تمرّ الذكرى 70 لتأسيس شركة "طيران الشرق الأوسط"MEA وتدشينها أولى خطوطها الجوية في العام 1945 بين بيروت والمدن المجاورة، وقد شهدت محطّات هامة من تطويرها بدءاً من دمجها مع شركة "أر ليبان" عام 1963 وتوسيع وجهات رحلاتها نحو أوروبا وأفريقيا و"الشرق الأوسط".
وتمكّنت الشركة من المحافظة على ديمومتها، على الرغم من إقفال مطار بيروت الدولي، خلال الحرب الأهليّة في لبنان، ما بين السنوات 1973 و 1995، وعمدت حينها إلى تأجير طائراتها وإعارة موظفيها إلى شركات دولية، إلى أن استعادت نشاطاتها السابقة، مع عودة الإستقرار إلى ربوع لبنان، وحقّقت نجاحاً ملحوظاً في تحسين شبكة خطوطها، واستطاعت من تخطّي العقبات السياسية والخضّات الأمنية المتكرّرة، كما تمكّنت من تحييدها عن التجاذبات السياسية وجعلها مؤسسة وطنية لجميع اللبنانيين وعلى مسافة واحدة من الجميع، كشركة جامعة تُعيل أكثر من 4000 عائلة. كما تمكّنت الشركة المتواضعة، مقارنة بشركات الطيران العملاقة من تقديم خدمات مميزة لزبائنها حفظت لها مكانتها بين كبريات الشركات.
ثلاث مراحل مفصلية من تاريخ MEAشكّلت اللٌّبنة الأساسية في تحديث الشركة لوصولها إلى العالمية: أولاها، الخطة الإصلاحية وتنفيذها في عام 2001. ثانيها، استلام أول طائرة تتملّكها الشركة في عام 2003 وثالثها، إنقاذ الطائرات وإخراجها من مطار بيروت أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان في عام 2006. بالإضافة إلى مشروع "أكاديمية الشرق الأوسط للطيران".
حين تولّى محمد الحوت إدارة شركة "طيران الشرق الأوسط" في العام 1998، تمكّن بمساعدة فريقه، في العام الأول من تخفيض خسائر الشركة من 87 إلى 42 مليون دولار أميركي، محقّقاً بذلك قفزة نوعية إنطلقت معها الشركة في رحلة الإنجازات المتتالية، بعد تطبيقه أكبر مشروع لإعادة هيكلة شاملة للشركة، مكّنتها من تحقيق أرباح صافية بلغت 22 مليون دولار عام 2003 و50 مليون دولار عام 2004، وذلك من خلال خطة إصلاحية تضمّنت إعادة تنظيم شبكة الخطوط مع تفعيل سياسة المشتريات وتخفيض التكاليف على المستويات كافة، والسير بأنظمة متطوّرة لتحقيق برنامج "ولاء المسافر"، و"إدارة العائدات"، إضافةً إلى عددٍ من الإجراءات الهادفة إلى تطوير الشركة ونقلها إلى الألفية الثالثة.
كما نجحت الشركة في العام 2005 في تسجيل أرباح بلغت 46 مليون دولار أميركي، على الرغم من عدم استقرار الأوضاع السياسية حينها، وعزّزتها في العام 2006، حيث تمكّنت من تحقيق أرباح تخطّت 39 مليون دولار أميركي، وذلك على الرغم من الإعتداء الاسرائيلي الذي سبّب خسائر بلغت 45 مليون دولار.
تواصلت إنجازات الشركة في العام 2007، حين أعلن رئيس مجلس الإدارة محمد الحوت عن زيادة رأسمال الشركة من 279 مليار ليرة لبنانية إلى 550 مليار ليرة، فضلاً عن شراء 10 طائرات، 4 طائرات من طراز A330، و6 طائرات من طراز A320استلمت الشركة أولاها في عام 2008، وتمّ حينها، أيضاً، وضع حجر الأساس لمركز "طيران الشرق الأوسط الإقليمي للتدريب"، في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، فيما حقّقت الشركة في ذلك العام أرباحاً بلغت 92 مليار دولار.
وسّعت MEAنشاطها بعد استلامها عدداً من الطائرات الجديدة، معزّزة بذلك أسطولها وعدد رحلاتها ووجهاتها، وانضمّت عام 2012 رسمياً الى تحالف "سكاي تيم" العالمي، حيث حلّقت أولى طائراتها ذات الرقم التسلسلي 5746 بحلّة "سكاي تيم" عام 2013، ووقّعت عقداً لشراء 10 طائرات جديدة لتعزيز أسطولها، من المتوقّع استلامها في العام 2018.
من المقدّر للشركة أن تسجّل في العام 2014 أرباحاً قد تصل إلى 80 مليون دولار أميركي، بعد أن حققت في العام 2013 أرباحاً بلغت 63 مليوناً. معززّة بوجهات رحلاتها التي وصلت إلى 33 وجهة تشمل الخطوط الموسمية. وتعكف الشركة على دراسة جدوى حول إمكانية تطبيق الطيران الإقتصادي، وقد كلفت إحدى الشركات المتخصّصة بالدراسة، إلا أن ذلك يبقى دونه عقبات، أهمّها افتقار لبنان للبنية التحتية الأساسية من كهرباء، ماء وشبكة طرق.
وتتمتّع شركة "طيران الشرق الأوسط" بقدرتها على التنافس مع الشركات العاملة على خط لبنان الجوي، حيث تستحوذ على نسبة 40 في المئة تقريباً من سوق بيروت، وهي تعمل على المحافظة عليها، مقابل نموّ حركة ركابها التي تعدّ أعلى من نسبة نموّ الحركة في مطار بيروت، ما يعني حفاظها على حصتها من السوق، واتباعها الخطة التي تقودها الى تحقيق المزيد من الإيرادات وتحقيقها الأرباح رغم كل الظروف التي تعاني منها، وأهمها المتعلّق بالأزمات الأمنية والسياسية التي يمرّ بها البلد.
وتستهدف الشركة في العام 2016، تملّك 30 طائرة بدلاً من 18 لتلبية متطلبات السوق، فيما يتوجب عليها الحفاظ على خطة تخفيض التكاليف لتحقيق الاستمرارية، من جهة. والحرص على التميّز في خدماتها كي لا تخسر قاعدة ركابها، وتحفيز اللبنانين على اختيار الشركة الوطنية، من جهة أخرى.
وسجّلت MEAمؤخراً إنجازاً جديداً يُضاف إلى إنجازاتها، تمثّل في افتتاح "مركز الطيران التشبيهي لتدريب الطيارين" في "أكاديمية الشرق الأوسط للطيران" بعد إعادة بنائه ورصد موازنة أولية له بمبلغ 75 مليون دولار أميركي، ليكون ركناً أساسياً في رفع مستوى التدريب، ليس أمام طياري شركة "طيران الشرق الأوسط" فحسب، بل أمام جميع شركات الطيران الأجنبية، ومن المتوقّع أن تستكمل بقيّة أجهزة المركز التشبيهية الثلاثة خلال السنوات المُقبلة.
وبمناسبة مرور 70 عاماً على تأسيس شركة "طيران الشرق الأوسط"، دعت إدارة MEA150 شخصاً من بينهم قضاة ورجال اعمال وزملاء في مجال الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، استضافتهم الشركة في شرم الشيخ – مصر في فندق السلام، لقضاء يومين والاحتفال بهذه المناسبة، حيث أقامت MEAحفلاً ساهراً أحياه النجم عاصي الحلاني.
مجلة "رانيا" تتقدّم بالشكر من رئيس مجلس الإدارة الأستاذ محمد الحوت على الدعوة الكريمة، متمنّية للشركة المزيد من التقدّم والتطوّر والإزدهار.
تعليقات الزوار