لم تمنع الاوضاع العصبية والأزمات، الامنية والاقتصادية، التي خلفتها نتيجة الحرب التي تخوضها قوات "البيشمركة" مع عناصر "داعش "، اكراد اربيل من الاحتفال بعيد "نوروز"، حيث يستعدّون الى الاحتفالية الكبرى بمناسبة حلوله. مؤكّدين على اهمية التحدي والصمود والدفاع عن الوجود والهوية، والتصدي لأي خطر أو أزمة تهدد كيانهم. تغنى الاكراد منذ القدم وحتى يومنا هذا بعيد "نوروز" باعتباره عيداً قومياً يرمز إلى التجدد والانعتاق من الظلم وانبثاق عهد جديد يسوده العدل. وعلى الرغم من شح التخصيصات المالية لاحتفالات هذا العام نتيجة الازمة الاقتصادية التي يمر بها اقليم كوردستان العراق، إلاّ ان الجهود تتكاتف لاقامة المهرجان والاحتفال بـ "نوروز".
أيام قليلة ويطوي اكراد العراق صفحة عامهم ، مغلقين آلام عام مضى ومأساة شعب عانى الامرين، ويستعدّون لاستقبال عام جديد، مع إطلالة فصل الربيع، كتحدّ للأوضاع التي تشهدها المنطقة من أجل مواساة المواطنين في ظل المعاناة التي يعيشونها".
تبدأ التحضيرات في إقليم كوردستان العراق لعيد "نوروز" وهو عيد رأس السنة الكوردية الجديدة. اذ تحتفل القومية الكوردية، في 21آذار من كل عام بـ نوروز الذي يمثل السنة الجديدة في التقويم الكوردي وهو اكبر وأهم الاعياد القومية للأكراد، ويعتبر "نوروز" عيداً قومياً يحتفلون به في جميع أنحاء العالم إذ تمثل الكلمة رسالة الحياة والأمل والتحرر ومواجهة الظلم والإستبداد.
وترتبط مناسبة نوروز بحكاية كوردية عن شاب كوردي يدعى كاوه الحداد الذي انتفض على ملك ظالم يدعى زحاك فقتله وانقذ شعبه من الظلم والطغيان وأشرقت معه شمس الربيع. وتعني الكلمة "نوروز" "يوماً جديداً" وهو اليوم الفاصل بين الشتاء والربيع.
يطلق على العيد ايضاً اسم "عيد الدخول" تعبيراً عن دخول السنة الكوردية الجديدة، و"عيد الشجرة" بسبب مظاهر الخضار والربيع.ويحمل هذا العيد دلالات كثيرة، لذا يتم التحضير له قبل اسابيع، ويشارك فيه العديد من الدوائر والمؤسسات الحكومية.
يحتفل الاكراد بحلول عامهم الجديد وسط مظاهر احتفالية عدة تجمع بين النار والطعام والموسيقى، ومن اهم مظاهر الاحتفال بعيد "نوروز" اشعال النار على قمم الجبال وفي الروابي والاماكن العامة، حيث يتم في هذا اليوم إيقاد شعلة "نوروز" في كل المدن الكوردية، والتي تسمّى شعلة "الحداد كاوى". اضافة الى أهازيج الفرق والدبكات الكوردية، حيث ينظم مهرجان غنائي شعبي تتخلله مقاطع شعرية تتحدث عن الثورات ضد الطغاة وتستمرّ حتى ساعات متأخرة من الليل. وتستمرّالاحتفالات لأيام عدة وتتضمّن العديد من العروض الفنية والموسيقية، بمشاركة جميع المحافظات العراقية وفنانين من لبنان والدول العربية والاجنبية لعرض بعض العادات والتقاليد لهذه البلدان.وفي اليوم التالي، يتوجه الناس إلى البرية لمعانقة الطبيعة، ويقيمون حلقات رقص تتشابك فيها الأيادي، وتعد لهذه الرحلات وجبات طعام تقليدية شهية. ومن الطقوس التي يحرص الاكراد على ممارستها خلال فترة عيد "نوروز" وضع مائدة كبيرة تتكون من سبعة اشياء تبدأ بحرف السين وتسمّى "هافت سين"، إلى جانب مرآة، و سمك احمر و فاكهة ومكسّرات".
مدن إقليم كوردستان - العراق وباقي المناطق الكوردية في كل من تركيا وإيران وسوريا تصبح خالية من سكانها تماماً بهذه المناسبة، حيث يخرجون إلى الطبيعة لإقامة الاحتفالاتـ على امل ان تكون "نوروز" هذا العام الشعلة التي توقظ الربيع من جديد حاملة معها انتصارات لإقليم اشتاق الى السلام.
تعليقات الزوار