تأسّست شركة "هوا تشيكن" سنة 1957 على يد الدكتور جان بطرس الهوا، حيث بدأت مشوارها من مؤسسة زراعية فردية، مركزها الرئيسي الصفرا – كسروان، الى أن تطوّرت تدريجياًوأصبحت شركة مساهمة لبنانية. تضم بالإضافة إلى مؤسسها الدكتور جان الهوا، كلاً من السادة أنطوان ومنصور وجاك وسمير وجلال بطرس الهوا، ودورها إنتاج وتوزيع الفروج ومشتقاته.
إزاء التطور والازدهار اللذين عمّا الشركة، وبتضافر جهود أصحابها، تحوّلت "هوا تشيكن" في الخامس من كانون الأول 1995 من شركة توصية بسيطة إلى شركة لبنانية ضخمة، تشمل عدّة قطاعات وأقسام تشكّل بمجموعها سلسلة متكاملة في مجال إنتاج وتربية وتصنيع وتوزيع الفروج، لديها معمل حديث لإنتاج العلف، مزارع عدّة لتربية الفروج موزعة في مختلف المناطق اللبنانية، كما لديها مسلخ حديث لذبح وتصنيع الفروج بأشكاله الحديثة كالـ "ناغتس" والـ "كوردون بلو" و"الشاركوتيه"وخلافها بالإضافة إلى مختبر حديث لمراقبة الإنتاج، كما لديها مصنع حديث لمعالجة الفضلات الناتجة عن عمل المسلخ وذلك بطريقة علمية متطورة ووفق ما هو معتمد في الدول المتقدمة، هذا بالإضافة إلى شبكة محلاتها الموزّعة كما يلي: أنطلياس، ذوق مصبح، ذوق مكايل، جبيل، سن الفيل، فرن الشباك، الأشرفية - التباريس، كورنيش المزرعة، برج حمود، بعبدا، المنصورية، حارة صخر وطرابلس.
تعتبر اليوم شركة "هوا تشيكن" من أكبر المؤسسات في لبنان المتخصصة في قطاع الدواجن،وهي تضم حوالي 2000 موظّف، تغطّي نسبة 30% تقريباً من احتياجات السوق الاستهلاكية وتتميّز بأنها تعتمد دائماً في عملها على أحدث المعايير العالمية لتحافظ على جودة ونوعية إنتاجها، وفي هذا المجال، فهي حائزة على شهادة الـ HACCP العالمية والـ Iso - 22000، بحيث باتت تتمتّع بسمعة وشهرة عالمية، وهيتحرص دائماً على أن تقدّم فروجاً مميزاً من حيث الجودة والنظافة، وتلتزم بالإجراءات اللازمة التي تحافظ على سلامة الغذاء.
ولأنّ التطوّر والتوسّع أهمّ هدفين للشركة كان لنا هذا الحوار مع الدكتور جان الهوا ليطلعنا على التقنيات الجديدة في المصنع ولماذا بلغت كلفته 50 مليون دولار...؟:
أوضح د. جان الهوا أنّ المصنع كلّف ما يُقارب الـ 50 مليون دولار، موزّعة ما بين ثمن الأرض وكلفة المعدات العالية الجودة والمستوردة من المانيا، سويسرا وهولندا، لضمان مدى ديمومتها ودقتها.
اما بالنسبة للمعدات والاجهزة فقال: "استوردنا أجهزتنا من الخارج، ونحن حريصون على اعتماد أحدث المعدات والماكينات في عملنا، ويعمل في مؤسّستنا فريق عمل محترف ومتخصّص، ولدينا تقنيات مخصّصة لمراقبة ونظافة المصنع والعمّال، وأشرف على ذلك بنفسي وبشكل يومي".
وأشار د. الهوا الى اعباء اضافية، شاكياً الدولة اللبنانية: "نعاني من مشكلة الكهرباء حيث تكلّفنا كلفة إضافية من أجل شراء مولدات الكهرباء كون لبنان بلداً شبه محروم من "نعمة الكهرباء" اذ يُعاني العديد من المناطق اللبنانية من سوء التغذية الكهربائية".
وفي ما يخصّ محطة تكرير المياه وتكاليف إنجازها، افاد: "أنجزنا محطة لتكرير المياه المُبتذلة بكلفة 4 مليون دولار لجعل المياه صالحة للإستخدام كون المسلخ يصرف مليون ليتر من هذه المياه يومياً، لذلك علينا أن نكرّرها حفاظاً على البيئة كوننا نسعى الى كل ما هو صحي وسليم". وهذه المحطة مجهّزة كي لا تسبّب روائح كريهة.
وعن استخدامات هذه المياه، يوضح انّها ستعمل لريّ المزروعات، علماً أنّ هناك محطة تكرير اوروبية تابعة للدولة، تبعد عن المصنع 50 متراً ومن المفترض ان ترسل مياه الصرف الصحي الخاصة بالمصنع اليها من اجل تكريرها ولكنها اغلقت بسبب عدم استعمالها، وبالتالي نكون قد وفّرنا على الدولة 3 مليون دولار لأننا نعتمد على محطتنا الخاصة..
وفي سؤال عن حجم انتاج مؤسسة "هواتشيكن"، واحتمالية التصدير للخارج، يقول د. الهوا: "نحن نريد ان نصدّر بعض منتوجاتنا المصنّعة مثل "الشاركوتيه" والـ "تشيكن برغر" والـ "ناغيتس"، وحالياً ندرس إقامة سلسلة مطاعم في الدول العربية ولكن اغلاق الحدود السورية بسبب الحرب التي مزّقت البلاد وضعتنا امام مشكلة كبيرة، لذا نحن في مرحلة الانتظار. ولكن لا نستطيع تصدير "فروج" كامل الى الخارج، بسبب وجود "الفروج" البرازيلي و الأميركي المجلّد وعادة يكون الطلب عليه اكبر نظراً لرخص سعره.
اما بالنسبة لمستهلكي منتوجات المؤسسة في الخارج كون اسمها عريقاً في عالم الاغذية وتربية الدواجن، يقول د. جان الهوا: "إنّ فروج "هواتشيكن" معروف وذو سمعة طبية، وفي الخليج كل اللبنانيون يطلبون منتوجاتنا لأنهم تعوّدوا ووثقوا بإسمنا.
وعن المجازفة التي اقدم عليها، بإنشائه المصنع الذي كلف ملايين الدولارات في ظل الاوضاع المتردية التي تمر على لبنان، قال: "انا مؤمن بلبنان، الا ان الظروف الاقتصادية والامنية قد تدفعني الى التوجه للخارج مثل السعودية أو استراليا أو افريقيا ولكن حالياً لا استطيع ان اقدم على هذه الخطوة خصوصاً وأنّ مسيرتي في هذا المجال تعدت الـ 60 عاماً.
وفي ما يتعلق بالمضاربات والمنافسة نظراً لاهمية وضخامة حجم انتاج مصنع "هواتيشكن"، يؤكد د. جان الهوا ان هذا الامر طبيعي وتعاني منه المؤسسة كثيراً، ويضيف: "أنّ هناك العديد من المؤسسات الغذائية حاول انجاز صناعات مشابهة ولكن اسمنا وثقة الناس بمنتوجاتنا حمتنا من هذه المنافسة،يحق للجميع ان ينشىء الصناعة التي يرغب بها ونحن نشجّعهم لأننا لا نحتكر الاسواق اللبنانية".
وفي ختام حديثنا تمنّى د. جان الهوا ان يعمّ السلام والاستقرار في لبنان والمنطقة العربية وان يكبر اسم "هواتشيكن" اكثر فأكثر كي تستطيع المؤسسة تحقيق ارباح اضافية تمكنّها من البقاء والاستمرار. وأضاف: "أنا اؤمن انّه لا توجد صناعة ليست جيدة ولكن يوجد صناعي جيد".
تعليقات الزوار