بدون شك إجتازت الكاتبة التلفزيونية كلوديا مارشليان مساحة كبيرة من التألق عبر نصوصها وأخذت مسلسلاتها حيّزاً من الإعجاب عند المشاهدين، لأنها كانت مثل الطبيب الجراح تضع يدها على الجرح مباشرة، فتصيب الداء وهذا ما حصل في أحداث مسلسل "جذور" الذي ضمّ كوكبة من ألمع النجوم وسلّط الضوء على واقعنا الأليم داخل مجتمعاتنا، ناقلاً الحقائق بصيغة درامية مؤثرة. "جذور" شكّل حلقة من النجاح ضمن سلسلة الحلقات التي شهدناها لنص كلوديا، وذكّرنا بمسلسل "نضال" الذي حظي بنسبة عالية و"روبي" الذي ضاهى الأعمال التركية. في "جذور" خلطة مصرية لبنانية وسلسلة من الخيانات، الحب، الأسى، الفرح، فكانت النجمة رولا حمادة رائعة في أداء شخصيتين متناقضتين إحداها تعاني من خلل عقلي ولعبت بمهارة ايضا دور المرأة الشعبية. أما مجدي مشموشي فمثل عادته كان متألقاً على الدوام. جسّد العمل مساحة من الرومنسية ما بين النجم علي أحمد ورولا حمادة وقدم النجمة باميلا الكيك في الشكل المطلوب كنجمة مقبلة على سدة النجومية. حاولت كلوديا من خلال متابعتنا لأحداث هذا المسلسل الخروج من حلقة التكرار، فأخذتنا الى الترقب والدهشة، فكانت حواراتها سريعة، مقطّعة بحرفية عالية أبعدت المشاهد عن الملل والرتابة مضيفة اليه عنصر التشويق. تشكّل كلوديا مارشليان مع المخرج فيليب أسمر حالة خاصة على الساحة الدرامية وكأن هذا المخرج وجد ليقوم بإخراج أعمال هذه الكاتبة وإنّ هذا الإنسجام بينهما هو الحال الذي يعكس وهج كل هذه النجاحات. "جذور" لغة تلفزيونية حملت في مضمونها واقع الحب والهجرة والإنفصال، فكانت الصورة في هذا المسلسل باهرة، مختلفة والإنتاج مسرفاً ومكلفاً ما أضاف الى العمل شيئاً من الخصوصية. كلوديا مارشليان في "جذور" إكتشفت ذاتها أكثر لأن "الكاركتيرات" التي قدّمتها وكانت بالإجمال متداخلة استطاعت في نهاية المسلسل أن تجد لها الحلول الملائمة.
تعليقات الزوار