لن تكون هناك خيمة فوق رأس أي تاجر أو مروّج للمخدرات
تزايدت ظاهرة تعاطي المخدرات في المجتمع اللبناني عمّا كانت عليه سابقاً، فلم تعد محصورة في منطقة واحدة وإنما أصبحت تشمل مختلف المناطق اللبنانية، ما دفع الجهات والسلطات المعنية لدقّ ناقوس الخطر والتحرك فعلياً للتخفيف والحدّ من وطأة هذه الآفة التي تهتك عقول وأجساد أطفالنا وشبابنا. بدت التحرّكات جليّة من خلال الجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية لإلقاء القبض على الرؤوس المدبّرة من التجار والمتورطين، وإحباط عمليات بيع وتهريب وتجارة المخدرات لأخطر وأهم الشبكات المروّجة.إذ تسجل الأجهزة الأمنية أكثر من عملية ضبط وتوقيف لمروّجي المخدرات الذين يعدّون من أبرز الأسماء في هذا العالم الشائك والخطر. نطالب الدولة بإيقاف انتشار هذا "السمّ" في مجتمعنا وخاصة بين أولادنا، فلا بدّ أن يتكافل الجميع من جهات أمنية واجتماعية ضدّ هذا الخطر المرعب.ولأنّ جمعية "جاد" ناشطة جداً في هذا الموضوع وقد ساعدت الجهات الأمنية بضبط كمية كبيرة من المخدرات ومصانع لحبوب "الكبتاغون" أوضح رئيس هذه الجمعية جوزف حواط بأنّ الوضع زاد خطورة عام 2017، فالفئات العمرية لضحايا المخدرات تنخفض عاماً بعد عام، وتراجع مستوى أعمار المدمنين من 20 و22 إلى 15 و 16 سنة، وهذا أصبح مخيفاً.ولقد حذّر حواط من الكارثة الأكبر، إذ أنه بعد انتشار أنواع من المخدرات سهلة الترويج، كثُرت عمليات الترويج ليس فقط داخل الجامعات بل لطلاب المدارس أيضاً. في إحدى المدارس الرسمية بمنطقة جبيل، تمّ طرد ابن 13 سنة من المدرسة بسبب ترويجه المخدرات للطلاب. ويضيف حواط قائلاً: "فقدنا الأمل من الجامعات والأرقام باتت مقلقة، لكن مشكلة المدارس لا تزال في بدايتها، لذا علينا التحرّك قبل تفاقم الوضع وامتداده". أكثر أنواع المخدّرات التي تنتشر بين الطلاب، هي حبوب "الكبتاغون" والحشيشة، أما الأخطر فهو ما يعرف بـ "سلفيا" وهي نوع من حبوب المنشطات المهلوسة، التي تكثر سهولة ترويجها بين الطلاب، ويقول حوّاط: "صاروا متلّايين الدني عالموبايلات بجيبلك المخدرات ديليفري. ولم تعد أي منطقة في لبنان خالية من هذه الآفة، كنا نقول في السابق البقاع وبريتال، لكن اليوم أصبحت كل المناطق متورّطة، من بيروت، جبل لبنان، الشمال، كسروان حتى جبيل التي شهدت من سنة حتى اليوم ضبط حوالي 8 شبكات للترويج، والعمل جارٍ لضبط المزيد في ضواحي تلك المدينة التي لم تعتد على هذه الظاهرة". يتأسّف حواط لأنّ هناك من يحمي كبار تجّار المخدرات، ويساهم في إدخال هذه الآفة أكثر إلى مجتمعنا، كاشفاً عن أنهم بدأوا بالظهور وستُكشف كل الرؤوس المدبرة التي تحمي تلك الأخيرة.ويسعى من خلال جمعيته، وبمساندة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنّ يطال العقاب جميع المرتكبين والتجار والمروّجين وحُماتهم، ما يؤدي إلى خلق جيل جديد خال من المخدرات لأن الجيل الحالي بلغ تورّطه الذروة وأصبح من الصعب جداً التعامل معه.
استقبل الرئيس ميشال عون رئيس جمعية "جاد شبيبة ضدّ المخدرات" جوزف حواط ورئيسة التحرير رانيا ميال ووفداً من أعضاء الجمعية شاكرين الرئيس لاهتمامه ورعايته الدائمة للجمعية منذ تأسيسها. وبهذه المناسبة، عرض حواط أبرز ما تقوم به الجمعية في مجال معالجة المدمنين على المخدرات وإعادة تأهيلهم وحملات التوعية التي تطلقها، إضافة إلى البرامج العديدة للتوعية ضدّ المخدرات. وأشار حواط إلى التعاون القائم بين الجمعية والقوى الأمنية على اختلافها في مجال التدريب ومساعدة المدمنين، وإلى التعاون الدولي مع أجهزة أمنية عربية في إطار المساعدة في مكافحة هذه الآفة. ولفت إلى أن أرقام المدمنين إلى ارتفاع وأن عدد الموقوفين في قضايا تتعلق بالمخدرات تخطّى %70 من مجموع نزلاء السجون في غياب أي مركز تأهيلي تابع للدولة أو عيادة متخصّصة. وطلب حواط دعم الرئيس عون في مشروع "القرية الوقائية" التي تعمل "جاد" على إنشائها، لافتاً إلى أهمية توقيع عقد بين الجمعية ووزارة الشؤون الاجتماعية لتنظيم رعاية المدمنين ومعالجتهم. وكان الرئيس متعاوناً وداعماً مشيراً إلى أن ضحايا الإدمان يتجاوزون ضحايا الحروب في العالم، لافتاً إلى أنه في مقابل توسّع تجارة المخدرات، فإنّ لبنان بات يمتلك أحدث التجهيزات لضبط المهربين، بالرغم من تعدّد الوسائل المبتكرة. ووعد فخامته القيّمين على هذه الجمعية بمدّهم بالمساعدة اللازمة. وتوجّه إليهم بالقول: "لا يمكننا أن نعفي أحداً من المراقبة بمن في ذلك أنتم، انطلاقاً من ضرورة أن تستحصلوا على المعلومات من المدمنين بما يُسهّل عمليات التقصي عن المتورطين الآخرين. وأنا شخصياً سأسعى جاهداً لمتابعة هذا الموضوع والقيام بمعالجته من خلال العمليات الاستباقية التي نحقّق نجاحات فيها، ونحن مُجنّدون كباراً وصغاراً للحدّ من تجارة وتعاطي المخدرات، ولن تكون هناك خيمة فوق رأس أحد من المرتكبين والتجار والمروّجين والمسهّلين وحُماتهم".
محمد شقير: سنقدّم كل الدعم لجمعية "جاد"
قامت جمعية "جاد" بزيارة رئيس غرفة التجارة والزراعة والصناعة في بيروت محمد شقير لإطلاعه على نشاطاتهم، وتمّ عرض فيلم قصير شرح خلاله جوزف حواط لشقير أهمّ المستجدات، حيث أبدى الأخير اهتمامه بالجمعية وتقديم كل المساعدة للحدّ من هذه الآفة الخطيرة التي تهدّد مجتمعنا.
تعليقات الزوار