من روائع الدراما الإجتماعية خلال شهر رمضان الفائت مسلسل "سنعود بعد قليل" بطولة الممثل الكبير دريد لحام والممثلة اللبنانية نادين الراسي ونجوم سوريا أمثال عابد فهد، باسل خياط، سلافة معمار وقصي الخولي. عمل إنساني إجتماعي بإمتياز أعطى فيه الكبير دريد لحام أداءاً خطيراً لا يستطيع أيّ من النجوم إعطاءه، فكان يجسّد دور الأب المريض المشرف على النهاية بسبب مرض عضال والحريص على رعاية شؤون أولاده من خلال زيارته الأخيرة لهم في لبنان. إستطاع دريد لحام بحسّه الفني الراقي أن يقيم خطاً متوازياً ما بين الضحكة والدمعة والإبتسامة والغصّة، لأنه لعب كاركتيره بشكل إحترافي تقني. القصة مقتبسة إستطاع رافي وهبي أن يجسدها على الورق بطريقة حساسة تلائم طبيعة ومناخات حياتنا الشرقية، أعطاها رونقاً خاصاً، كما استطاع أن يمرر خلال مجرى الأحداث رسائل وطنية مرتبطة بالأحداث التي تعصف بسوريا والتي تظهر مدى تمسّك دريد لحام بالنظام الحالي. عايشنا في هذا العمل التلفزيوني صراعات عائلية شائكة وصعبة حتى عابد فهد تطرّق عبر وصوله إلى الحزب في المسلسل إلى إظهار صورة الصراع السياسي الحاصل. لعبت نهلة داوود كممثلة دورها بجدارة ولكنها خلال الفترة الأخيرة باتت محصورة بهذا النمط من الأدوار، كما حصل معها في فيلم "24 ساعة حب" للأب فادي تابت. أما نادين الراسي فكانت رائعة بهضم تركيبة شخصيتها ولديها قدرة هائلة على التعبير عن أوجاعها من ملامح وجهها وصوتها وهذا الأداء هو بالفعل أداء الممثلين الكبار. بالرغم من أن قصة هذا المسلسل إيطالية إلا أنّ الكاتب رافي وهبي أضفى عليها عنصر التطبيع، فجاءت أحداثها من صميم واقع حياتنا الشرقية وأنّ كل الشخصيات المتواجدة ضمن حلقاتها هي شخصيات مُعاشة حقيقية وهي بالفعل صورة مجسّدة عن واقع كل منا. كانت الحبكة أكثر من رائعة والحوار منضبطاً ومنظّماً ولكن أكثر المشاهد تأثيراً هو مشهد سقوط الكبير دريد لحام في هوة المرض والغيبوبة. " سنعود بعد قليل" عمل رائع ليس بحاجة إلى رأي النقاد.
تعليقات الزوار