولطالما كانت وما زالت هذه الشاشة شارة حرّة بديمقراطيتها وحرية تعبيرها، تلوّن يومياتنا بمادة خلاّقة سقطت أمام عزّتها كلّ الإسقاطات الدنيئة، وها هي هذه الشاشة تشرق من خلف ظلال المدى وتنير المكان بنورها الساطع، تعدو ضيفة خفيفة الظلّ على أدراج بيوتنا، لتصبح نجمة أقوى من زلّة حرف وشموخ فكر في قلب معطاء.
هنيئاً لوطن إعلامه فتيّ تنبض في شريانه كرامة مواطن... وهنيئاً للإعلام المرئي شاشة الـMTV ...
25 عاماً في زمن الإعلام المرئي مُضاءة مصابيحها على مشارف الرسالة الاعلامية.
تعليقات الزوار