سليمان فرنجية: الحرية ركيزة بناء لبنان ضدّ القمع
تصريحاته تجرح وتداوي في الوقت عينه
سليمان بيك فرنجية، من عائلة سياسية عريقة، سار على خطى جده وإتبع نهجاً سياسياً معتدلاً فأثمر به خيراً. ذاع صيته في العمل النيابي كرجل دولة أمين، مُحبّ لوطنه، حامي مصالح اللبنانيين جميعاً وخصوصاً أبناء منطقته "زغرتا" التي أولاها جُلّ اهتمامه وكان الأب الراعي لمصالحها. لم تتوقف عطاءاته أبداً بعد أن سلّم أمانة العمل النيابي الى نجله طوني، مكتفياً بترأسه "تيار المردة".
أكمل سليمان فرنجية مسيرته وعمله الوطني كمحرّك ديناميكي أساسي للعبة السياسية، التي تحتاج الى لاعب وسطي يضبط إيقاعها ويوازي بين لاعبيها للوصول الى تفاهم وديّ. تجلّت مواقف فرنجية بالصدق والانحياز التام الى إحقاق الحق وازهاق الباطل، ولعلّ إلتزامه بمبادئ السياسة النزيهة والعادلة، جعل باب المصالحة مفتوحاً دائماً لإنهاء الانقسامات السياسية وتوحيد المصالح الوطنية المشتركة. منها المصالحة التاريخية مع رئيس حزب القوات اللبنانية د. سمير جعجع برعاية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وقدعبّرت عن إرادة مشتركة في حلّ الخلافات السياسية بالحوار العقلاني.
وضع فرنجية صيغة تفاهم مع باقي الافرقاء السياسيين للتلاقي حول القضايا الوطنية، الإنسانية، الاجتماعية والإنمائية، إستشرافاً منه لبناء غد أفضل تتحقّق فيه أماني وتطلعات اللبنانيين في بناء دولة الكرامة وصون وحدتها الوطنية. عبّرت هذه المصالحة بشكل واضح على أن "إبن زغرتا" لا يخرج أبداً عن قناعاته ومبادئه وتحالفاته السياسية لقاء مكسب سياسي أو طمعاً بمنصب رئاسي، وتاريخه العريق يشهد على ذلك. فهو معروف بأنه "رفيق" المصلحة الوطنية وعلى علاقة طيبة مع مختلف الاقطاب السياسية، ويده ممدودة دوماً لمصافحة الأيادي التي تحقق العيش المشترك وتحافظ على السلم الاهلي تحت شعار "عفا الله عمّا مضى". الى جانب مواقفه السياسية، اشتهر فرنجية بتقديسه لحرية الرأي والتعبير، فلم يسجّل في تاريخه مقاضاة أي إعلامي أو ناشط سياسي، ويمكن استطلاع موقفه حيال ذلك، من خلال تغريدة نشرها عبر صفحته الخاصة على تويتر يقول فيها: "الحرية ركيزة بناء لبنان ضدّ القمع"، تأتي هذه التغريدة في تضامنه مع الحملة التي أطلقها ناشطون لبنانيون لمواجهة الاستدعاءات التي طالت العديد منهم، على خلفية نشر تصريحات وآراء سياسية على مواقع التواصل الاجتماعي. فهو ناشطٌ ومتتبع لقضايا الشعب اللبناني على موقع "تويتر"، وينشر العديد من التغريدات التي تُعبّر عن تضامنه معهم، وتختصر دعمه الدائم للمشاريع البنّاءة والهادفة التي تناسب الدولة وتحقق مصالح أبنائها. بالاضافة الى نشاطه الالكتروني، إلاّ أن إطلالاته لا تقتصر على العالم الافتراضي فحسب، بل نراه يطلّ على شاشات التلفزة في العديد من البرامج والمقابلات السياسية، ليخرج عن صمته الذي رافق مسيرته السياسية طويلاً، ويفجّر سلسلة من المواقف والتصريحات ليواجه "كرة التحدّي" التي فرضها عليه الآخرون وينتقل من موقع الدفاع الى الهجوم، فأثبت يوماً بعد يوم العمق السياسي الذي يتمتع به "البيك". وممّا لا شكّ فيه، أنّ عفوية فرنجية تسبق دوماً حواراته الشيّقة وتصريحاته التي تجرح وتداوي في الوقت عينه، ومع اختلاف الآراء الشعبية حول مواقفه السياسية، إلاّ انها تثبت دائماً أنه رقم وطني صعب لا يمكن تجاوزه أبداً.
تعليقات الزوار